أكّد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ''إيسيسكو''، أنّ التقريب بين المذاهب الإسلامية مشروع حضاري لمعالجة التطرف بكلّ أشكاله ولمحاربة الغلو بجميع أنواعه ولمواجهة التكفير الذي أصبح اليوم ظاهرة متفشية باتت تهدّد النسيج الوطني في الدول التي تستشري فيها وتهدّد قبل ذلك وبعده وحدة الأمة الإسلامية التي تقوم على قاعدة الأخوة الإسلامية.
وأوضح التويجري، في المؤتمر الدولي للتّقريب بين المذاهب الإسلامية، لندن، بأنّ المؤتمرالذي انعقد بعد أسابيع قليلة من انعقاد قمة التضامن الإسلامي في مكة المكرمة، التي اعتمدت المبادرة الرائدة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية، يكون مقره في الرياض.
وأكّد أنّ الحوار بين المذاهب الإسلامية، مكمل للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات، ما يكسبه البعد الحضاري الّذي يجعل منه أداة فعّالة لتعزيز الدور الحضاري للتّقريب في تحقيق السلم الأهلي وإقرار الأمن الاجتماعي وترسيخ الاستقرار السياسي وتفعيل التعاون الشامل المتكامل بين المسلمين جميعًا.
وأضاف أنّ القضاء على أشكال التطرف والغلو والتكفير، التي تسود بعض المجتمعات الإسلامية، يتم عبر نشر الثقافة الإسلامية الصّحيحة وتعميق الوعي الديني السّليم وتقديم حقائق التاريخ بلا تلفيق وتدليس وافتراء، ما يتطلب إحداث تغيير شامل في مناهج التربية والتعليم خصوصًا التعليم الديني.