«الجرهاء».. مدينة الذهب المفقودة
تُصنف مدينة الجرهاء، على أنها واحدة من عدة مدن مفقودة في شبه الجزيرة العربية، لا يزال يحاول الكثير من الباحثين والمستكشفين العثور عليها أو على أحد معالمها، نعرض قصة هذه المدينة في هذا التقرير.
موقعها
أوضح الجغرافي الروماني، استرابون، نقلاً عن المؤرخ اليوناني ارتيمدورس، أن المدينة تقع على ساحل الخليج العربي، على بعد ما يقرب من 60 ميلاً إلى الغرب من جزيرة دلمون "البحرين".
وصف المدينة
قال "استرابون" أيضا، إن سكان جرهاء كانوا أغنياء جدا، تمتعوا بكل مظاهر الرخاء والترف، منازلهم كانت فخمة، زينوا أبوابها وجدرانها وسطوحها بالألوان وترصعت بالعاج والذهب والفضة والحجارة الكريمة. اتفق معه المؤرخ بليني، حيث أوضح معلومات مشابهة، أضاف أن مساحة المدينة بلغت ما يقرب من خمسة أميال، أن بها أبراج مشيدة من الملح، حيث عاش سكانها في منازل صُنعت من أعمدة وجدران ملحية، كانت تُرش بالماء لتظل متماسكة، لذلك اُطلق عليها مدينة الجدران البيضاء. كانت الجرهاء محطة لإعادة تصدير منتجات الهند من توابل وعاج وبخور، بالإضافة إلى الحرير الصينى المستورد من آسيا.
سكانها
تشير الدلائل إلى أن سكانها كانوا من العرب، بالإضافة إلى وجود أقوام من الكلدانيين والمنفيون من بابل. سيطر الجرهائيون على تجارة العطور والتمور والبخور والأعشاب الطبية المنتجة من عمان وحضرموت.
آراء المؤرخين
اختلفت آراء المؤرخين حول حقيقة وجود الجرهاء، فبعضهم يرى أنها مدينة حقيقية، وجدت في حوالي القرن الثالث قبل الميلاد، وأنها لا تزال تحت رمال الصحراء وتحتاج لمن يستكشفها ويزيل الغموض عنها، وهناك نظرة أخرى ترى أن المدينة دُمرت تماماً بسبب الحروب وقامت على أنقاضها مدن جديدة.