ليلة البارحة .. في منامي
ألقت في وجهي نظرة حرجة ، كما عود الثقاب في الزيت ، كما غمامة تُراود البرق أن لاتدمع ،
أوثقت سؤالها في صفائح دمي ، وبثّت المنسكب من عينيّها إلى الله قبلي
أما زلت تحبني ؟!
ياللتيه ..
منذُ أن رُسمتُ في التكوين جنيناً لم تكتمل أجزاءه بعد ، تكوّرت وتوسّطت أعصاباً حسيّة في طينكِ لـ ينجبني الربّ
أُحبّكِ منذُ أن اتكأت على بَطن أُمي وأنا أستعجل الخروج لـ رؤيتك ، مُنذ أن كبّر أبي في أذني .. همس الله لي بأنكِ الستر الأبيض ..
والذنب المُغتفر، والثواب والجنّة !
أفهمني حين إبتسمتُ لهيئتكِ أول مرّة ، أن العفّة تبدأ من القلب ، الله أرادني أن ألتقط بصمة إبهامك ، منذ أن تحرّكت أصابعي لـ المرّة الإولى ،
كُنت أضمّ رجولتي في عينيّ لـ يظفر بها قلبك !
كبرتُ الآن ، وتوقّفت عجلات عمري عن الركض ، عكس العالم أسير أحمل أمتعتي على صدري ، وأسقط على مقاعد الإنتظار،
مؤلم أن تتكسّر رجولتي لأصبحُ عاشقاً فقط ، ورغم كل هذا ، لم يطرأ على حبي لكِ شكّاً يُذكر ، مازلتِ تقبضين على أحلامي ،
بأصابعكِ التي كانت تحجبُ عنّي نساء العالم ، أعلم أن الشوق لايفتحُ شارع جميل ، ونداء الحنين لايرفع بالوناً في عيد ،
كُنت أعلم أني منفيّ لـ أرضٌ بعيدة ،
أمهل الصباح فسحةً للتآكل ، ومازلت أقرأكِ كـ آخر المساء قصيدة ، أتشبّثُ بـ الثانية التي تمرّ دون أن أراكِ ...
الثانية التي كنتِ تمنحيها صوتكِ وبعضاً من نبضك !
وكـ عادتي ،
أستعير صّوتكِ منكِ ، أخطُف ملامحكِ كـ الرغبة ، وأدس حنيني في وجهك .. أقبضُ على عِطرك كُلما هممت بـ عباءتك ،
كما يفعل الصغار مع أمهاتهم ، أندهش دائماً من تعدد دوركِ كـ أُنثى في قلبي ، الاشياء التي تُحبكِ تقبل أن تكوني أماً وحبيبة ..
وطفلة مُشاكسة !
إنني في كامل التقديس الآن ، منغمر بـ طقوسكِ الرهيبة ، لأنكِ المرأة التي تحضرُ دائماً بعد كل بسملَة ، تُوقظ التسبيح في صدري
وتجبر كسور الفرض .. أشعل سيجارة .. انفثُ فيها غيابُك ، وعينيّ في تصاعدٍ لـ السماء كـ نشوة ، كـ إرتقاء روح تُصافح الشهادة ،
أُحبكِ .. وعلّمني غيابُكِ أن الموت من أجل فتاة جميلة أمرٌ هين .. على أن أعيش بدونكِ عجوزاً لايتجذّر عظمه !
تقمّص المُستحيل نسيانك ، وضبطّت ساعة هذا العالم على وجهك ،
لان الأرق منبه مزعج لـ الأحلام ، تركت عنّي حساب الوقت ، زففتُكِ داخل أوردتي ، عروساً مخبوءةً في صدري ..
كان من المُمكن أن أظل حبيس النافذة التي يطلّ منها فُستانك ، في حضرة النعاس ونخب طيفك ، ناوليني الدفئ وطرف ثوبك ..
إقفزي على صدري كـ أُمنية ، وعدّي على أصابعي .. التسع وتسعين إسماً لله !
منذُ متى وأنا لا أحبُّكِ ؟!