لماذا تفتخر الشعوب الحرة بثوراتها وتضحياتها
في يوم ٦/جمادى الثانية ذكرى اندلاع ثورة النجف الاشرف ضد الاحتلال البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى سنة ١٣٣٦ هـ ، وقد صادف هذا اليوم بالتاريخ الميلادي ١٩/آذار /١٩١٨ م .
وفي مصادر معتمدة كتاريخ النجف للعلامة حرز الدين ، وغيره وثقوا معارك مسلحة ضد الإنكليز سنة ١٩٢٠ م ، وأهمها ما حصل في النجف .
فالمفروض الإلتفات الى هذه الحقيقة ، عند كتابة التاريخ ، فانها مسئولية وأمانة .
وهذه كلمة بالمناسبة أقولها لكل من يفضل ذلة الإحتلال ، على كرامة المقاومة وشرف التضحية في طاعة الله تعالى :
إن الشعوب الحرة تفتخر بثوراتها ، وتستذكر تضحياتها ، لأنها تنظر اليها بروح الكرامة والمباديء والقيم النبيلة ، فتفتخر بها عندئذ .
وأما الأذلاء أو الشعوب الذليلة فهؤلاء ينظرون الى الحياة بالروح الإنهزامية التي ماتت فيها الكرامة والمباديء والقيم النبيلة ، ولذلك لا تفهم معنى إستذكار مثل هذه الثورات أو التضحيات ، ولذلك يبقى هؤلاء الأذلاء والإنهزاميون متلبسين بالتبعية اليائسة ، غارقين في وحل الإستسلام والعبودية لمن يستهويهم أو يقهرهم ..
ولست أفهم كيف يظن هؤلاء أن دولة تحتل دولة أخرى بنية حسنة وبدون دوافع أنانية و إستعمارية
أي سذاجة أو سفسطة هذه .
وإذا كانت هناك آثار أو نتائج حصلت بعد بعض الثورات المخلصة ، فهذا ليس بسبب تلك الثورات نفسها ، وإنما هو بسبب إستغلال بعض المتنفذين المتسلقين على رقاب الناس ، أو بسبب تبدل سياسة المستعمرين وتحولها من تدخل أو إحتلال مباشر الى تدخل أو إحتلال غير مباشر .
ولذلك سنبقى نقول دائما ، كما قال سيد الشهداء (عليه السلام ) : ( هيهات منا الذلة ، ولن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ) ..
ولا عز الا بالإيمان وطاعة الله
ولا كرامة الا بتقوى الله