يشتكي بعض الناس من اضطرابات النطق، والتلفظ غير السليم، أو التأتأة، أو التلعثم... وغيرها من مختلف هذه الاضطرابات التي يعاني منها الصغير، وحتى الكبير أحيانا، حيث نلتقي في حياتنا اليومية بأفراد في مجتمعنا يعانون من هذه الإعاقة بمختلف أنواعها، وهم في سن متقدم، والسبب في ذلك هو عدم تفطن أوليائهم أو معلميهم لحالتهم التي تتطلب التكفل المبكر، وإحاطتها بجميع الإجراءات الضرورية، من أجل تمكين المصاب من تجاوز هذا الاضطراب في النطق والتخلص منه نهائيا.
تعرّف التأتأة بأنها اضطراب في الكلام، أو تمتمة، أو انحباس للحظات، أو إطالة للأصوات أو الكلمات أو الجمل. واضطراب كهذا يظهر عند الطفل في سن الثالثة أو الرابعة، ويمكن أن يمتد إلى ما بعد سن المراهقة. هذا الاضطراب يكون مصحوبا بأعراض جسمية، مثل رفرفة الجفون، وحركات في اللسان والشفتين والوجه واليدين، وكذلك هز الأرجل.
ويجب على الآباء والأمهات الانتباه جيّدا لهذه الاضطرابات التي قد تخص أحد أبنائهم، الذي يجد صعوبة في النطق لبعض الحروف أو لبعض الكلمات وتركيب جملة ما، أو أحيانا أخرى في مواصلة الحديث... إلخ.
كذلك من واجب المعلمين في المدارس الانتباه لهذا الأمر الحساس، حتى يتم توجيه الطفل إلى المصلحة المختصة في معالجة هذه الاضطرابات. وكلما كانت استشارة الطبيب مبكرة، كلما كانت نتائج العلاج أحسن.
ويتم التكفل بهذا الشذوذ في وظيفة النطق في مصلحة الأورتوفونيا، وهذه المصالح مفتوحة ومتواجدة على مستوى جميع العيادات والمستشفيات، حيث يتكفل بهم تقنيون ونفسانيون مختصون في هذا المجال، وتتم متابعتهم طول المدة اللازمة إلى حد التوصل للشفاء التام.
ويجهل الكثير من الناس وجود هذه المصالح التي تتكفل بمثل هذه الإعاقة، يعمل فيها أطباء مختصون وتقنيون في الصحة ونفسانيون، حيث يقومون بمتابعة المريض طوال المدة اللازمة، حتى يتماثل للشفاء وتخليصه من هذا الشذوذ الذي يعكر صفو حياته مدى الحياة في غياب التكفل الجيد، المتمثل في تدريبات متكرّرة على كيفية التوصل إلى النطق السليم وعملية التنفس التي يشتكي منها هؤلاء المرضى، علما أن عملية التنفس تلعب دورا هاما في النطق السليم وفصاحة الكلام، وكذلك حالتهم النفسية، إضافة إلى النصائح والتوجيهات البالغة الأهمية. وبهذه الطريقة، يتم إزالة الصعوبات والعراقيل والمسبّبات التي يعاني منها هؤلاء المرضى، ويتم تصحيح الإعاقة التي تمنعه من النطق نطقا سليما ومفهوما.
وكلما كانت المعالجة مبكرة ومتواصلة وجادة، كلما كانت نتائجها أفضل وأحسن ومُرضية.