صارت قصة تحاكى بها العالم .. بعد أن ناداها المشرد باسمها !
بينما كانت تسير ” وانجا” في صباح يوم عادي باتجاه أحد الأسواق، فوجئت بشخص يجلس على جانب الطريق مشردا بلا مأوى، وهو يناديها باسمها، ليتبين أنها كانت تعرفه حق المعرفة يوما، ولكن قبل أن يصل به الأمر إلى هذا السوء!
لم تتخيل وانجا، الفتاة الكينية ابنة الـ 32 عاما، أنها تعرف هذا الرجل المشرد، الذي يرتدي ملابس رثة، ويبدو وكأنه غير متزن من تأثير إدمان المخدرات، ولكن كيف له إذن أن يعرف اسمها؟!
مرت لحظات قليلة، قبل أن يجيب هذا الشخص على كافة التساؤلات الحائرة في ذهن وانجا، حين أوضح لها بأنه هينجا، صديق طفولتها، الذي تربى معها منذ الصغر، قبل أن تتبدل ملامحه وطريقة حياته من الأساس بصورة شديدة المأساوية.
تقول وانجا: “هينجا هو صديق طفولتي، الذي تعرفت عليه وانا صغيرة منذ عام 1992، حينها كان طفلا مميزا ولاعب كرة قدم رائع، ما دعا كافة الأطفال الآخرين لتلقيبه بـ “بيليه” لشدة مهارته”.
الأمر الذي لم يستمر طويلا، بعد أن اضطرته ظروف الحياة للابتعاد عن والديه، والعيش مع جدته التي لم تتمكن من دفع مصاريف دراسته، حيث قاوم بكل قوته حتى نجح في امتحاناته رغم كل الظروف، وحتى وفاة جدته، حيث كان ذلك بالنسبة إليه كالقشة التي قسمت ظهره، فترك دراسته، ودخل عالم الإدمان المظلم.
بدأ هينجا مع مرور السنوات تعاطي الماريغوانا ثم الهيروين، فوصل إلى الانهيار بصورة تدريجية، وباتت الشوارع والطرقات سكنه الدائم، بينما صارت القمامة وسيلته الوحيدة التي يبحث فيها عن أي شيء يمكنه بيعه، لكسب القليل من الأموال.
كان بإمكان وانجا في تلك اللحظات أن تترك صديق طفولتها وترحل ببساطة، ولكنها أرادت مساعدته، فطلبت له الطعام الذي كان يفضله وهو صغير، وأعطته رقم هاتفها لكي يتصل بها إن احتاج منها أي شيء، ما قابله هينجا بالتأكيد على أنه لم يرغب إلا في إلقاء السلام فسحب، ومشيرا كذلك إلى رغبته في التخلص من آثار الإدمان التي بدلت حياته كليا.
هنا قررت وانجا أن تساعد صديقها بصدق، فتقول: “في تلك اللحظة، شعرت بضرورة إنقاذ حياة هينجا المسكين، فلجأت إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر قصته الحزينة، أملا في جمع الأموال اللازمة لإدخاله إحدى مصحات علاج الإدمان قي أسرع وقت، إلا أننا جمعنا فقط ما يعادل 300 دولار، وهي تكلفة الإقامة لمدة 9 أيام فقط بمستشفى كيرومو بالعاصمة الكينية نيروبي”.
بالرغم من قلة المبلغ، قررت وانجا أن تلحق هينجا بالمستشفى الكبرى، ما ظهر أثره على هينجا سريعا، حيث تحول به الأمر في خلال تلك الأيام القليلة، من شاب مرتبك ومشتت الذهن، إلى رجل يتحدث بوضوح ويفكر بطريقة أكثر إيجابية، لذا فمع تحسن حالته، وانتشار الصور التي تدلل على ذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي، وافقت المصحة على تحمل علاجه دون دفع أي أموال إضافية.
يقول هينجا الذي اكتسب وزنا مثاليا بعد مرور عدة أسايبع من العلاج: “أرى وانجا الآن كملاك هبط من السماء، أنا مدين لها بحياتي،”، لتعلق وانجا في النهاية قائلة: “يتخيل الجميع أنني من غيرت حياة هينجا، بينما العكس هو الصحيح فهو من غيّر حياتي، إذ تعلمت في نهاية الأمر درسا ملهما، حول كيفية تقديم عمل بسيط يدعم حياة للافضل”.