التاريخ يصنعه العظماء الذين يمدون جسور التواصل بين ماضي أمتناالعريق حيث تبوأت مكاناً عالياً في مسيرة الإنسانية وبين حاضرها لأنتستعيد هذه الأمة أمجادها وألقها وموقعها الرائد بين الأمممن يعتقد أنه ليس مسؤولاً إلا عن مكان وقوفه أو مكان نومهلا يمكن أن يساهم في صناعة التاريخ أو يساهم في بناء مجتمعهأنا أثق بالمستقبل رغم كل الجراحات النازفة والتي تزيد كل يومإيماني بأن اّلام المخاض لا تستطيع أن تمنع الولادة مهما كانتهذه الاّلام صعبة ونازفة لابد أن يأتي الوليد وينمو ويكبرهكذا يجب أن يكون الإيمان بالمستقبلفالتأمل في التاريخ وفي حقائق الزمن وما صنعه أجدادناوما بذلوا من التضحيات في صنعه والحفاظ عليه يجب أن يزيدناإيماناً بالمستقبل أيضاًإن قوى الغرب تخيف بعض الناس وتأسر عقولهم لأنهم لا يستذكرونالماضي لا بتاريخه وبجغرافياتهكلنا في مواقعنا يشكو والشكوى إذا كانت للمعاناة فليست بذات فائدةإذا لم نكن قادرين على أن نصفها في مواصفاتها وفي حدودها وفي اّثارهاوإذا لم نكن قادرين على ايجاد العلاج لها تماماً كالطبيب الذي يقول لكأنت تشكو من مرض معين ويقف عند هذا الحد طبعاً هذا ليس بطبيبيجب أن يصف لك العلاج لكي تُشفى من المرضفتعالوا جميعاً نذكر الداء لكي نضع له الدواء والعلاج المناسب لهوإلا سنصل إلى حالة من الإحباط واليأس نعجز فيها عن رؤيةالطريق إلى الأمام ويستحضرني في هذا المقام أن أذكر بيت شعرلأبي العلاء المعري الشاعر المعروف الذي كان فاقد للبصر ولكنفي بصيرته أكثر من أي إنسان عندما يقولكل من ألقاه يشكو دهره ليت شعري لهذه الدنيا لمن ؟كنا وما زلنا وسنبقى على المدى المنظور وطناً ومجتمعاً مستهدفاًبكل مافيه ومن فيهليس المهم أن يبدأ الإنسان لكن المهم أن ينتهي وبماذا ينتهيلاأحد ينكر أن هناك قصور وضعف في مجتمعاتنا لكن المبدأ موجودنحن جيل المستقبل يقع على عاتقنا أن نضع حجر البناء ونؤسسعلى ماهو مؤسس من قبل أجدادنا متى وكيف ؟عندما يجمعنا قاسم مشترك واحد وهو أننا شركاء جميعاً في الوطنيةوالوطن والعروبة شركاء ليس فقط في أن نأخذ بل شركاء أيضاًفي أن نقدم جميعاً بالتكافل والتضامن والمسؤولية المشتركةلهذا الوطن العربي الذي يجمعنا كلُ في موقعه ومدى قدرته على العطاءوكفانا ضعفاً واستهانة وشكوى وشعور بالعجزنحن نملك كافة القدرات الفعلية المادية منها والبشريةفلنحسن استغلالها وتسخيرها لنماء أوطاننا ومجتمعاتناولنضع لبنتنا التي ينتظر أبناؤنا معرفتها ورؤيتها ليستطيعوابدورهم وضع لبنتهم والتي بمجملها تحصن هذا العقل العربي المبدعهكذا علمنا التاريخ وهكذا وعلى أساسه نعرف كيف نصنع مستقبلناالمفعم بالأمل والممنهج والعلمي والذي يتوافق وأخلاقيات العربيوعقله وتراثه ودينه وثقافته وثوابته العقلانيةوأخيراً من يملك هذا التاريخ لابد أن يملك المستقبل