..
إلى المرآة التي أرى فيها كل ما أنا بوضوح تام ..
أكتب إليك الآن بعد معاناة طويلة مع عيوبي المزمنة حتى وصل بي الأمر أن أكون الطريق المقطوع الذي نسمع عنه في الحكايا المرعبة .
وأخبرك بكل أسى .. أني فقدت القدرة على النظر إلي بهذه المقربة حين فقدت شهية الكتابة.
..
لماذا لم نكن نصغي ..!؟
الأيام تعاقبنا على هذا الفعل المشين .. تطرق رؤوسنا المشغولة بالجوانب الباهتة في الحياة بشدة .. انشغلنا للحد الذي جعل قلوبنا تعاني ضمورا شديدا حتى تفاقمت الحالة كثيرا ، ولم يعد بوسعنا استعادة بريقها السالف مجددا .. لماذا حاربنا بعضنا كثيرا يا عزيزي .. حتى وصلنا لهذا المنعطف الخطير .. لماذا ..!؟
...
..
نحن نحصد بذور أفعالنا يا صديقي .. كل الزهور والأشواك التي ظهرت على أرض رؤوسنا .. زرعناها معا ..!
..
أكثر ما أفعله هذه الأيام .. أطل عليك من شرفة رأسي الصغيرة .. تبدو أنيقا من هناك .. وحظك وفير جدا ..ف في الوقت الذي تنشغل فيه كل الخلائق بنفسها أنا أنشغل بك في رأسي حد الثمالة .
..
نعم .. أنا أدور في فلك تلك اللحظة الصغيرة التي ربما نسيت أنت الجزء الأكبر من تفاصيلها ، وأعجز عن التوقف يا عزيزي .. أنها مراوغة جدا ، وأنا عنيدة أيضا .. أحتاج عمرا كاملا لأنسى ..!
"كان الشعور بالأُلفة معك أهم عندي من الحب، لطالما أحببت فكرة أني أعرفك."
مر زمن يا غروب .. مرحبا بك جداالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغروب
..
إنتبه لقدمك أين تطأ .. رأسك وخاصرتك .. ربما عاندني رأسي مجددا ، ورسم لك في الطريق (دون أن أدري) فخا يشبه ذاك الذي ركلتك به قبل أعوام، لما كان اللحاق بك هاجسا يفقدني صوابي كل الوقت ..صدقني لم أكن أعلم أن هذا الهاجس سيعمل عمل ( السعرات الحرارية الهائلة) ، ويجعلك بدينا جدا ، وعاجزا عن اللحاق بي .. أنا .. تلك المرأة التي تكالبت عليها وحشة الطريق دونك .
..
تذكرني بالأزقة الطينية القريبة من بيتنا الكبير هناك حيث صوت جدي يرتل القرآن ترتيلا .. صوته الذي لا يزال يعبث برأسي حتى هذه الساعة ..!
لذا أكتب إليك ، وأطبع في كل رسالة أصابعا، وذراعين .. تتحسس وجهك السمح، وتعانقك بالنيابة ..!
