تسوية الصفِّ تعني جعل الصف كالخط المستقيم، ليس فيه متقدِّم أو متأخِّر، وكانت هذه المسألة تشغل رسول الله صلى الله عليه وسلم تمامًا، وكان يُنَبِّه المُصَلِّين إلى تسويتها قبل أن يُكَبِّر تكبيرة الإحرام، وله في ذلك ألفاظ كثيرة؛ فكان يقول مثلًا -كما روى أبو هريرة رضي الله عنه-: «.. وَأَقِيمُوا الصَّفَّ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّ إِقَامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ الصَّلَاةِ»[1]. وفي رواية أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ»[2]. وفي رواية أخرى لأنس بن مالك رضي الله عنه أيضًا قال: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ»[3].. ومن شدَّة أهمية الأمر جعل الله عز وجل له معجزة! وهي قدرته صلى الله عليه وسلم على رؤية الصفوف التي في ظهره دون أن يلتفت إليها! فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «اسْتَوُوا اسْتَوُوا اسْتَوُوا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي كَمَا أَرَاكُمْ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ»[4].. ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتفي بالقول في هذه المسألة، بل كان يمرُّ بنفسه بين الصفوف يُسَوِّيها؛ فقد قال النعمان بن بشير رضي الله عنه: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي صُفُوفَنَا حَتَّى كَأَنَّمَا يُسَوِّي بِهَا الْقِدَاحَ، حَتَّى رَأَى أَنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ، ثُمَّ خَرَجَ يَوْمًا فَقَامَ حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ، فَرَأَى رَجُلًا بَادِيًا صَدْرُهُ مِنَ الصَّفِّ، فَقَالَ: «عِبَادَ اللهِ لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ»[5].. فالْقِدَاح هِيَ خَشَبُ السِّهَام حِين تُنْحَت وَتُبْرَى, ومعنى كلام النعمان رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يهتمُّ جدًّا بتسوية الصفوف حَتَّى تَصِير –كما يقول النووي رحمه الله- «كَأَنَّمَا يُقَوِّمُ بِهَا السِّهَامَ لِشِدَّةِ اسْتِوَائِهَا وَاعْتِدَالهَا»[6]. وقد ذهب فريق من العلماء إلى «وجوب» تسوية الصفوف لأجل هذا الموقف السابق، وقال ابن عثيمين رحمه الله: «وقد ذهب بعض أهل العلم إلى القول بوجوب تسوية الصفوف؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى رجلًا باديًا صدره قال: (عِبَادَ اللهِ لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ). وهذا وعيد، ولا وعيد إلا على فعل مُحَرَّم أو ترك واجب، والقول «بوجوب» تسوية الصفوف قول قوي»[7].
ولأجل الحرص على استواء الصفِّ –خاصَّة في المساجد التي يُصَلِّي فيها عدد كبير من الناس، وبها صفوف متعدِّدة– استحدث الناس عمل خطوط مستقيمة على السجاد؛ حتى يلتزم بها المُصَلُّون فيستقيم الصفُّ، وقد ظنَّ بعض العلماء أن هذه الخطوط بدعة وغير جائزة؛ بينما ذهب فريق آخر إلى جواز رسم هذه الخطوط، وهو الأرجح إن شاء الله، وقد سُئِلَت اللجنةُ الدائمة للإفتاء: ما حكم عمل خطٍّ على الحصير أو السجاد بالمسجد نظرًا إلى أن القبلة منحرفة قليلًا بقصد انتظام الصف؟ فأجابت: «لا بأس بذلك، وإن صَلَّوْا في مثل ذلك بلا خطٍّ فلا بأس؛ لأن الميل اليسير لا أثر له»[8]. وسُئل الشيخ عبد الرزاق عفيفي[9] رحمه الله عن حكم رسم خطوط المساجد لتستوي الصفوف عليها؛ فأجاب: «إذا كان الناس لا تستقيم صفوفهم إلا بذلك فلا بأس، أو كان المسجد قد بُنِيَ منحرفًا عن القبلة ولا تستقيم الصفوف فيه إلا برسم خطوط فلا بأس بذلك إن شاء الله»[10]. وقد فصَّل ابن عثيمين رحمه الله في هذا المسألة تفصيلًا لطيفًا مقنعًا، وأيَّد وجود هذه الخطوط لكونها تحقِّق المصلحة[11].
◄كيفية تسوية الصف:
فصَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الأمر، وشرح لنا الطريقة، وهي تعتمد على الإمام والمُصَلِّين جميعًا؛ فالإمام يُوَجِّه ويُنَظِّم، وكذلك المُصَلُّون يحرصون على الاستقامة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -فيما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما-: «أَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بَيْنَ المَنَاكِبِ»[12]. والمنكب هو الكتف؛ فالمقصود هنا أن ينظر كلُّ مُصَلٍّ إلى مَنْ يُجاوره يمينًا ويسارًا فيجعل كتفه موازيًا لأكتافهم.. هذه نصيحة أولى، ويلحق بها أمره صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى لأنس بن مالك رضي الله عنه بمحازاة الأعناق؛ حيث قال: «وَحَاذُوا بَيْنَ الْأَعْنَاقِ»[13]. فبها يتحقَّق المقصود نفسه.
أمَّا النصيحة الثانية فهي محازاة القدم بالقدم؛ وقد صنَّف البخاري رحمه الله بابًا في صحيحه سماه: «بَاب إِلْزَاقِ المَنْكِبِ بِالمَنْكِبِ وَالْقَدَمِ بِالْقَدَمِ فِي الصَّفِّ». وذكر فيه قول النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه: «رَأَيْتُ الرَّجُلَ مِنَّا يُلْزِقُ كَعْبَهُ بِكَعْبِ صَاحِبِهِ»[14]. وذكر ابن حجر العسقلاني رحمه الله في الفتح أن «المُرَادُ بِذَلِكَ المُبَالَغَة فِي تَعْدِيلِ الصَّفِّ وَسَدِّ خَلَلِهِ». وذكر كذلك أن المراد بالكعب في كلام النعمان رضي الله عنه هو «الْعَظْم النَّاتِئ فِي جَانِبَيِ الرِّجْلِ -وَهُوَ عِنْدَ مُلْتَقَى السَّاقِ وَالْقَدَمِ- وَهُوَ الَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَلْزَقَ بِاَلَّذِي بِجَنْبِهِ, خِلَافًا لِمَنْ ذَهَبَ أَنَّ المُرَادَ بِالْكَعْبِ مُؤَخَّر الْقَدَم»[15].
والنصيحة الثالثة كانت بلفظ: «.. وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ»[16]. والمقصود هنا -فيما أراه- أن يُطيع الرجل أخاه الواقف إلى جواره في التقدُّم أو التأخُّر حتى يستوي الصفُّ بسهولة، ودون جدل كثير، أو المقصود ما قاله أبو داود رحمه الله؛ حيث قال تعليقًا على هذا الحديث: «وَلِينُوا بِأَيْدِي إِخْوَانِكُمْ إِذَا جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الصَّفِّ فَذَهَبَ يَدْخُلُ فِيهِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُلِينَ لَهُ كُلُّ رَجُلٍ مَنْكِبَيْهِ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الصَّفِّ».
ومع أهمية هذه المساواة في الصفِّ فإنني أُحَذِّر المُصَلِّين من المبالغة في هذا الأمر بعد تكبيرة الإحرام وأثناء الصلاة! فبعضهم يُبالغ في هذا حتى يشغله ذلك عن الخشوع في الصلاة، وقد يظلُّ يُراقب أطراف أصابع قدمه وقدم زميله الذي يقف إلى جواره، ويجذب هذا إلى الأمام قليلًا، ويدفع آخر إلى الوراء قليلًا! وقد يُبالغ في فتح قدمه حتى يمنع وجود فرجة، وينشغل بهذه الأعمال فلا يدري آخر المطاف هل يُصَلِّي الإمام به الظهر أم العصر؟!! ورضي الله عن عبد الله بن مسعود حيث وصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «كانوا أبرَّ هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلَّها تكلُّفًا»[17]!
◄إتمام الصفوف
من سمات الصفِّ الملائكي -الذي تمنَّاه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم- أنه صفٌّ تامٌّ لا فرجات فيه ولا نقص! وقد مرَّت بنا هذه الأمنية في الموقف الذي رواه جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ رضي الله عنه حين قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهِمْ؟» قَالُوا: وَكَيْفَ تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهِمْ؟ قَالَ: «يُتِمُّونَ الصَّفَّ الْأَوَّلَ ثُمَّ يَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ»[18].
إذن المطلوب للصفوف الملائكية أن تكون تامَّة في صفِّها الأول، ثم الذي بعده، وهكذا، وقد أكَّد رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه حين قَالَ صلى الله عليه وسلم: «أَتِمُّوا الصَّفَّ الْأَوَّلَ ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، وَإِنْ كَانَ نَقْصٌ فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ المُؤَخَّرِ»[19].
وعلى هذا فلا ينبغي للمصلين أن يبدءوا في التراصِّ للصفِّ الثاني أو الثالث إلا إذا أتمُّوا ما قبلهما، وهذا يكتسب أهمية خاصَّة في المساجد الكبرى؛ حيث يكون الصفُّ طويلًا جدًّا «فيتكاسل» الناس عن الذهاب إلى آخر الصفِّ لإتمامه، ويشرعون في تكوين صفٍّ جديد! لذلك استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوب الترغيب والترهيب لدفع المسلمين إلى ترك هذه العادة السيئة، وهي عادة تكوين صفٍّ دون إتمام الذي قبله، فقال -في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما-: «.. وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللهُ..»[20]. والوصل من الله هنا يعني الوصل بالرحمة، والقطع يعني عكسها! ولو أن كلَّ مصلٍّ فكَّر في هذا الثواب وفي هذا العقاب ما تكاسل أبدًا عن إتمام صفٍّ؛ بل الأحرى أن الناس سيتسابقون لإتمام الصفوف سعيًا وراء صلة الله، وهربًا من قطعه.
وأحيانًا -بعد أن تبدأ الصلاة- يفرغ مكان في الصفِّ الذي أمامك لسبب أو لآخر، مثل ما يحدث في المساجد المزدحمة، أو في أيام الجمع، أو لترك أحد المُصَلِّين الصلاة لعذر ما؛ فعندها ينبغي لمن يقف في الصفِّ الثاني أن يتقدَّم خطوة ليملأ الفراغ الذي نشأ في الصفِّ الذي قبله، وبذلك تظلُّ الصفوف تامَّة؛ الأول فالأول، وقد حفَّز رسول الله المسلمين على ذلك، فقال -عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما-: «مَا مِنْ خُطْوَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ خُطْوَةٍ مَشَاهَا رَجُلٌ إِلَى فُرْجَةٍ فِي صَفٍّ فَسَدَّهَا»[21].
وهذه الحركة في الصلاة لا تضرُّها، وقد تبيَّن لنا من الحديث السابق أنها مأجورة؛ بل فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، وكذلك خليفته الصديق رضي الله عنه؛ فقد روى سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَانَتِ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ المُؤَذِّنُ إِلَى أبي بكر، فَقَالَ: أَتُصَلِّي لِلنَّاسِ فَأُقِيمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ فِي الصَّلَاةِ، فَتَخَلَّصَ حَتَّى وَقَفَ فِي الصَّفِّ، فَصَفَّقَ النَّاسُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لَا يَلْتَفِتُ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ التَّصْفِيقَ الْتَفَتَ، فَرَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنِ امْكُثْ مَكَانَكَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه يَدَيْهِ فَحَمِدَ اللهَ عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى اسْتَوَى فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ إِذْ أَمَرْتُكَ؟» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا كَانَ لابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا لِي رَأَيْتُكُمْ أَكْثَرْتُمُ التَّصْفِيقَ؟ مَنْ رَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيُسَبِّحْ، فَإِنَّهُ إِذَا سَبَّحَ الْتُفِتَ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ»[22].
في هذا الموقف رأينا حركة الرسول صلى الله عليه وسلم من الصفِّ إلى موقف الإمام، ورأينا حركة الصديق رضي الله عنه من موقف الإمام إلى الصفِّ، وهذا دليل قوي لجواز الحركة من صفٍّ إلى صفٍّ أثناء الصلاة.
ولعلَّه من الجميل أن نطَّلع على رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم للصفِّ الناقص، وأثر ذلك على الخشوع! فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما-: «.. وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ..»[23]. وقال في رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «.. وَحَاذُوا بِالْأَعْنَاقِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرَى الشَّيَاطِينَ تَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّهَا الحَذَفُ»[24]. والحذف هي نوع من الأغنام الصغيرة السوداء[25]، ويُقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم -ولا يحتاج لقسم- أنه يرى الشياطين تدخل في الفرجات، وتحشر نفسها في الصفِّ، وهي على هيئة تلك الأغنام السوداء! وكيف لصفٍّ تسللت بين أفراده الشياطين أن يخشع؟!
◄المقاربة بين الصفوف:
لا ينبغي لصفوف الصلاة أن تكون متباعدة عن بعضها البعض؛ بل يحرص المُصَلُّون على جعل الصفوف متقاربة؛ وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم -كما روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما-:
«.. وَقَارِبُوا بَيْنَهَا..»[26]. أي بين الصفوف، وقال الملا علي القاري في المرقاة: «بِحَيْثُ لَا يَسَعُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ صَفٌّ آخَرَ»[27]. وينبغي لنا أن نحرص على ذلك حتى لو كان المسجد كبيرًا والمُصَلُّون قليلين؛ فالفوائد من وراء ذلك كثيرة، فنحن أولًا نُطيع أمرًا مباشرًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنأخذ بذلك أجر السُّنَّة، وفي الوقت نفسه نُسَهِّل على أنفسنا الانتقال من صفٍّ إلى صفٍّ لإتمامه في حال النقص المفاجئ لأحد الصفوف، وهذا سيُغلق أبواب الشياطين، كما أن المسجد سيستوعب بذلك أعدادًا أكبر، فلا يتزاحم الناس في آخر المسجد فيفقدون خشوعهم، أو يُصَلُّون في الشمس خارج المسجد، فيذهب تركيزهم تمامًا!
وانطلاقًا من هذا المبدأ فإنه إذا اشتدَّ الزحام جدًّا فينبغي التقارب الشديد بين الصفوف لاستيعاب إخوانك من المُصَلِّين، وهذا قد لا يدع لك فرصة للسجود على الأرض، فلا يَذْهبنَّ ذلك بخشوعك! فإنه يجوز لك في هذه الحالة -وأنت لا تستطيع أن تَصِلَ إلى موضع السجود- أن تسجد على ظهر المُصَلِّي الذي أمامك؛ لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه -وهو يَخْطُبُ-: «إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَنَى هَذَا المَسْجِدَ وَنَحْنُ مَعَهُ المُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، فَإِذَا اشْتَدَّ الزِّحَامُ فَلْيَسْجُدِ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَلَى ظَهْرِ أَخِيهِ»[28].. وقال ابن قدامة في المغني: ومتى قدر المزحوم على السجود على ظهر إنسان أو قدمه لزمه ذلك وأجزأه... وبهذا قال الثوري وأبو حنيفة والشافعي وأبو ثور وابن المنذر[29].
ومن الجميل أن تستحضر بعض المشاعر في مثل هذا الزحام تُساعدك على الخشوع؛ لأن الزحام الشديد قد يُضايقك فيذهب خشوعك، ومن هذه المشاعر اتباعك لسُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم بالسجود على ظهر المُصَلِّي الذي أمامك في حال الزحام؛ وما في هذا الاتباع من الأجر، ومنها مشاركتك في تسهيل الأمر على إخوانك الذين لا يجدون مكانًا للصلاة، فأنت في حاجتهم، والله عز وجل سيكون حتمًا في حاجتك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم -فيما رواه أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه-: «.. وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ..»[30]. ومنها الشعور بالفرح لكثرة العابدين، ومنها الشعور بالعزَّة لكثرة المسلمين، وغير ذلك من مشاعر إيجابية تصرف عنك شعور الضيق، وتجلب لك روح الخشوع.
◄من أين يبدأ تكوين الصف، وكيف نكمله؟
إذا كان مع الإمام جماعة أقلَّ من صفٍّ وسَّطوا الإمام أمامهم؛ أي جعلوه في وسط الصفِّ، فحيث يكون المُصَلُّون في اليمين والشمال متساوين تقريبًا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وَسِّطُوا الْإِمَامَ وَسُدُّوا الخَلَلَ»[31].
فإذا جاء بعد ذلك مصلٍّ آخر أتمَّ الصفَّ من جهة الميمنة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم -برواية عائشة رضي الله عنها-: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مَيَامِنِ الصُّفُوفِ»[32]. ولقول البراء بن عازب رضي الله عنه: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ -أَوْ تَجْمَعُ- عِبَادَكَ»[33].. ولهذا قال الغزالي رحمه الله: «ينبغي لداخل المسجد أن يقصد ميمنة الصفِّ فإنها يمن وبركة، وإن الله تعالى يُصَلِّي على أهلها»[34]. فإذا جاء مُصَلٍّ فوجد الناس في اليمين أكثر فليأخذ جهة الشمال ليظلَّ الإمام متوسِّطًا الصف، ولا يُحزنْه ذلك؛ لأنه سيأخذ بإذن الله أجر تطبيق سُنَّة توسيط الإمام.
وعلى هذا سيبدأ تكوين كلِّ صفٍّ -حتى لو كان الصفَّ الأخير في مسجد كبير- من الوسط، ثم اليمين فالشمال، وهكذا..
وإذا صلَّى رجلٌ واحد مع الإمام فلْيَقُمْ عن يمين الإمام؛ وذلك لما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قَالَ: بَعَثَنِي الْعَبَّاسُ رضي الله عنه إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ[35] رضي الله عنها فَبِتُّ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَتَنَاوَلَنِي مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ فَجَعَلَنِي عَلَى يَمِينِهِ[36].
◄مَنْ يقف في الصفِّ الأول؟
في المعتاد أن مَن يأتي أولًا، و«يحجز» مكانًا في الصفِّ الأول، فإنه يُصَلِّي فيه! هذا أمر طبيعي لأننا مأمورون بالتنافس على الصفِّ الأول؛ فقد روى أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا..»[37]. وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ المُقَدَّمِ»[38].. فهذه توجيهات نبوية تدفع الحريصين من المُصَلِّين إلى الذهاب مبكِّرًا للصلاة في الصفِّ الأول.
ومع ذلك فهناك توجيه نبوي آخر يحدِّد ترتيبًا معيَّنًا للصفِّ؛ وذلك في حالة وجود عدد كبير من المُصَلِّين أكثر من الصفِّ الأول؛ فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» (ثَلَاثًا)، «وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ»[39]..
والمُرَادُ بِأُولِي الْأَحْلَامِ الْبَالِغُونَ, وَبِأُولِي النُّهَى الْعُقَلَاءُ؛ والحكمة في تقديم هؤلاء ليأخذوا عن الإمام، ويقوموا بتنبيهه إذا أخطأ، ويستخلف منهم على الصلاة إذا احتاج إلى استخلاف.
وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ أَيِ اخْتِلَاطَهَا وَالمُنَازَعَةَ وَالْخُصُومَاتِ وَارْتِفَاعَ الْأَصْوَاتِ وَاللَّغَطَ.. والمعنى أنه ينهاهم حين يأتون للصلاة أن يفعلوا أعمال السوق من ارتفاع الصوت، كما ينهاهم عن الاختلاط؛ بمعنى أن يقفوا في الصفِّ غير مراعين لمقام الكبير والصغير كما يحدث في السوق، إضافة إلى أن هيشات الأسواق تشمل المنازعة والخصومات، وهو أمر من الأمور المشتهرة في الأسواق، وقد تحدث هذه المنازعة عندما يتقدم رجل كبير أو حافظ للقرآن ليأخذ مكان طفل صغير في الصفِّ الأول، وكل هذا مشمول في لفظة «هيشات»، فسبحان الله الذي آتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم!
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
[1] البخاري: كتاب الجماعة والإمامة، باب إقامة الصف من تمام الصلاة، (689)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الإمام، (435).
[2] مسلم: كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الإمام، (433)، وأبو داود (668)، وابن ماجه (993)، وأحمد (12836).
[3] البخاري: كتاب الجماعة والإمامة، باب إقامة الصف من تمام الصلاة، (690).
[4] النسائي: كتاب الإمامة والجماعة، كم مرة يقول استووا؟ (887)، وأحمد (13865)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. وأبو يعلى (3291)، وقال حسين سليم أسد: إسناده صحيح. وصححه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (3955).
[5] البخاري: كتاب الجماعة والإمامة، باب تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها، (685)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الإمام، (436)، واللفظ له.
[6] النووي: المنهاج 4/157.
[7] مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 13/22 سؤال رقم (375).
[8] الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ عبد الرزاق عفيفي: فتاوى اللجنة الدائمة 6/320، الفتوى رقم (6391).
[9] هو: الشيخ عبد الرزاق بن عفيفي بن عطية بن عبد البر بن شرف الدين النوبي (1323-1415هـ)، ولد بمحافظة المنوفية بمصر، تعلم بالأزهر وحصل على شهادة التخصص في الفقه عام 1355هـ، سافر إلى السعودية، وعُيِّنَ مديرًا للمعهد العالي للقضاء عام 1385هـ، وفي عام 1391هـ عُيِّن نائبًا لرئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إلى جانب عضويته في مجلس هيئة كبار العلماء. للمزيد انظر: محمد بن أحمد سيد أحمد: الشيخ عبد الرزاق عفيفي.. حياته العلمية وجهوده الدعوية وآثاره الحميدة.
[10] فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي: ص412.
[11] قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «البدعة هي التعبُّد لله عز وجل بغير ما شرع؛ وعلى هذا فالبدع لا تدخل في غير العبادات، بل ما أُحدث من أمور الدنيا يُنظر فيه هل هو حلال أم حرام، ولا يُقال: إنه بدعة. فالبدعة الشرعية هي أن يتعبَّد الإنسان لله تعالى بغير ما شرع؛ يعني الذي يُسَمَّى بدعة شرعًا، وأما البدعة في الدنيا فإنها -وإن سُمِّيَتْ بدعةً حسب اللغة العربية- فإنها ليست بدعةً دينية، بمعنى أنه لا يُحكم عليها بالتحريم ولا بالتحليل ولا بالوجوب ولا بالاستحباب إلا إذا اقتضت الأدلة الشرعية ذلك؛ وعلى هذا فما أحدثه الناس اليوم من الأشياء المقربة إلى تحقيق العبادة لا نقول: إنها بدعة. وإن كانت ليست موجودة، ومن ذلك ما حدث أخيرًا في مساجدنا من الفرش التي فيها خطوط من أجل إقامة الصفوف وتسويتها فإن هذا -وإن كان حادثًا- ولكنه وسيلةٌ لأمرٍ مشروع، فيكون جائزًا أو مشروعًا لغيره، ولا يخفى على الناس ما كان الأئمة الحريصون على تسوية الصفوف يعانونه قبل هذه الخطوط، فكانوا يُعانون مشاكل إذا تقدَّم أحدٌ ثم قالوا له: تأخَّر. تأخَّرَ أكثر، ثم قالوا له: تقدَّم. تقدَّم أكثر، فيحصل تعب؛ أما الآن والحمد لله يقول الإمام: سووا صفوفكم على الخطوط، توسَّطُوا منها. فيحصل انضباطٌ تامٌّ في إقامة الصف؛ فهذا بدعة من حيث العمل والإيجاد، لكنه ليس بدعة من حيث الشرع؛ لأنه وسيلة لأمرٍ مطلوبٍ شرعًا». من «فتاوى نور على الدرب». انظر الفتوى في موقع خيرية الشيخ ابن عثيمين: www.ibnothaimeen.com.
[12] أبو داود: تفريع أبواب الصفوف، باب تسوية الصفوف (666)، واللفظ له، وأحمد (5724)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح. وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح. انظر: خلاصة الأحكام 2/707، وصححه الألباني، انظر: صحيح سنن أبي داود 3/243 (672)، والسلسلة الصحيحة (743).
[13] أحمد (14049)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. وبلفظ: «وَحَاذُوا بِالأَعْنَاقِ». أبو داود (667)، والنسائي (889)، وأحمد (13761)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. وابن حبان (6339)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقال النووي: صحيح رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم. انظر: خلاصة الأحكام 2/708، وصححه الألباني، انظر: التعليقات الحسان 9/132.
[14] ذكره البخاري تعليقًا في باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف، كتاب الجماعة والإمامة، وأحمد (18453)، وقال شعيب الأرناءوط: صحيح. وابن حبان (2176)، وأبو داود (662)، وقال النووي: رواه أبو داود وغيره بأسانيد حسنة، والبخاري تعليقًا مختصرًا. انظر: خلاصة الأحكام 1/114، وصححه الألباني، انظر: التعليقات الحسان 4/55.
[15] ابن حجر: فتح الباري 2/211.
[16] أبو داود: تفريع أبواب الصفوف، باب تسوية الصفوف (666)، عن عبد الله بن عمر ب، وأحمد (5724)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح. والطبراني: المعجم الكبير (7743)، وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح. انظر: خلاصة الأحكام 2/707، وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد موثقون. انظر: مجمع الزوائد 2/91، وصححه الألباني، انظر: صحيح سنن أبي داود 3/243 (672)، والسلسلة الصحيحة (743).
[17] ابن عبد البر: جامع بيان العلم وفضله 2/947، ورواه أبو نعيم الأصبهاني عن عبد الله بن عمر ب: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء 1/306.
[18] مسلم: كتاب الصلاة، باب الأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السلام وإتمام الصفوف الأول والتراص فيها والأمر بالاجتماع، (430)، وأبو داود (661)، والنسائي (890)، وابن ماجه (992)، وأحمد (21001).
[19] أبو داود: تفريع أبواب الصفوف، باب تسوية الصفوف (671)، والنسائي (892)، وأحمد (12374)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد حسن. انظر: خلاصة الأحكام 2/709، وصححه الألباني، انظر: صحيح أبي داود 3/249 (675).
[20] أبو داود: تفريع أبواب الصفوف، باب تسوية الصفوف (666)، والنسائي (893)، وأحمد (5724)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح. والحاكم (774)، وقال: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي، وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح. انظر: خلاصة الأحكام 2/707، وصححه الألباني، انظر: صحيح سنن أبي داود 3/243 (672)، والسلسلة الصحيحة (743).
[21] الطبراني: المعجم الأوسط (5217)، صححه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (2533).
[22] البخاري: كتاب الجماعة والإمامة، باب من دخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول فتأخر الآخر أو لم يتأخر، (652)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب تقديم الجماعة من يصلي بهم إذا تأخر الإمام ولم يخافوا مفسدة، (421).
[23] أبو داود: تفريع أبواب الصفوف، باب تسوية الصفوف (666)، وأحمد (5724)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح. وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح. انظر: خلاصة الأحكام 2/707، وصححه الألباني، انظر: صحيح سنن أبي داود 3/243 (672)، والسلسلة الصحيحة (743).
[24] أبو داود: تفريع أبواب الصفوف، باب تسوية الصفوف (667)، وأحمد (13761)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. وابن حبان (6339)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقال النووي: صحيح رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم. انظر: خلاصة الأحكام 2/708، وصححه الألباني، انظر: صحيح أبي داود 3/245 (673).
[25] انظر: الخطابي: معالم السنن 1/184، وبدر الدين العيني: شرح أبي داود 3/218.
[26] أبو داود: تفريع أبواب الصفوف، باب تسوية الصفوف (667)، وأحمد (13761)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. وابن حبان (6339)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقال النووي: صحيح رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم. انظر: خلاصة الأحكام 2/708، وصححه الألباني، انظر: صحيح أبي داود 3/245 (673).
[27] العظيم آبادي: عون المعبود 2/259، والملا الهروي: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 3/852، والبيضاوي: تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة 1/338، والمناوي: فيض القدير 4/5.
[28] أحمد (217) وقال شعيب الأرناءوط: صحيح. والبيهقي: السنن الكبرى (5837)، وأبو داود الطيالسي في مسنده (70)، وصححه الألباني، انظر: تمام المنة في التعليق على فقه السنة ص341.
[29] ابن قدامة: المغني 2/232، 233.
[30] مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، (2699)، وأبو داود (4946)، والترمذي (1425)، والنسائي (7284)، وابن ماجه (225)، وأحمد (7421).
[31] أبو داود: تفريع أبواب الصفوف، باب مقام الإمام من الصف (681) وحسنه السيوطي، انظر: الجامع الصغير (9620).
[32] أبو داود: تفريع أبواب الصفوف، باب من يستحب أن يلي الإمام في الصف وكراهية التأخر (676)، وابن ماجه (1005)، وابن حبان (2160)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن. وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم، وفيه رجل مختلف فيه، وصححه أبو القاسم الطبراني، وأشار البيهقي إلى تضعيفه. والمختار تصحيحه فلم يُذكر ما يقتضي ضعفًا. انظر: النووي: خلاصة الأحكام 2/710، وحسنه الألباني، انظر: صحيح أبي داود 3/255 (680).
[33] مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب يمين الإمام، (709)، واللفظ له، وأبو داود (615)، والنسائي (896)، وابن ماجه (1006)، وأحمد (18733).
[34] انظر: المناوي: فيض القدير 2/270.
[35] ميمونة بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أخت أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب لأبيها وأمها، وأخت أسماء بنت عميس لأمها، وقيل اسمها: برة. فسماها النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة، وتزوَّجها في عمرة القضاء في ذي القعدة بسرف سنة 7هـ، وماتت بها ودفنت سنة 51هـ. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4/1914-1918، وابن الأثير: أسد الغابة 7/262، وابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 8/322-324.
[36] البخاري: كتاب الجماعة والإمامة، باب إذا قام الرجل عن يسار الإمام فحوله الإمام إلى يمينه لم تفسد، (666)، ومسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، (763)، واللفظ له.
[37] البخاري: كتاب الأذان، باب الاستهام في الأذان، (590) عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومسلم: كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول... (437).
[38] النسائي: كتاب الأذان، رفع الصوت بالأذان (1610)، وأحمد (18529)، وقال شعيب الأرناءوط: حديث صحيح. وصححه الألباني، انظر: صحيح سنن النسائي 1/214 (645).
[39] مسلم: كتاب الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الإمام، (432).
من كتاب كيف تخشع في صلاتك للدكتور راغب السرجاني