كشفت رانيا فهمي الفتاة الصعيدية صاحبة فيديو التحرش بها الذي هز مصر قبل أيام، وحصلت على أول حكم قضائي بحبس المتهم لمدة 3 سنوات مع الشغل، كافة التفاصيل حول الواقعة وملابساتها، وكيف لاحقت المتهم حتى تمكنت من تحديد هويته وتقديمه للمحاكمة، ثم كيف تخلى عنها محاميها مقابل 30 ألف جنيه.
وقالت رانيا لـ"العربية.نت" إنها تقيم في مدينة قنا جنوب مصر، وإن حادثة التحرش حصلت في يوم إجازتها من عملها الجمعة الماضي، حيث خرجت من منزلها لشراء بعض المتطلبات، وأثناء سيرها في شارع جانبي ضيق، تحرش بها شاب لا تعرفه، فما كان منها إلا أن انهالت عليه ضرباً، حتى أنقذه الأهالي من بين يديها.
وأضافت أنها غضبت بشدة من الأهالي لمساعدتهم الشاب على الإفلات منها، وعادت إلى منزلها غاضبة، وجلست تفكر جديا في كيفية العثور عليه، وملاحقته والحصول على حقها منه، فقد تعلمت من أهلها ونشأتها الصعيدية أن تعمل بالمثل القائل "لو مسوا عرضي فيها موتي"، مضيفة أنها ومنذ تلك اللحظة لم يهدأ لها بال حتى عثرت على الشاب، فالموت كان أهون.
إلى ذلك، أوضحت أنها فكرت في الذهاب لمنطقة الواقعة حتى تسأل سكانها عن هذا الشاب ودعت الله أن تكون هناك كاميرا مراقبة في المنطقة سجلت الواقعة، وقد حدث ما توقعته بالفعل، حيث عثرت على محل تجاري يضع كاميرا مثبتة، ومن حسن حظها أن الكاميرا كانت باتجاه الواقعة، وقد التقطت الفيديو الذي تم تداوله.
كما أشارت رانيا إلى أنها أعطت الفيديو لأجهزة الأمن بعد أن شجعتها أسرتها على ذلك، وتمكن رجال الأمن من تحديد هوية المتحرش وتحديد أوصافه، ليتبين أنه يدعى إسلام شوقي ويقيم في منطقة أخرى بعيدة عن منطقتها.
مشهد قاس وضغوط من عائلة المتحرش.
إلا أن ما حدث بعد ذلك، كان قاسيا على الفتاة الصعيدية الشجاعة، إذ روت لـ"العربية.نت" أن أجهزة الأمن تمكنت من الإمساك بالمتهم، وعرضه عليها وسط شباب كثيرين للتعرف عليه، وتعرفت عليه بالفعل، ثم أجروا عملية العرض هذه 3 مرات، وفي كل مرة كانت تتعرف عليه وتشير إليه وعلى الفور تم إحالته للمحاكمة.
وأشارت إلى أنها تعرضت لضغوط قوية وتهديدات من جانب أسرة المتهم لإجبارها على التنازل عن القضية، كما عرضوا عليها مبالغ مالية كبيرة لإقناعها بالتنازل، مضيفة أن محاميها رضخ للضغوط والإغراءات المالية واستجاب لأسرة المتهم وحصل على 30 ألف جنيه مقابل إقناعها بالتنازل، لكنه فشل ما جعلها تسحب وكالتها منه، وتتقدم ببلاغ رسمي ضده لخيانته أصول مهنته.
أمام المحكمة دون محاميها.
أما عن رانيا الفتاة المصرية العادية، فقالت إنها خريجة كلية العلوم وتعمل في شركة أدوية، لكنها تستطيع الدفاع عن نفسها ولذلك ذهبت إلى المحكمة في الجلسة الأخيرة دون محاميها، ودافعت عن نفسها وروت ما حدث للقاضي الذي قرر حبس المتهم 3 سنوات مع الشغل.
وأكدت أنها سعيدة بحصولها على حقها، فقد عانت كثيرا من الشائعات التي طالتها وشوهت سمعتها ومن الثقافة المجتمعية التي تنصف الذكور على حساب الإناث.
كما كشفت أنها تعرضت لضغوط من الكثيرين للتنازل عن القضية بحجة الحرص على مستقبل الشاب مع تجاهلهم ما حدث لها من إيذاء نفسي واجتماعي، مختتمة بالقول إنها تنصح كل فتاة تتعرض لهذا الموقف بأن تحذو حذوها وألا تترك حقها، حتى يكون رادعاً وعبرة لأي متحرش تسول له نفسه المساس بأعراض الفتيات.