هنا

[نورانيّة]

..

عزيزي الذي أكتب له دائما .. قيمني قبل أعوام طويلة كطفلة أخطأت طريق الرسائل، فسقطت في يده رسالتي الخجولة عن طريق الخطأ لهذا السبب .. ثم قيمني مرة أخرى .. بعد أعوام تلت هذه الحادثة .. كشخص غريب الأطوار .. يلعب بالورق كثيرا ، ويزعج الناس بطائراته الورقية بلا وجه حق .. ربما لهذا السبب .. توقفت لأعوام أخرى .. عندما عدت هذا العام لأرسل له .. أشواقي صريحة ومكتوبة .. أرسل لي للمرة الأولى .. ردا عن كل الأعوام السالفة .. هل أنت بخير ..!؟

والحقيقة .. لم أفهم بعد .. إن كان بهذا السؤال يفتقدني أو يظنني مريضة عقلية هذه المرة!!!!

[نورانيّة]

..

..
بإمكاننا أن نكون أحبة على الورق، وفي الرسائل البريدية بالتحديد .. نحن أذكياء بما يكفي ..لنفهم أن الواقع لا يحترم الأحبة الأنقياء أمثالنا ..!

[نورانيّة]

..

في الوقت الذي يضج فيه العالم بالمرض والأسئلة ، أنا مشغولة بك حد أنني لم أعد أكترث كثيرا إن كان حولك مكانا يصلح لامرأة معجبة!

[نورانيّة]

..

الأشياء ما تزال في أماكنها القديمة .. الخزائن المغلقة .. النوافذ المطلة على الشارع الطيني، والشراشف الملونة المرتبة كالعادة .. كل شيء لم يبارح مكانه منذ آخر نظرة تركتها تائهة هنا ، وغادرت لوقت طويل .. الشيء الذي لم يعد كما كان ..رأسي، وهو يقيم عزاء طويلا .. كلما ضج بك!

[نورانيّة]

..

لا تقلق ..!

أنا أعتني بالعصافير جيدا ، وهي حبيسة بصدري ..!

[نورانيّة]

..

ما أحوجنا للحديث عنا عوضا عن الأقلام والورق!

[نورانيّة]

..

في الحقيقة .. لم أجد خاتمة تقليدية .. أنهي بها ما بدأته قبل أن يتحول لعاصفة ..!

[نورانيّة]

..

لا تسألني .. كيف ولم ..!؟


إن التعلق يا عزيزي .. لا يرضخ للأسئلة ..!!

[نورانيّة]

..

أيها التهمة التي يخفق لها القلب أبدا ..!

[نورانيّة]

..

إليك ، وما من أحد آخر أرسلني إليه بكل لواعجي إلاك ..!


ناقمة ، ولا أعرف بعد كيف أكشط هذا العشم الأسود من الصراخ والتمرد ، وأعود فارغة ..!
.. لا أعرف كيف أتخلص من حالة الجنون التي تعصف بي كلما أردت أن أتخلص من المرأة التي تنظر لي على مقربة .. أنا ..!