بسم الله الرحمن الرحيم
واسط بين الماضي والحاضر كتاب قراته فاعجبني لما له من اهمية كبيرة عرفتني بامور كنت اجهلها عن محافظتي واسط فاردت ان يستفاد كل من له اهتمام بتاريخ واسط ماضيها وحاضرها
معلومات عن المؤلف هو السيد عبد المنعم تقي سعيد عبد الحميد الطباطبائي ولد في مدينة الكوت
سنة 1938 تحصيله الدراسي خريج الجامعة المستنصرية قسم اللغة العربية وعين مدرس في مدينة الكوت كان مولع بكافة المجالات الادبية والشعر والتاريخ له ثقافة عالية حيث مثل محافظة واسط في كثير من المحافل الادبية والتراثية وله ديوان شعر قيد الانجاز
احببت ان اعرض عليكم الكتاب على شكل حلقات متسلسلة لسهولة مطالعته واليكم الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً متواصلاً والصـــــلاة والسلام على نبي الرحمه وطريق الهدى محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبـــــين وصحابته الغرّ الميامين صلاة دائمة ما بقي الليل والنهار وبعد.
لم تحض محافظة واسط ومركزها مدينة الكوت بالشيء الكثير من أهتمامات المؤرخين في تأريخها الحديث وأن كانــــت في ماضيها التـــــــليد الخالد قلعـــــة الجند من العرب والمسلمين ومربط الخيل ومنطلق جهادهم الخالد في الفتح المبين وتـــحريرالشرق من ظلام العهود الماضية بنور الهداية والتوحيد . وأنّ ما كتـــب في ماضيها لايغني عن ما يتطلبه حاضرها. وأن كان الماضي قد أخذ حضّه من البحــــــــث والدراسه فالحاضر أو الماضي القريب لم يحصل على شيء يذكر وكـــــاد الزمن أن يطوي صفحة مشرقة من صفحات واسط لولا أن الأبـــناء البرره مـــن هذه المـــحافظة بذلوا جهدهم لبعث تأريخ واسط متمثلاً بتأريخ مدينة الــــكوت أو لواء الكـــــوت الوريث الــشرعي لمدينة واسط التأريخيه والتي قبرتها الأيام وضيعتها الأزمان فأصبحت أكوام مـن رميم وتلالاً مبعثره هنا وهناك على بعد خمسين كيلو متر جنوب مدينة الــــــــكوت تعرف اليوم بأثار مدينة واسط الحجاج.
أول من كتب عن تأريخ لواء الـكوت هو الأستاذ الدكتور عــــــادل البكري رئيس صحة لواء الكوت في وقته وهو ليس مـن أبنائها ولا عاش أو شهد أحداثها ولكنه كتب تأريخ لواء الكوت مندفعاً بالحب الذي أضمره لهذا اللواء ولذكرياته فيه في أوقات عاشها قبل أن يأتي الى لواء الكوت رئيساً لصـــــــحة اللواء جزاه الله عن أبناء لواء الكوت أفضل الجزاء لما قدمه لتأريخها وأن كان مقتـــضباً غــــــير وافي لما يريده المتعطش لمعرفة تأريخ بلدته.كذالك وجدت أن المرحوم عمي الســـــيد راضي السيد سعيد الطباطبائي قد بذل الجهد الجهيد في التتبع والتقصي والمراجــــعه وطلب المعلومات ومتابعة الأحداث سواء من الكتب والمراجع التأريخيه أو أخذه مــن أفواه المعمرين المعاصرين له فجمع مخطوطة زاخرة بأحداثها وافية بمعلوماتــــها أخذت بتاريخ مدينة الكوت القسط الأوفر منها ألا أنه لم يسعفه الزمان بطبعها ونشرها فقد وافاه الأجل المحتوم فأنتقل الى جوار ربه مغفوراً له قبل أن يتم مرامه ويرى ثمرة جهـــــــــده العظيم فقد مرض في سنـــــة 1979/م المرض الذي أنتقل فيه الــى جوار ربه فــــي العاشـــر مــــن شبـــاط للسنــة المذكوره تغمّده الله برحمتة ورضوانه فقد كان فـــــي الكوت علماّ من أعلامـــها وأديبا بارعاً بين أدبائها وأبناً باراً من أبنائها.
أطلعت على تلك المخطوطه بعد وفاته رحـــــمه الله وأن كــــنت ملازماً لــــه أثناء بحثه
(2)
وتقصيه وقد رافقته الى زيارة المتحف الـــــعراقي للأطلاع ونقل بعض ما كتبه الرحّالة
عن العراق ومدنه في القرن الــــــتاسع عشر المــــيلادي . أطلعت على تلك المخطوطه أطلاع مدقق ومحقق فوجدت فيــــهاالكثير من معلوماتها لايمكن نشره لما قد تثيره تلك المعلومات من أحاسيس ومشــــاعر لاتنفع للنشر كذالك فأنه رحمه الله قد عمل بالجمع للمعلومات والأخبار والأحداث عـــــلى غير النظام العــــــــلمي الحديث ولم يبوبها على الأساليب المتبعه في النشر بل كان الــــــسرد القصصي وذكر الحوادث والأخبار بحسب تأريخ وقوعها هو الأسلوب الطاغي فـــــــــيها . قرأتها ونقحتها وأجريت بعض التعديل والأضافه أليها وكنت أمل أن ينفرج الحال فأتمكن مــــن طبـــعها بعد أن أضفت لها من المعلومات التي أستقيتها من بعض المـصادر الموجوده لدي ومن حكايات والدي السيد تقي وجدي السيد سعيد رحمهما الله حيـــــث كنت وانا في صباي أسالهما عن الحوادث وأستزيد من معلوماتهما فولد ذالك الرغبـــه والحب الشديدين لدي للمزيد من الأطلاع والتتبع حتى أصبحت بفضل الله ملماً بــــعض الشيء في تأريخ لواء الكوت مزيداً عليه ما عاصرته من الأحداث في كلا العهدين الملكي والجمهوري. وعندما فاتحني الدكتور عطا سلمان العقابي رئيس قسم التأريخ فــــــي كلية التربية في محافظة واسط على أن أقوم بألقاء محاضرات عن تأريخ محـــــــافظة واسط مســــتلهماًً ماضيها ومعرجاً على مختلف عصورها منتهياً بحاضرها وجدت نفــــــسي أمام مسؤلـيه كبيرة وواجب عظيم يتطلب معه أعداد وتحضير الماده التي ســـــــــــتدرّس للطلبة الأعزاء فـــــــي مثل هذه المرحلة مع أفتقار الموضوع للمـــــصادر الدراسيه والكــــــتب التأريخــــيه عدا الفتره الأمويه والعباسيه من تأريخ واســـــــط والذي كتب عنــــــــها الدراســــات المستفيضه الدكتور الباحث عبد القادر المعاضيدي والذي يعتبر الــمرجع الأساس في دراسة واسط قديماً. أما في نهاية العهد العثمانــــي وبــــعد أن ضـــــاعت واســــــط وأندثرت آثارها وهجرها أهلها فلا يوجد شيء يذكر عنها أو دراسة وافية كافية مطبوعه يتمكن الطلبة والدارسون الرجوع أليــــــــــها والأعتماد عليـــــها وعلى هذا أصـــــــبح لزاماً أن أعد للطلـــــبة الأعزاء مايساعدهم علـــــــى أخذ بعــــــض المعلومات والأخــــــبار عـــــــن محافظتهم مركزاً على الحديث الأكثر عن مدينة الكوت بأعتبارها الوريثة الـــــــشرعية لواسط الحجاج التي قتلها الضمأ وفارقها حبيبها دجلة الخير بعد أن غير مجراه.
أرجو الله التوفيق فيما ســـــعيت أليه والعذر من القارئ ومن أبناء محافظتي أن وجدوا بعض القصور فيما قدمته أو وجدوا خطأ في المعلومه أو الحادثة فأنها لم تكن مقصوده وأرجو المعذره من كل ذالك والله ولي التوفيق.
عبد المنعم تقي سعيد الطباطبائي
1999/م
واسط في العصر الاموي
واسط مدينة أسسها الحــــــــجاج بن يوسف الثقفي عامل الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي على العراق في وسط العـــــراق العربي لتكون مقراً جديداً لجنده من أهل الشام الذين تقوم بهم سلطته ويرسخ سلطـــانه وفــــي هذا الموضع الذي يبعد فيه عما يحدث من نزاع بينهم وبين أهل الـعراق(1) وأراد أيضـــاً أن يكون في بلد متساوي المسافة من كلا المصرين العظيمـين آنذاك – الكوفة والبصرة(2)- فأذا ما حدث حادث أو أشتعلت فتنة في أحدهما تكون وثبتـــه عليه سريعة وضربته أليه قوية وفي الوقت المطلوب دون أن يكلف نفسه الخطر مــن التأخير فتشب النار في الهشيم وعندها يصعب تطويقها ويفدح أمرها وتكثر خسائرهــــا ويضاف سبـــــب أخر لأختـــيار موقعها كونها واسط أي على المسافة ذاتها من أقلــــيم الأحواز كرسي أقليم خوزستان(3) . لقد ورد تفسير أخر لسبب تسميتها بواسط هــــــو أن أرض واسط كانت تعرف قبل مجيء الحجاج أليها ب(واسط القصب) (4).
يتفق معظم المؤرخين عـــــــلى أنّ الحجاج أستحدث مدينته سنة 81/هـ -700/م وقيل ســـنة 83/هـ -702/م أو فــــــي 84/هـ - 703/م وأنتهى من تأسيسها سنة 86/هـ - 705/م أو كما ذكــر مؤرخ واسط الـــمشهور وهــــــو ( أبو الحـسن أسلم بن سهل بن أسلم الرزاز الواسـطي المعروف ببحشل )(5) المتــوفى سنــــة 292/هـ -904/م مؤلف كتــاب ( تأريخ واســط )(6) وهو الثقه في ذالك أرخ مدة البناء من سنة 75/هـ -694/م الى سنــة 78/هـ -697/(7)م لكــنّ أغلـــب الروايات أعتمدت سنة 84/هـ -703/م سنة للتأسيس (8).
لقد أنفق الحجاج على بناء مدينته مبالغ طائله فقد بالغ في الأنفاق حـتى قدّر البعض ما أنفقه الحجاج على بناء مدينته بلغ خراج العراق لمدة خمس ســـــنوات وقدر ياقوت ما أنفق على بناء المسجد الجامع والقصر والخندقين والـــسور التي تــــحيط بالمدينة بما مقداره ثلاثة وأربعون مليون درهم .
************************************************** ****
1/الطبري/2 -1125/ 1126
2- ياقوت/4- 881
3- البلاذري/290
4- المقدسي/ 188
5- بحشل / ذكر أن واسط القصب كانت في موضع واسط الحجاج.
6- المعاضيدي / نفس المصدر
7- نفس المصدر. 8-نفس
(6)
كانت واسط منذ تأسيسها شطرين يفصلهما نــــــهر دجله والشطر الشرقي أقدمهما فق
كانت فيـه قبل مجــــــيء الحجاج علــــى ما ذكر اليعقوبي بلدة ساسانية يسكنها الفرس والأراميــــون( الأنباط ) تدعى (كسكر) وبنى الحجاج الثقفي مدينته قبالتها على شاطئ دجلة الغربــــي حيث عاش العرب فيه وحدهم في بادئ الأمر ثم سمح بعد موت الحجاج لغيرهم بالسكـنى فيه وأختلط بمرور الأيام العجم والعرب وأتحد الشطران تدريجياً فكان منهما مدينة واحدة ترفد الأمة بحـــــضارتها وتغـــذيها من فيض علومها يسكنها أناس ذووا مصالح أقتصاديه وسياسية وأدبية وفنيه مشتركه.
بنى الحجاج مدينته على غرار المدن العربيه الأسلاميه وحسب الحاجة لتنفيذ أغراضها العسكريه ولتكون قاعدة جنده ومنطــــلق عساكره الى الفتوح التي تنتظره فعلى مسافة من نهر دجله وبجانبه الغربي قام قصـره الشهير المعروف بـ( القبّة الخضراء)(1) وذالك لأن القبّة هي أبرز أجزائه شاهقة حتى قيل أنها كانت ترى من بلدة (فم الصلح) الواقعه على بعد سبعة فراسخ شمال واسـط (2). ومساحة القصر أربعمائة ذراع في مثلها وكان له أربعة أبواب كلّ منها يفضي الـى طريق عرضها ثمانون ذراعاً. ولـــعل القبـــة كانت وسط القصر حيث يتقاطع قطراه وبجانب القصر أقيم المسجد الجـامع ومســـاحته مائتا ذراع في مثلها وجـــعل على مقربة من القصر الى الشاطئ سوقاً عامرة فيها كان تجار كل صنف مــن البـــــضاعة يتعاطون تجارتهم في قطعة خاصة منها(3) وكانت هذه السوق واسعة أمتدت مــــن القـــــصر الـــــى شاطئ دجلة شرقاً وألـــى درب الخرازين جنوباً ويذكر المؤرخون أن درب الخرازين ذاته كان شارعاً عظيماً يبـــتدئ بالقرب من القصر ويمتد جنوباً الى الغرب من السوق ثم يقترب من دجله(4) .
ومما ذكره بحشل في وصف هذا السوق وهيئـتها أذ قال ( أنزل الحجاج أصحاب الطعام والبزازين والصيارفة والعطارين عن يمين الـــسوق الى درب الخرازين وأنزل البقالين وأصحاب السقط وأصحاب الفاكهة فــــي قبلة الســـــوق أنزل الخرازين والروزجاريين والصناع من درب الخرازين وعن يسار السوق الى نهر دجلة حتى لايخالطهم غيرهم ) وأمر أن يكون مــــن أهل كـــــــل قطعة صيرفي وكان في داخل المدينة رحبات متفاوتة المساحة أكبرها رحبة كانـــت قريبة من السوق في جنوبها ومساحتها ثلثمائة ذراع في مثلها وقريب من قصر الحجـــــاج كان سجنــــه المعروف بـ ( الديماس) الذي كان من الوسع بحيث أستوعب من المعذبين ألوفاً مـــــــمن ساء حضهم فأنصب غضب الحجاج عليهم .
1- المقدسي
2- قدامه
3- أن أول من أنشأ السوق التخصصية هو الحجاج بن يوسف الثقفي في مدينة واسط
4- أكدت التحريات الأثاريه في واسط المعلومات المذكوره أعلاه( واسط الموسم السادس للتنقيب بقلم فؤاد سفر).
(7)
وكانت ايضا فرضة عند رأس الـــجسر مـــن القـــوارب تعـــــرف بـ ( مشرعة الفيل ) . ذكر الحموي ياقوت ان المــــدينة احيطـــــت بخندقين وسور وربما كـــان ذلك للجــانب الغربي من المدينة ذلك الشطر الذي اكمل استحكــاماته بشاطيء دجلـــة فصار معسكرأ امــنا لا يدخــله الا من اجتاز من ابواب المدينة ولا يسمح للغربــاء بالـمبيت فيه اذ كان عليهم ان يتركــوا المدينة قبل اغلاق ابوابها عــند المغيب ويــعرف احــد تلك الابــواب ببــاب ( المضمار ) .
توفي الحجاج سنة 95 هـ - 713 م ودفن فــــــي واســــط وانتـــهى عـــــهده بيـــد ان المدينة استمرت عــلى مقامها وعزتها بيـــن مدن الــعراق وقـــصدها الــكثير من ابناء الامة طلبا للرزق و الــــعمل وخفت قــــيود الســـكــن فيــها فــأزدهر اقـــتصادها ونــما عمرانها وأختلط سكانهــا نتيجــــة الفتوح الـــــتي جلبت لها الخير العميم واصبح الجند والقادة في بحبوحة مــــن العيش الذي تطلب منــــهم التأنق فـــــــي المـــأكل والـملبس والفرش والاثاث مــــما جلــب اليها مهرة الصناع من كــل انحــاء البلاد للعمل وتلبيـــة متطلبات الحياة الجديدة .
بقيت واسط بعد وفاة الحجاج بن يوسف الثقفي عاصمـــــة العــراق العربي ومقر ولاته معظم زمن الخلافة الاموية وبقيت ذات اهمـــية سوقــية وسيــادة لا تــنازعـها مــدينة فـي الاقلــيم الجنوبي المحصور بين الرافدين وشـط الغراف .
مــــن المـــعروف ان المـــــدن تحــيى وتــزدهر وتمــوت وتنــقبر ومنها تطــول حياتها ويستــمر زمانها اذا ما قامت عــلى اثارها مدينة اخرى او ازدهرت فيها حياة حضارية حية تبعث فيها الاستمــرار والديمومــة .
اما واسط الـحجاج فقد ابتناهـــا مؤسسها ولـــم يكن لـها سابقـــة تـــــذكر او اثر اقيمت عليه يكتشف بل انها اختيـــــرت فـــي ارض مــنبسطة فــسيحة فيها غزارة مـــاء ولها خصوبة ارض وكل ما شيد فـــيها مستــحدث مــن قــبل بانيها فــهو الــذي امـر بخطها واختار تصاميمها وابدع في تقسيماتها بحسب ما كــان متعــارف عنده في بناء المــدن الحــصينة والامــصار العربية الاسلامية التي كانت فـــــي زمانه لهذا نجد التشابــه بين تخطيطها وتخطيط الــمدن العربية الاسلامية التي سبقتها ونلحظ كذلك اثرها في الـمدن العربية التي ابتنيت بعدها من حيث خندقها واسوارها وتوسط قــصر الامارة والمسـجد الجامع لها وتفرع شوارعها من ابواب مسجدهــا وكــذلك رحباتها ومرابطها واسواقها وربما نجد الشبه حتى فـي ازورار محاريب مساجــدها فــهي صــــورة لما سبـــقها من المدن ومثال لما جاء بعدها فلا جديد يذكر في نمط عمارتها سوى انها مدينة عسكــرية اختير اهلها على علم وحصنت بما يضمن لهــــا الثبات والاستعداد لــلنجدة والـــوثوب اذا تــطلبت الحاجة لذلك .
ان حياة واسط فـــــــي العــــصر الاموي لـــم تكــن بالحــياة الطويلة التي ينتج معها ما يميزها من الـــــسمات الواضحـــة في مجال التقـــدم والازدهــار الحضاري او يعـــطي
( 8 )
لساكـنيها المجال فــــــي اعمارها وتوسيعها واضافــة عمارة لعمــاراتها فهـــي اسست
عــلــــى اوثــــق الروايـــات سنـــــة 81 هـ - 705 م وفــــــارقت العــــصر الامـــوي بسقـــوط الــدولة الاموية سنة 132 هـ - 749 م .
وهذا يؤشر ان عمرها الاموي كــــــان ( 46 ) ست وأربعــون سنــة امــضت معضــمه فـــــــي الحـــروب والفتوح ونشـر الــسلطـــان العــربي الاســـلامي وتوطيـــــد الحـــكم واستتباب الامن واستقراره فــــي العراق و الاقاليم المجـــــاورة لـــهذا لا نجد من جديد في عمــرها الاموي القصير . ولكن ازدهارها ونموها ونشاطها الفكري كان في العصر الـــــعباسي الذي عاشت احداثه منـــذ انطلاقه سنـــــة 132 هـ - 749 م ولغاية سقوط بغـــداد علــــى ايدي التـــتار سنة 656 هـ - 1258 م والذي اعقبه احتلالها بعــد ثبات مـــن قبلـــهم وانتهــاك حــــرماتها واستلابها وتعويق مسارها الحضاري والفكري ثــم حلــت بها الكـارثة الكــــــبرى الــتي قضت عليــها واماتتهــا بعـــد ان انحرف مجـــرى دجلة عنــها فــتركها تــــعيش الضــمأ والـــحرمان فهجرها ســـاكنوها وابتعـــد عنـــها اهـــلوها فـــأصبحت اســواقهــا وجوامعــها وابنيــــتها خــرائب تنعب فيهــــــا الغربان