لأنّـي لا أسْتَطيع الوُصول إليك . لأنّ كلمَاتي هي الخيط الذي يربطني بك . لذا أَخذتُ عهداً على نَفسِي أن أكون سَيّد حرفي . أن أتقن لغة الوَصل بينَنا . حرِصتُ كثيراً أن تَكون كَلماتي في أبهى حلّـة. أن يكونَ ًخَيالي في أخصَب حالة . أن تكون أفكاري بأدْفأ لون . فِي كلّ ليلة أنظر إلى النجوم ، أبحث عن أجْوبة . لكِن سمائي خالية . كنت أنظر إلى نجوم خيَالي ، فأراك وأرَى أحرفنا تتراقص أمام أعيننا . خيالي ، هُو مايُبقيني حيّ ، فلطالما جسّد قِصصنا معاً ، لطَالما رسمنا معاً تملؤنا الضَحكات . أغمض عينِي هرباً من واقعي المَرير ، إلى خيالي الخصب . وبيدي أوراقي التي نقشْت عليها أحرفي . أوراقي التي لن تَصل ، أفْكاري التي لن تقرأ . الحياة تُسحب مني . بقائي حيّاً لن يطول . أحرفِي تتلاشى ، أوراقي تتآكل ، تتطاير ، تتبعثر تنتشر . تعلق ورقـة بكتفي . ألتقطها ، فلقد كانت الوحيدة التي لم يمسّها الضرر . قرأت ماكُتب فيها ، وبدأت الرؤية تصْبح مشوشة . أدمعي تتساقط ، أدمعي تشوه ترتيب الكِلمات. الحرارة تعود ، والطوفان يسحبني لمدن الغرق والنسيان. يسحبني لقاعه لأكون منسياً