بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
القلب هو سيد البدن، و هو المعول عليه في الصلاح و الفساد و وظيفته التعقل
قد يكون سليما أو سقيما
فصاحب القلب السليم يشتاق دوما إلى الآخرة و نعيمها، و يتألم لضياع الوقت في الغفلة عن العبادة،
و يسعى لقضاء حوائج الناس ما استطاع لذلك سبيلا، و لا يفتر لسانه عن الذكر و التذكير، و يخلص في سائر أعماله.
يقول الله تبارك و تعالى في كتابه الكريم
يوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ 88 إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ 89
سورة الشعراء الآيات 88 و 89
أما سقيم القلب لا يشعر بالذنوب، بل يتلذذ بذكرها، و يكره معرفة الحقيقة إذا تعارضت مع أهوائه،
و ينافس أهل الدنيا في دنياهم، و يكره النصيحة، و يصاحب الغافلين بدل العارفين بالله و الذاكرين
و لا يتناول الأدوية الشافية لإصلاح قلبه العليل كالقرآن الكريم و مجالس العلماء، متجاهلا ما يتجرع من سموم فتاكة،
تلك السموم التي تتمثل في فضول الكلام، و عدم غض البصر و أكل الحرام و سوء الصحبة
بدل التزود بالتقوى و التواضع و الخوف و الرجاء و مكارم الأخلاق.
فإذا سلّمنا بحقيقة مرض القلوب و أنّها واقع لا خيال ، و حقيقة لا وهم تعيّن علينا أن نبحث عن الدواء
لأن الله تبارك و تعالى { لم ينزل داءاً إلا أنزل له دواءً. عرفه من عرفه و جهله من جهله }
و لا سبيل إلى معرفة الدواء ما لم نقف على حقيقة الأدواء التي تصيب القلوب و هي كثيرة فتّاكة من أخطرها اتباع الشهوات و الشبهات :
إبليس و الدنيا و نفسي و الهوى كيف النجاة و كلّهم أعدائـــــــــي ؟
نرجو من الله تبارك و تعالى أن يجعل من قلوبنا مطية سليمة نصل بها إلى دار البقاء، دار الخلد و النعيم
آمين