جلس الأصدقاء الثلاثة حول صديقهم مكسور الأضلاع مثقوب الرئةبعد سقوطه من فوق السلم الخشبي
المهترئ الذي انزلق من تحته وأودى بصاحبه لما هو فيه الآن...قال لهم ضاحكا:أضلاعي ستشفى وكذلك
رئتي ولكن السلم ارتحل إلى الأبد..كنت أستخدمه للصعودإلى سطح مطبخي حيث وضعت أكياس نباتاتي
الرائعة..من سيسقيها الآن ؟ تخيلوا لا أحد..ستموت من الظمأ..تموت وأنا على بعد أمتار منها..
هذا هو العجز بعينه..قال ولهان:لا ياصديقي..لم تحزر..لن تموت نباتاتك ونحن أحياء..سأنزلها
إلى الدار وسأسقيها كما عودتها أنت وستعطيني منها كسحات وبذورا لأزرعها في بيتي فإن يبست
عندك أعطيتك من عندي..قال المكسور بارك الله فيك..لن انسى لك هذا المعروف..قال سرحان (الصديق
الذي اتخذ لنفسه صومعة يتعبد فيها):وأنا سأدعو له من فوق سلمي..ضحك ولهان وقال:ماشاء الله وأنت
أيضا لديك سلم..ألا تخشى السقوط عنه؟قال :سرحان بل أسقط عنه كثيرا وأستغفر ربي وأعود لتسلقه
من جديد..سلمي هو صلاتي ترفعني كل يوم درجة فإذا سهوت عنها شعرت أنني أهوي إلى الارض فاعود للتسلق
واسال الله المغفرة والعون...قال ولهان:جميل..انت تستغفر ربك وانا استعطف حبيبتي التي أدس لها قصاصات
الورق المشتعلة شوقا وهياما من أسفل نافذتها فإن خانني التعبير هجرت مقعدها ٌقرب النافذة
وحملت منديل بكائها واختفت ..فأشعر بغصة في حلقي وتغلبني دموعي فاكتب لها شاكيا حالي فترأف
بي وتعود إلى إطلالتها الساحرة..وسلمي هو أحرف وسطور بوحي ..أسقط عنه فيتحطم قلبي ومن حطامه
أتخذ درجات صعود جديدة تحملني إليها..قال مكسور الاضلاع:وانت يافهمان اليس لديك سلم؟ قال فهمان
سلمي هو صفحات كتبي..اتسلقها إلى فضاءات رحبة ولاأسقط أبدا..قال سرحان:سلمك يرفع فقط ولايسقط
عنه من تسلقه..اليس كذلك..قال فهمان:السقوط في شرعة سلمي هو الوقوف..فما إن تقف ..وتنظر إلى
أسفل وترى الناس صغارا حتى تحس بالضياع والحيرة وتفقد السيطرة..قال ولهان:يعني مثل تعطل المصعد
قبل الوصول لمخرج..قال فهمان بالضبط..تصبح حبيس المكان..ويخونك الزمان..وتنتظر العون من أي كان..
قال ولهان:فماذا لو اجتمع للواحد كل هذه السلالم؟قال الناسك:يظفر بالسعادة..لأن الصحة والحب والعلم
والصلة بالخالق هي جنة الله على الأرض..والدرب إلى جنته السماوية...مع تحيات.عبدالحكيم ياسين