وجدت دراسة جديدة أن إحساس الأشخاص بالروائح يمكنه التنبؤ باختيارات التصويت في الانتخابات السياسية.
ووجد الباحثون في جامعة ستوكهولم السويدية أن الطريقة، التي يتفاعل فيها الأشخاص مع روائح الجسم (على وجه الخصوص)، هي مؤشر نفسي يرتبط بالتوجهات السياسية.
وطور الباحثون مقياسا يسمح للمشاركين في الدراسة بتقييم مستويات اشمئزازهم، عند تعرضهم لروائح الجسم المختلفة، ووجدوا صلة واضحة بين عدم إعجابهم أو اشمئزازهم تجاه الروائح الكريهة ودعمهم للقادة الاستبداديين.
وشملت الدراسة الاستقصائية مجموعة من المشاركين الأمريكيين، حيث اقترنت فيها الأسئلة المتعلقة بالروائح، مع أسئلة حول المرشحين الذين صوتوا لصالحهم في عام 2016.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين شعروا باشمئزاز أكبر تجاه بعض الروائح، مثل العرق، كانوا أكثر عرضة للتصويت لصالح دونالد ترامب، مقارنة بأولئك الذين كانوا أقل حساسية لهذه الروائح.
وتضيف الدراسة مجموعة من الأدلة، التي تربط بين الوظائف الحسية والمواقف الاجتماعية الأوسع لدى الأشخاص.
وفي حديث مع صحيفة إنديبندنت البريطانية، قال الدكتور ماركو توليو ليوزا، قائد الدراسة: "يعتقد الباحثون أن العلاقة بين الاشمئزاز والمواقف الاجتماعية المحافظة، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالخوف من الجماعات الخارجية، يمكن أن تكون ذات صلة بالخوف من التهديدات".
وأراد الباحثون تقييم كيفية ربط آلية الحماية التطورية المتجذرة لدى البشر، بالمواقف السياسية المختلفة.
وتجدر الإشارة إلى أن الإحساس بالروائح أمر هام جدا، وضروري للبقاء على قيد الحياة، فإنه يسمح لنا بتجنب الأشياء التي يمكن أن تسبب الضرر، مثل الأمراض.
وبهذا الصدد، قال الدكتور جوناس أولوفسون، المشارك في الدراسة، والباحث في علم الروائح: "كانت هناك صلة قوية بين مدى شعور شخص ما بالاشمئزاز من الروائح، ورغبته في انتخاب زعيم "ديكتاتوري" يمكنه قمع حركات الاحتجاج الراديكالية، وضمان بقاء المجموعات المختلفة في أماكنها".
وأضاف موضحا: "هذا النوع من المجتمع يقلل الاتصال بين مختلف المجموعات، ويحد من فرصة الإصابة بالمرض، على الأقل من الناحية النظرية".
ونُشرت نتائج هذا البحث في مجلة العلوم المفتوحة للجمعية الملكية (Royal Society Open Science).