بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
تموتين عطشا لهم ، ويقطع نياط قلبك لفراقهم ، تأبى عينك النظر دونهم ، يرفرف الرداء الذي احتضنك نصرة لهم ، وتمتطين الخيول بسجودك وركوعك من أجلهم ، تساقين إلى ناقة مع زينب ، أنت معها ، تناديك ، فتجيبينها بقلبك ، تمسحين على رأس الانتظار ، تتصبرين معه ، تتسابقون بذلك ، “يا صبر زينب” فلتربت على قلبي .. فأشعر بك ، فلتربت على كتف خوفي .. فيأمن بك ،تقفين على عتبة دارك كما التل الزينبي الذي اعتلته زينبا ، بل اعتلا هو منها و بها ، تحتضنينهم ، ما بينك و بينك. تعيدين حوارات مضت معهم ، تقبلين رؤوس أصابعك التي امتلأت بدموع نزلت شوقا لهم ، تحفرين خدك بطريق الدمع كما يحفر ابن الزهراء طريقه لفرج ما ، تقطفين نومك حتى لا يسقيه النعاس شيئا فتتأخرين عن النظر إلى الطريق الخالي ليلة ، تحتضنين الحنين عله يخمد ويخدر ، تحترقين من خيام خيمت قلبك المشتعل ، تبحثين عنهم في الدار فلا تجدين سوى طيف و رائحة ، وبضعة كلمات قيلت في الوداع ، و شيئا من نظرات عزيزك ، أنت معهم ، عطشة .. جزعة .. متألمة ..تسمعين فحيح العدو من مكانك ، تخافين حسينك ، تخافين أن لا يكونوا أدوا ما مخض رحمك من أجله ، ثكلى ، تمنحين قرابين .. اللهم تقبل منا ، صلواتك الخمس تدعين فيها لهم .. فجرا للحسين ولا غير الحسين ، يقتلك هو بمقتله ، تضعين خمسا من القبور الزائفة .. فلتضعي سادسا .. لك ، وليكون الفجر الأخير صلاة على روحك .. ، صلاة القرابين إلى الحسين ، إلى الله .