ما هي العلاقة بين الوزن والعقم
المقدمة
من يفكر بالبدانة يربطها مباشرة بارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب. غير أن معظم الناس يتفاجئون عندما يعلمون أن ثمة علاقة تربط البدانة بالعقم. وكثيرة هي البراهين التي تثبت وجود علاقة بين الوزن غير الطبيعي والإنجاب. فالنساء الفقيرات النحيفات (نتيجة نظام غذائي غير سليم) يجدن صعوبة في الحمل، بينما لا تجد الغنيات منهن (اللواتي يتناولن الأغذية المناسبة) أي مشكلة.
ما هو العقم؟
العقم سؤال يراود أذهان الجميع ويشكل موضوعا للعديد من الزيارات الطبية. ويحدد العقم بعدم الحمل بعد سنة من العلاقات الجنسية غير المحمية. وهذه الحالة تصيب حوالي 20 إلى 25% من الأزواج في الشرق الأوسط، مما يعني اثنان من أصل خمسة من معارفكم مصاب بالعقم، وهذا مصدر قلق شديد في منطقتنا.
العلاقة بين العقم والبدانة
تؤكد المعلومات الوبائية أن البدانة تشكل 6% من حالات العقم الأولية والأكثر غرابة أن الوزن المتدني لدى النساء يشكل أيضاً 6% من هذه الحالات. وبالتالي فإن 12% من نسبة العقم ناتجة عن انحراف الوزن عن المعايير المتعارف عليها. ويمكن معالجة هذه الحالات من خلال إعادة الوزن إلى المعايير الطبيعة.
أكثر من 70% من النساء عقيمات نتيجة اضطراب في وزنهن، ويصبحن قادرات على الحمل إذا ما صححن هذا الخلل عن طريق اتباع نظام مناسب يزيد من وزنهن أو يخفف منه. بيد أن الوزن هو آخر ما يتم دراسته في فحوصات العقم. في حين أنه يجب أن يُدرس وزن كلا الزوجين أولاً عندما يكون أحدهما نحيفاً أو بديناً جداً. أضف إلى أن توعية الأزواج ما للوزن من أهمية في عملية الإنجاب ستمكنهم من المحافظة على وزن طبيعي أو تصحيح خلل في وزنهم قبل الخضوع لفحوصات وعلاجات مكلفة وطويلة.
كيف تتغير الوظيفة الإنجابية
ما العلاقة بين الوزن والعقم؟ إن الهرمونات الجنسية، التيستوستيرون (الهرمون الذكري الرئيسي) والايستراديول (الهرمون النسائي الرئيسي) تذوب في الدهون وليس في الماء، وبالتالي تتكدس في دهنيات الجسم. وبالإضافة إلى مصدر الهرمونات الجنسية الاستيرولية المخزنة في الدهون، تفرز الغدد التناسلية التيستوستيرون والاستراديول للمحافظة على المعدل المطلوب لعمل الوظيفة التناسلية.
وفضلاً عن قدرة الدهون على تخزين الهرمونات الجنسية الاسترولية، تقوم الخلايا الدهنية بتحويل الهرمون الذكري الضعيف، الاندروستينيديون androstnedioneإلى هرمون الأنثوي الضعيف الايسترون. وعلى الرغم من أن الايسترون لا يضاهي الايستراديول قوة إلا انه يتمتع بتأثير أيضي على المحور تحت المهادي والنخامي في الدماغ (المنطقة التي تضبط وظيفة الخصيتين والمبيض) لتغيير الوظيفة التناسلية. فكلما كان المرء سميناً، كانت نسبة الخلايا الدهنية أكثر وزادت نسبة إفراز الايسترون لديه، ما يزيد من احتمال عقمه. أما بالنسبة إلى النساء النحيفات فإن أجسامهن تحول الايستراديول إلى الهيدروكسيسترون 2 وهو مضاد للاوستروجين. وتخف لديهن الدورة الإنجابية إلى أن تزول نهائياً عندما يصبن بمرض الأنوريكسيا أو قلة اشتهاء الطعام (اقل بنسبة 85% من الوزن المثالي مقارنة مع الطول).
ما يدعو إلى السخرية هو أن الدورة الإنجابية غير منتظمة لدى النساء النحيفات والسمينات على حد سواء ولكن بطريقة مختلفة تماماً. ولقد أُثبتت تأثيرات الوزن على الوظيفة الإنجابية لدى الإناث غير أن هذه التأثيرات على الوظيفة الإنجابية لدى الرجال لم تتم دراستها حتى الآن بالقدر الكافي.
هذه فرصة للأزواج العقيمين ليفهموا أهمية الوزن بالنسبة إلى قدرتهم الإنجابية ولكي يتخذوا بعض الخطوات بشأن تحسينها دون اللجوء إلى الأخصائيين.
علاج المشاكل الإنجابية الناجمة عن اضطراب في الوزن
تميل السمينات إلى الاعتراف بتأثير البدانة على الوظيفة الإنجابية أكثر من النحيفات. بيد أن خسارة الوزن عملية شاقة بقدر ما هي عليه زيادة الوزن لدى النحيفات. فمعظم النساء والرجال البدينين لجئوا إلى مختلف الحميات الغذائية والبرامج الرياضية وغيرها من الوسائل لكي يخفضوا من وزنهم، ولكن من دون جدوى. لذا عليهم أن يعلموا أن خسارة الوزن لا تتم بين ليلة وضحاها، إنما تتطلب وقتاً.
ابدءوا مثلاً بتخفيض نصف كلغ إلى كلغ أسبوعياً، فبهذه الحالة يكون الوزن الذي خسرتموه ناجماً عن خسارة الدهون الزائدة. على البدينين أن يصمموا على بلوغ وزن يشكل 110% من الوزن المثالي.
إن إقناع النحيفات بأن الوزن المتدني يساهم في العقم أكثر صعوبة من إقناع البدينات. فمعظم النحيفات يعملن على تقليل وزنهن، لذا يصعب إقناعهن بأن نمط عيشهن "الصحي" وصورة الجسم الجميل التي تنشرها وسائل الإعلام والإعلان تساهم في عقمهن.
على النحيفات أن يزدن وزنهن حتى يبلغ 100% من وزنهن المثالي بالنسبة إلى طولهن. وينبغي أن يزيد وزنهن نصف كلغ إلى كلغ أسبوعياً. كما يجب أن تكون عملية زيادة الوزن بطيئة. يتطلب الجسم 6 أشهر ليستعيد وظيفته الإنجابية.
لقد أُثبتت تأثيرات الوزن على الوظيفة الإنجابية لدى الإناث غير أن هذه التأثيرات على الوظيفة الإنجابية لدى الرجال لم تتم دراستها حتى الآن بالقدر الكافي.
إعداد :
الدكتور إسماعيل عصام زيد الكيلاني