كشف الباحثون أن المواد الكيميائية الموجودة في المنتجات الاستهلاكية اليومية، بما في ذلك الصابون والطلاء، تعد مصدرا رئيسيا لتلوث الهواء مماثلا لانبعاثات وسائل المواصلات.
وصُنف تلوث الهواء على أنه خامس أعلى المخاطر الصحية في العالم، وتتعرض الحكومات في جميع أنحاء العالم لضغوط متزايدة للحد من التلوث.
وتأتي هذه الدراسة في اليوم، الذي أصدرت فيه وزارة البيئة والأغذية البريطانية أحدث أرقام الانبعاثات، التي أظهرت انخفاضا عاما في تلوث الهواء. ومع ذلك، تشير النتائج الجديدة إلى الحاجة لتنويع الجهود التنظيمية خارج إطار حركة المرور على الطرق، بهدف منع بعض المواد الكيميائية السامة، من التسلل إلى البيئات الحضرية.
وقال الدكتور بريان ماكدونالد، الباحث في قسم العلوم الكيميائية بالإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، الذي قاد الدراسة: "كلما أصبح النقل أكثر نظافة، أصبحت مصادر التلوث الأخرى أكثر أهمية، مثل المنتجات المستخدمة يوميا، التي قد تؤثر على تلوث الهواء".

وشملت الدراسة المنشورة في مجلة العلوم، المواد المساهمة في تلوث الهواء عبر إطلاق المركبات العضوية المتطايرة (VOCs)، القادرة على التفاعل عند دخول الهواء لإنتاج جسيمات دقيقة وأوزون (مواد تعرف بآثارها الخطيرة على الرئة).
وتوجد هذه المركبات في مجموعة متنوعة من الأماكن، بما في ذلك المنتجات المنزلية والصناعية الشائعة الاستخدام، مثل مبيدات الآفات وأحبار الطباعة والمواد اللاصقة ومواد التنظيف ومستحضرات التجميل ، ومعظمها تحتوي على القطران أو الزيت الخام.
وخلص الدكتور ماكدونالد وزملاؤه إلى أن هذه المنتجات كانت مسؤولة عن نصف انبعاثات المركبات العضوية المتطايرة من الوقود الأحفوري، في المدن الصناعية. ويعد هذا الأمر مثيرا للدهشة بشكل خاص، بالنظر إلى أن نحو 5% فقط من النفط الخام، يتم صقله وتحويله إلى مشتقات كيميائية للمنتجات الاستهلاكية، في حين يتم استخدام 95% منه في الوقود.
وعلى الرغم من النتائج المفاجئة المتعلقة بتفوق تأثير هذه المواد على انبعاثات المركبات، إلا أنها حذرت أيضا من توقف الجهود المبذولة لمكافحة عوادم السيارات.