رسالة فراق صديق
تعال يا صديقي
لنسيرَ حُفاة
لنجري في شوارعنا كما كُنا صغاراً
لنلهو بالكرة البلاستيكية الصغيرة
لنغرقَ في الوحل
ونلهو في التراب
ونستمع لوعظ أبي وضرباتهِ أحيانا
لنُغني تلكَ الأغنيات
ونحنُ نرتدي ملابسنا
ونحنُ نشد أحذيتنا
ونحنُ نقذفُ الحصى في الشوارع
وفي الأنهار الصغيرة
ونحنُ نتسابق حول الجداول
ونحنُ نتشاجر فيما بيننا
ونحنُ نتسابق إلى الباقلا واللبلبي
أيَّهما يأكلُ أولاً
تعال لنلعب الغميضة
ونختبئ خلف النخيل والأشجار
ونحنُ نحلم بذلك المستقبل
الذي ولجناه
ونحنُ نركض ونركض
ونريدُ العودة
ونحنُ نتسلق الجدران
لكي نسرق النبق والنارنجي
تعال لنلاعب الطيور الخائفة
ونشدو لها وهي تختلس النظر
تعال نستمع لوعظ جدتي الجميل
وهي تضربُ لنا الأمثلة التي كنا لا نفهمها
تعال لنتسلق النخيل
ونعود إلى الأرض أبطالاً
هل تذكر يا صديقي ؟
تعال لنقرأ معاً
ونأكل التمر اللذيذ
تعال لنسهر الليل في عاشورا
وندخن السجائر
ونُصلي معاً في القدر
ونخرج معاً في العيد
ونحنُ متأنقون
تعال يا صديقي
أين ذهبتْ ؟
جدتي ذهبتْ أيضا
أبوكَ ذهبَ أيضا
هل الذهاب جميل فعلاً ؟
لماذا ذهبتَ وتركتني ؟
كنتَ الوحيد الذي تفهمني .
تمازحني
تحفظ لدي اسرارك
وأحفظ لديك أسراري
أين وعدك الذي قطعته ؟
هل تعود ؟
وتعود معك تلك الأيام؟