وُلدت السيّدة حفصة بنت عمر بن الخطاب وابنت زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب رضي الله عنهم، قبل مبعث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بخمس سنين، أكبر أولاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ وورد أنّ مولدها كان قبل الهجرة بثمانية عشر عامًا.
تزوَّجت حفصة رضي الله عنها من خُنَيْس بن حذافة السهمي، وقد دخلاَ الإسلام معًا، ثمّ هاجر خُنَيْس رضي الله عنه إلى الحبشة في الهجرة الأولى، ثمّ هاجرَا رضي الله عنهما إلى المدينة، وقد شهد مع رسول الله بدرًا، وقد تُوُفِّيَ رضي الله عنه متأثِّرًا بجروح أُصيب بها في بدر.
وبعد وفاة زوجها رضي الله عنه، وبدأ أبوها عمر بن الخطاب رضي الله عنه يبحث لها عن زوج مناسب لها، فعرضها على عثمان بن عفّان رضي الله عنه فقال: قد بدا لي أن لا أتزوّج في يومي هذا. ثمّ على أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، فقال: فإنّه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضتَ علَيّ إلاَّ أنِّي كنتُ علمتُ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد ذكرها، فلم أكُن لأفشي سرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولو تركها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لقبلتُها.
وقد تزوَّج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حفصة في شعبان على رأس ثلاثين شهرًا، قبل أُحُد، وقيل: تزوّجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سنة ثلاث من الهجرة.
روت رضي الله عنها عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ستِّين حديثًا. وتُوُفِّيَت رضي الله عنها في شعبان سنة 45هـ، على أرجح الروايات.