من أهل الدار
تاريخ التسجيل: October-2013
الجنس: ذكر
المشاركات: 83,512 المواضيع: 80,159
مزاجي: الحمد لله
موبايلي: samsung j 7
آخر نشاط: منذ دقيقة واحدة
بانوراما رمضان : إطلالة على ذاكرة مكناس - قصر المحنشة مقر الإقامة الملكية
بانوراما رمضان : إطلالة على ذاكرة مكناس - قصر المحنشة مقر الإقامة الملكية
تزخر مكناس بتراث تاريخي حضاري ومعماري كبير، خاصة أنها كانت عاصمة المغرب على عهد السلطان مولاي إسماعيل. وتضم في كل ناحية منها أسوارا شامخة وأبوابا ضخمة ومساجد عتيقة، وقصورا فسيحة، ورياضات غناء وأسواق كثيرة، وأضرحة متعددة، وفنادق أصيلة، إضافة إلى السقايات... كل هذه المآثر جعلت مكناس تتميز بشخصية خاصة جدا، وبتاريخ عريق، ما أدى إلى تصنيفها تراثا عالميا للإنسانية من طرف منظمة اليونسكو في دجنبر 1996.
وسيحاول، مصطفى بنفايدة، الباحث في تاريخ مكناس، إبراز تاريخ ومعالم هذه المدينة العريقة بتناوله عدة محاور، أهمها مكناس : حياة مدينة، والأسوار والأبواب والقصور، والصهريج والأهرية، والمدارس، والمساجد والسقايات، والساحات والفنادق، وسبعة رجال بمكناس، وصالحات مكناس. والباحث بنفايدة، له منشورات عديدة بالعربية والفرنسية، إضافة إلى مساهمته في برامج تلفزيونية لفائدة قنوات فضائية عالمية منها المجد والقناة الكندية و"فرانس2" وكلونيا الناطقة بالعربية و"فرانس3"، فضلا عن القنوات المغربية. كما أصدر كتبا ومؤلفات نظير "نظام الجهة بالمغرب، جهة مكناس تافيلالت، نموذجا 1999"، و"الأكاديمية الملكية العسكرية بين مجد الماضي وإشعاع الحاضر 2001"، و"مكناس جولة في التاريخ والمعالم، إضافة إلى العديد من المؤلفات بالفرنسية، منها المدارات السياحية بمكناس (بالفرنسية 2006) و"مكناس متحف في الهواء الطلق (بالفرنسية 2011).
تضم مكناس قصورا، ذات طابع مغربي أندلسي، سواء من خلال تصاميمها، أو شكل بنائها وتشكل الأجزاء المكونة لها. ومن بينها ، نذكر قصور الدار الكبيرة، التي كانت حسب بعض الدارسين تشكل المدينة الملكية الأولى التي بناها المولى إسماعيل، وكان الانتهاء من بنائها سنة 1679 كما هو منقوش على بابها.
يروي الباحث مصطفى بنفايدة أن الدار الكبيرة كانت عبارة عن مركب من القصور، وكان كل قصر منها يضم مسجدا وحماما وملحقات أخرى. وهذه القصور هي قصر النصر المعروف أيضا بقصر "لالة باني"، والذي تتشكل منه اليوم حومة درب الشرفاء بحي الدريبة، وقصر مولاي زيدان وقصر شعشاع وقصر "ساروت الكعبة" وقصر الكشاشين الذي كان عبارة عن مطبخ كبير وبه سكن القيمين عليه من الخدم، وأخيرا قصر الستينية.
يقول بنفايدة "لم يبق الآن من قصور الدار الكبيرة، إلا الباب الرئيسي وأسماؤها التي تحملها بعض الأزقة والدروب. إضافة إلى وجدو قصور أخرى نظير قصر المدرسة، وقصر المحنشة، وقصر دار البقر، وقصر المنصور وأخيرا قصر الدار البيضاء.
* قصر المدرسة: يقع على يمين الخارج من باب الرايس، وتسميته راجعة لوجود مدرسة بداخله. ويعتبر من أجمل القصور الإسماعيلية، وكان مقر سكن العائلة الملكية، وهو الآن جزء من المركب الملكي. ويضم هذا القصر عدة قاعات وقباب أهمها "قبة الباهية " وقبة "أم سيدي" و"دويرية الفاسية" و "دار السلطان"، وهي أكبرها، إضافة إلى "دويرية سيدي احماد أوموسى".
* قصر المحنشة: يقع في آخر ممر أسراك. وإضافة اسمه للمحنشة جاء من وجود جهاز مائي به يسمى المحنشة، وهو عبارة عن حوض من رخام أسود حفرت فيه قنوات صغيرة كان الماء يجري فيها على شكل حنش.
وقد شكل هذا القصر، إضافة إلى قصر المدرسة الذي يتصل به بواسطة باب الرخام، مقر إقامة المولى إسماعيل .
ويضم هذا القصر بعض القباب مثل قبة النصر وتشكل القاعة الكبرى بالقصر الملكي، حيث يبايع الملوك ويستقبلون وزراءهم وزوارهم الكبار، إضافة إلى قبة كناوة وهي عبارة عن قاعة مواجهة للساحة التي تضم الحوض المائي المعروف بالمحنشة. ويضم قصر المحنشة بابين أولهما ينفتح على أسراك، ويعرف بباب سي مسعود، والثاني، وهو الأصلي، فيحمل اسم باب السلطانة وينفتح على فسيح (ساحة المشور) يقابله الباب الداخلي لقصبة هدراش، والمعروف بباب الناعورة ويعد قصر المحنشة حاليا القصر الملكي بمدينة مكناس، ويسمى أيضا بدار المخزن.
* قصر دار البقر: يتصل بقصر المحنشة، وسمي بهذا الاسم، لأن السلطان المولى الحسن الأول جعل به حظيرة للبقر الحلوب التي كانت تزود القصور الملكية بمادة الحليب. وكان قصر دار البقر يتكون من مجموعة من البنايات تهدم جزء كبير منها، ويظهر منها اليوم فقط بابها المعروف بباب مسعود بن العربي.
* قصر المنصور: يقع في الجزء الجنوبي من القصبة الإسماعيلية، بني هذا القصر أواخر حكم المولى إسماعيل. وهو عبارة عن هري ضخم على شكل قبب، له منافذ في أعلاه يفرغ منها ما كان يخزن به من مواد، وبوسطه سبع قباب أعدت لوضع سروج الخيل والأسلحة. فالطابق الأرضي للقصر كان يستعمل مخزنا، أما الطابق العلوي، فاستعمل للسكن، وبذلك كان له طابع استثنائي يميزه عن باقي القصور المغربية. فبالإضافة إلى وظائفه كحصن ونقطة مراقبة ومستودع للسلاح ومدخرا للحبوب، فقد شكل مستقرا أميريا.
* قصر الدار البيضاء: يرجع تاريخ بناء قصر الدار البيضاء إلى النصف الثاني من القرن 18 في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، ويتألف من ساحتين متلاصقتين إضافة إلى قبة الرواح ومسجد ومدرسة. واختاره الجنرال ليوطي سنة 1918 ليكون مقرا للمدرسة العسكرية للضباط المغاربة والتي حملت منذ سنة 1956 اسم الأكاديمية الملكية العسكرية.
المصدر ... مكناس بريس