فيلم المخرج ماليك لخضر حامينا ''خريف.. أكتوبر بالجزائر''، الذي أنتج في بداية الأزمة الأمنية والسياسية في الجزائر سنة 1992 وعالج أحداث أكتوبر وأسبابها.
يصور الفيلم السينمائي الخيالي، في ساعة ونصف الساعة، تسلسل الأحداث في الجزائر، التي أدت إلى 5 أكتوبر وسقوط النظام الواحد وإقرار التعددية الحزبية، ثم الانحراف الذي شهدته بعد ذلك والتمزق الذي حدث في المجتمع بسبب المعالجة الارتجالية والعنيفة للوقائع، وهذا من خلال قصة عائلة جزائرية بسيطة متكونة من أم وابنين وابنة، بينما الوالد شهيد. يهوى الابن الأكبر الموسيقى وزوجته صحفية، يكوّن فرقة موسيقية ويسعى إلى تنظيم حفل عالمي ضخم، بينما يتجه الثاني نحو حلقات الإسلاميين وينضم إلى الحزب الإسلامي ''الجبهة الإسلامية للإنقاذ''، المحظور حاليا.
ينطلق الفيلم من قصة مستلهمة من واقع المجتمع الجزائري، الذي يعيش العوز والحرمان ويعاني من مختلف الأزمات، ابتداء من قضية السكن، حيث يسهب الفيلم في تصوير معاناة زوجين شابين في الالتقاء وممارستها حياتهما الزوجية الطبيعية، رغم زواجهما الشرعي، وبينما يقود الوضع المزري مجموعة من الشباب إلى الخمر والمخدرات، تتجه أخرى إلى المسجد وحلقات الوعظ، ومن هنا يبدأ الصراع في البيت الواحد، في الوقت الذي يزداد الوضع العام تشنجا، إلى غاية الانفجار يوم 5 أكتوبر. وهنا يظهر الفيلم، ولأول مرة، تورط عناصر الأمن في القتل والسجن التعسفي لعدد كبير من الشباب الذين ذهبوا ضحية قرارات ارتجالية ودون رؤية ولا تبصر، ويقدم نهاية مأساوية تنذر بما آلت إليه الجزائر فيما بعد. ورغم أن الفيلم متخيل ويروي قصة إنسانية درامية، إلا أن تسلسله التاريخي وتعقبه للوضعية الاجتماعية، مع استعمال صور واقعية للمظاهرات، جعله يشبه الوثائقي الخيالي. وقد نجح المخرج في تصوير المأساة بطريقة مؤثرة جدا، فيما يعاب عليه استعماله اللغة الفرنسيةّ، رغم أن الفيلم يعرض واقعا جزائريا، كان يمكن أن يكون أكثر تعبيرا بالعامية المحلية العاصمية.
أنتج الفيلم سنة 1992 طارق لخضر حامينا، بالشراكة مع ''فرونس ''3 ومساهمة من ''كنال +''، من إخراج وسيناريو مليك لخضر حامينا بالاشتراك مع ارزقي بوعزيز وموسيقى صافي بوتلة، تمثيل كل من ماليك لخضر حامينا ونينا كوريز ومروان لخضر حامينا ومصطفى العنقى وفرونسوا بورسيي وعنتر بوضياف والمرحوم عز الدين مجوبي وسيد احمد أفومي والمرحوم رشيد فارس والمرحوم العربي زكال وغيرهم.