لرياض - محمد جراح
يعتبر الأديب طاهر زمخشري (1906 - 1987) أحد رواد النهضة الفكرية والثقافية في #السعودية، ومن الجيل الذي رسم الخطوات الأولى للإذاعة والصحافة المحلية وهو شاعر أيضا.
زمخشري الذي وصف نفسه بأنه "كومة من الفحم سوداء تلبس ثياباً بيضاء، وتقول شعراً قصائده خضراء وحمراء وصفراء" كانت له الريادة في الوسط الفني السعودي، حيث يعد أول من غنَّى له #فنان_العرب وله تعاونات كبيرة مع أكثر من فنان، وهذا الجانب يستحق أن يُلقى عليه الضوء بخصوصية أكثر لاحقاً.
(بابا طاهر) كما يسميه أطفال تلك المرحلة كان يولي الصغار اهتماماً بالغاً، ولديه فراسة في اكتشاف النوابغ منهم، بل إن طاهر زمخشري كان يتقاسم شخصيته طفل حنون لا يكبر يحب اللعب والضحك، حتى إنه سئل ذات مرة عن عمره بعد بلوغه 73 عاماً، فقال وهو يخفي ضحكة: "أؤكد لكم أن عمري الآن 26 عاماً ونصف".
وربتت يدا (بابا طاهر) على أكتاف جيل تسيد الفن والأدب مثل #محمد_عبده وعبدالله الجفري وغازي علي ومشقاص وقائمة طويلة تخرجت عبر أكاديميته.
ودفعه شغفه بالطفولة وولعه بالصحافة لإصدار أول مجلة أطفال في السعودية (مجلة الروضة) في سبتمبر 1959 وهي أقدم مجلة أطفال في الخليج، وكانت تسبق عصرها من حيث التصميم والألوان بل إن زمخشري تعاقد مع كفاءات في مجالات الرسم والإخراج والصورة لتكون جاذبة لأطفال ذلك الجيل، وهذه المجلة كانت تباع بنصف ريال سعودي وتهتم بالمعرفة وأدب الطفل وتطبع في جدة، وتوقفت عن الصدور بعد 27 عدداً بسبب مشاكل مالية بحسب بعض المراجع، وهناك روايات تفيد أن مرض زمخشري تسبب في صدورها على فترات متقطعة إلى أن أغلقت أبوابها، واعتبر حينها دخول زمخشري إلى عالم الصحافة المتخصصة تحديداً التوجه إلى الأطفال خطوة جريئة لم يسبقه إليها أحد حتى إن التجارب المشابهة في الوطن العربي كانت تعد على الأصابع.
منحه الملك فهد بن عبدالعزيز جائزة الدولة التقديرية عام 1985، كما حصل على وسامين من #تونس هما: وسام الاستقلال من الدرجة الثالثة عام 1966 ووسام الثقافة التونسية عام 1974.