الامام المهدي عج والتنظيم الهرمي



عندما بدأت مطلع خلافة المعتمد العباسي سنة 256 الذي ظلم وطغى وجار على اهل بيت الرحمة وبعده باربعة سنوات تقريباً استشهد الإمام المظلوم الحسن العسكري ع بسم المعتمد لعنه الله له وبعد ان اتم الامام العسكري ع دوره في حفظ الإمام المهدي عج والتمهيد له وقضى نحبه تسلم الامامة ابنه المهدي عج وتسلم الخلافة الإلهية بدا بالتنظيم لقيادة الكون وبعد ان ارادة السلطة قتله غاب الغيبة الصغرى التي بدأت عام 260 الى 329 والعلة في غيبته ع قال ابوعبدالله ع يازرارة لابد للقائم من غيبة ؟ قلت : ولم ، قال : ( يخاف على نفسه – وأومأ بيده الى بطنه -)1 يعني القتل وفي رواية اخرى (يخاف على نفسه الذبح)2 .
وقال ع : ( إن للقائم غيبة قبل ظهوره ، قلت : لِمَ ؟ قال : يخاف القتل) 3 .
وقال ع : ( يقوم القائم ع وليس لأحد في عنقه بيعة) 4 .
وثمّة سبب آخر علّل به غيبة الإمام ( عليه السلام ) ، وهو امتحان العباد واختبارهم ، وتمحيصهم ، فقد ورد عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : « أمّا والله ليغيبن إمامكم سنيناً من دهركم ، ولتمحصن حتّى يقال : مات
أو هلك ، بأيّ وادٍ سلك ، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر ، فلا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه »5
وبدأ الامام ع في الغيبة الصغرى بدور القائد الالهي وكان يتخذ بقيادته الشكل الهرمي وبدأ بالاتصال بالمجتمع عن طريق السفراء الأربع ويقضي حاجات المجتمع وهو في قمة الهرم بالتنظيم الهرمي وكانت السلطة تطارد الامام ع واعوانه لتقضي عليهم وكان التنظيم يتخذ طابع السرية والتكتم وكان يعطي الأوامر لسفرائه وهم يبلغون الوكلاء والناس وانتشر الوكلاء في مناطق كثيرة وواسعة فالسفير للتبليغ العام والشامل والوكيل للتبليغ الخاص بمنطقته وكانت وضائفهم نقل الاموال والحقوق وايصالها الى الامام ع ومن ثُم يُعاد توزيعها على من يستحقها وفق الظوابط الإسلامية ومن مهامهم اخذ الاسئلة وإيصالها الى الامام ع والتصدي للعقائد الباطلة وللمبطلين ومع ذلك طان النظام العباسي يطارد ويقتل كل من يتعدي على السلطة ويسئ اليها

1- كمال الدين وتمام النعمة ص 437 .
2- نفس المصدر والصدر والصفحة .
3- كتاب الغيبة للطوسي ص 224 .
4- كمال الدين وتمام النعمة ص 436 .
5- منقول من مركز آل البيت العالمي ومنه عن الإمامة والتبصرة : 125 ، الكافي 1 / 336 ، الأمالي للشيخ الصدوق : 191


وعندما بدأت النيابة الخاصة وانتهت بالسفير الرابع وهو علي بن محمد السمري للإمام المهدي عج بالتوقيع الصادر سنة 329هجرية قال ع: ( بسم الله الرحمن الرحيم : ياعلي بن محمد السمري اعظم الله اجراخوانك فيك ، فإنك ميت مابينك وبين ستة أيام فاجمع امرك ولاتوص الى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور الابإذن الله تعالى ذكره ....)1 وبعدها جاءت الغيبة الكبرى والنيابة العامة المتمثلة بعلماء الامامية الصالحين والدال على ذلك ما قاله الامام الصادق ع ( من كان منكم ممن قد دون حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف احكامنا فليرضوا به حكما فاني قد جعلته عليكم حاكما ) 2 لان حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة ولكن هنا الامام الصادق ع لم يذكر شرط العدالة وذكرها الامام الحسن العسكري ع ( فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه ، حافظاً لدينه مخالفاً لهواه ، مطيعاً لأمر مولاه ، فللعوام أن يقلدوه ...)3
وهذا دليل قاطع ايضا من المعصوم ع لرجوع الجاهل المحض وغيرالمحض وهو كل من لم يكن مجتهد الى العالم العادل المجتهد الأعلم لان الأعلم هو الأقدر على اصابة الواقع بدليل العقل .
عن ابي عبد الله ع فقال : ( كيف أنتم اذا صرتم في حال لاترون فيها امام هُدى ، ولاعلماً يُرى ؟ فلا ينجوا من تلك الحيرة إلا من دعا بدعاء الغريق(4) فقال أبي : هذا والله البلاء ، فكيف نصنع - جُعلت فداك حينئذٍ ؟ قال ع : اذا كان ذلك- ولن تدركه فتمسكوا بما في أيديكم حتى يتضح لكم الأمر )5 (( والمراد بما في أيديكم : هو ما اُمروا به من الاصول ، والفروع ، والسنن ، ومتابعة العلماء العاملين وحفظة أخبار الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم اجمعين ))6 وورد عن فضل العلماء عن الامام الهادي ع انه قال : ( لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين اليه ، والدالين عليه ، والذابين عن دينه بحجج الله ، والمنقذين




1- الفوائد البهية في شرح عقائد الامامية ج2 ص293 .
2- نفس المصدر ج2 ص287 .
3- نفس المصدر ج2 ص287 .
4- وهو (( ياالله يارحمن يارحيم ، يامقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك ...))كما في الرواية عن الإمام الصادق ع ص 211 من كتاب مكيال المكارم ج2 .
5- الغيبة للنعماني ص161 ومكيال المكارم ج2 ص 411 .
6- كمال الدين واتمام النعمة ج2 ص412 .




لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتدعن دين الله ، ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها ، أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل )1 . والى الآن فان النواصب والمنافقين وغيرهم من القوى يريدون الطاحة بالإمام وبشيعته وبالإطاحة بما يبني الامام ع والسيطرة على تنظيمه الهرمي وليعملوا مايعملوا لان الله سيظهر نوره وحبيب قلوبنا قال تعالى (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )2 والآن العلماء والمؤمنون هم قادق التنظيم الهرمي ضد اعداء الدين



اللهم اني اجدد له في صبيحة يومي هذا وماعشت من ايامي عهدا وعقدا وبيعة له في عنقي لا احول عنها ولا ازول ابدا


1- وضيفة الأنام في زمن غيبة الامام ع ومنه عن تفسير الحسن العسكري ع 116 .
2- آية(32) سورة التوبة



والسلام عليكم