استخدامات الجانب الأيسر من الدماغ يتحكّم القسم الأيسر من الدماغ البشري بأعظم سمةٍ عقليّة، وهي اللغة التي يتكلمها البشر، كما يسيطر على المهارات التي يؤدّيها الإنسان بيده اليمنى،[١] ويتميّز هذا الجزء بأنه تحليلي وتنظيمي؛ فهو يجمع التفاصيل الصّغيرة مع بعضها البعض من أجل فهم المعلومات بأكملها ومن مختلف جوانبها، كما يُعالج هذا الجانب القراءة، والكتابة، والعمليات الحسابيّة المختلفة؛ لذلك يُطلق عليه البعض اسم الجانب المنطقي من الدّماغ.[٢] استخدامات الجانب الأيمن من الدماغ يُعدّ الجانب الأيمن من الدماغ الأقرب إلى الجانب البصري، وإلى تصوّر الأمور أكثر من التلفّظ بالكلمات، وهو يُعالج المعلومات بطريقة بديهية ومتزامنة، وينظر إلى الأمور بشكل عام، ثم يحلل التفاصيل، ويقول البعض إنّ هذا الجانب هو الجانب الإبداعي والفني من الدماغ.[٢] الجانبان الأيمن والأيسر من العقل تشير إحدى النظريات الشائعة إلى تقسيم الناس إلى شخصيّاتٍ يُسيطر عليها أحد جوانب الدماغ؛ لذلك يمكن القول بأنّ الناس اليساريين هم الأكثر منطقية، وأن الناس اليمينيين أكثر إبداعاً في تفكيرهم، ولكن بعد مرور عامين من طرح هذه النظرية وتحليلها لم يجد علماء الأعصاب أي دليل يثبت مدى صحتها؛ حيث أظهرت عمليات مسح الدماغ أنّ البشر لا يفضلون جانباً عقلياً على الآخر، وإنما يعود ذلك إلى أن الشّبكة الدماغية لأحد جوانب الدماغ أقوى بشكل فعلي من الجانب الآخر، وعليه يمكننا القول بأن الدماغ يعمل بشكل معقّد، ويعمل كلا الجانبين فيه سوياً، ويساهمان في التفكير المنطقي والإبداعي.[٢] يختلف نصفا الدماغ عن بعضهما، ويؤدّي كل منهما وظيفته بشكل منفصل، ولكن على الرغم من ذلك فهما متجانسان؛ فمعظم العمليات التي تحدث على الجانب الأيسر تحدث على الجانب الأيمن، والعكس صحيح، ووفقاً لكتاب (التمهيد في اضطرابات الجهاز العصبيّ) فإن جانبي الدماغ يمتلكان القدرة على التعبير عن المشاعر المختلفة، والقدرة على التعلّم، والتعامل مع الفشل والإحباط، والقدرة على إظهار ردود فعل دفاعيّة فعّالة، وما إلى ذلك، ويُشار إلى أنّه في عام 2013م نشرت مجلة (PLOS ONE) نتائج دراسة أجريت على أدمغة أكثر من 1000 شخص، وأظهرت هذه النتائج أنه لا يوجد أي دليل يكشف عن وجود اختلافات في سيطرة أحد جانبي الدماغ البشريّ على الجانب الآخر.[٣] طريقة تعامل الدماغ مع المهام المتعددة عندما يُحاول العقل تنفيذ مُهمّتين معاً فإنّه ينقسم ويُخصّص نصف المادة الرماديّة لكل مهمة منها، ولإثبات ذلك صوّر عالما الأعصاب إتيان كوشلين وسيلفين شارون من وكالة الأبحاث الطبية الحيوية الفرنسيّة في باريس أدمغة 16 امرأة، و16 رجلاً بالرنين المغناطيسي الوظيفي؛حيث يقيس هذا التصوير التغيرات التي تحدث في نشاط الدماغ، وتراوحت أعمار المتطوِعين بين 19-32 عاماً، وطُلب منهم تنفيذ مهمة معقدة تمثلت في مطابقة الحروف التي ظهرت بشكل عشوائي على شاشة جهاز الكمبيوتر من الكلمة tablet بالإنجليزية، وذلك بتحديد فيما إذا ظهر منها حرفان متتاليان بنفس ترتيبها في الكلمة، ولتعديد المهام المطلوبة طُلب منهم أيضاً تحديد إذا كانت كل هذه الحروف كبيرة أم صغيرة.[٤] وتبيّن من التجربة السابقة أن جانبي دماغ المتطوّعين انقسم إلى تنفيذ المهمتين كلٌّ منهما على حدة؛ فقد عمل كل واحد من الجوانب بشكل مستقل عن الآخر، فالقسم الأيسر تولى مهمة، والجانب الأيمن تولّى مهمة أخرى، وبالتالي توصلت هذه الدراسة إلى أن الدماغ لا يعمل بكفاءة عندما يحاول القيام بتنفيذ أكثر من مهمتين اثنتين؛ لأنه لا يوجد سوى جانبين متاحين لتنفيذ وإدارة المهام المطلوبة، ويرى كوشلين أن المشكلة تكمن في عدم القدرة على تنفيذ ثلاث مهام معاً؛ لأن العقل سيتجاهل إحدى المهام الثلاث، ويمكن توضيح ذلك بمثال عملي هو إمكانية قيام الشخص بالطهي والتحدّث في الهاتف معاً وفي الوقت نفسه، وفي المقابل يعتقد عالم الأعصاب سكوت هويتل في جامعة ديوك في دورهام شمال كارولاينا بعدم اقتصار العقل على تنفيذ مهمتين فقط، ويرى بأن العقل يمتلك القدرة على تعدد المهام؛ ففي بعض الظروف يستطيع العقل تنفيذ ثلاث مهام معاً، ولكنّ ذلك يعتمد على نوع المهمة، ومدى اعتماد المهمة على أجزاء أخرى من الدماغ.[٤]