يطور باحثون تقنيات جديدة تهدف إلى كسب المزيد من الوقت الإضافي اللازم للجنود الجرحى، بين لحظة الإصابة والعلاج الطبي الأول.
ويهدف برنامج وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية الأمريكي، DARPA، الذي يطلق عليه اسم " Biostasis"، إلى تطوير طريقة لزيادة مدى النافذة، التي تُعرف باسم "الساعة الذهبية"، حيث تساعد في البقاء على قيد الحياة. ولكنها غالبا ما تكون في الواقع أقل بكثير من 60 دقيقة.
ويأمل الباحثون في إبطاء العمليات البيوكيميائية في الخلايا الحية، لإطالة الفترة الزمنية اللازمة لبقاء النظام بحالة جيدة، قبل الانهيار. وتقوم فكرة، DARPA، على أساس "إبطاء الحياة لإنقاذها".
وفي الطبيعة، تقوم بعض الكائنات الحية باستخدام البروتينات للسيطرة على الوظائف الخلوية. وعلى سبيل المثال، يمكن للكائنات الدقيقة " Tardigrades"، الدخول في حالة تعرف باسم "داء الخرفيات" من أجل البقاء على قيد الحياة في ظروف بيئية قاسية.
وفي حين قد تبدو هذه المخلوقات وكأنها توقفت عن جميع عمليات التمثيل الغذائي، إلا أنها ما زالت على قيد الحياة.
وبهذا الصدد، قال تريستان مكلور بيغلي، مدير برنامج Biostasis: "على المستوى الجزيئي، تشمل الحياة مجموعة من التفاعلات الكيميائية الحيوية المستمرة، وتحتاج خصائص محددة من هذه التفاعلات إلى حافز ينشطها. وتأتي هذه المحفزات داخل الخلية في شكل بروتينات وآلات جزيئية كبيرة، تحول الطاقة الكيميائية والحركية إلى عمليات بيولوجية".
وأضاف موضحا: "يتمثل هدفنا في السيطرة على تلك العمليات الجزيئية ودفعها للتباطؤ في المعدل نفسه، حتى نتمكن من إبطاء النظام بأكمله بأمان، وتجنب العواقب السلبية". وسيسعى البرنامج إلى البحث عن طرق لإبطاء العمليات البيوكيميائية، بما في ذلك العلاجات الشاملة للخلايا والأنسجة الكاملة.
ولكي تكون هذه الطريقة ناجحة، يجب أن تكون قادرة على إبطاء جميع الوظائف البيولوجية القابلة للقياس، دون التسبب في ضرر كبير عندما يعود النظام إلى السرعة العادية.
ويقول الخبراء، يمكن تطبيق تقنيات مماثلة على الجنود، لتحسين فرص بقائهم على قيد الحياة.
يذكر أن الفكرة ما تزال في المراحل الأولى في الوقت الراهن، وتخطط DARPA لإجراء بحوث على مدى 5 سنوات. وفي نهاية المطاف، يمكن استخدام تقنيات مماثلة لتمديد العمر الافتراضي لمنتجات الدم، والكواشف البيولوجية والأدوية.