يأتي رجلٌ حامل الفأس
سوداء ملابسه طويل كالظلام
بيده الأولى فأس وثاني زهور بيضاء
يحفر التراب مع الصافرة بفمه
لحن وأصوات تشبه غرف الظلام
يأتي مثل تمساح صيده حفر
سمى نفسه حفار قبور
والميت عاشقاً مثل زهرة
كان جميلا ً والآن بات ذبول
طبول وطبول وغراب اسود
فوق غصن شجر غيور
مات الميت في قبره
يقول لحفار ...
لا تقف على قبري وتلحن
ليس هناك صوت حولي
ها ارتحت ايها النوم لي أنا لا أنام
بسببك ،انتم حتى في القبر
لا تجعلوني ارتاح وانا العلو في طابور
أنا روحي مع الرياح التي تهب الخروج
أنا جلينتس الماس على الثلج البارد
يدفئ لي التابوت من برد شتاء المولود
الشمس على الحبوب الناضجة انا
والان حالي في قبري بين قبور
أنا المطر الخريف لطيف رائحته
التراب مع المطر اصبح عطري
انت ذكرى وانا انتهى وجودي كانه مذ عصور
نسوا اسمي واتوا حاملين الزهور
فوق تابوت يبكون
دموعهم كاذبة
فلا اريد منك اي خطابة او مبالغة
او قصيدة حزينة او كلام مؤثر
لم اعد اسمع غير صفارة الحفار
لم اعد اريد فلا احد منكم في حياة
كان بجلنبي مع فرشاة ترسم ضحكة لي
انا راحل لا احتاج الحداد وانتم
مثل وحوش جائعة تأكلون رأسي
ها انا اسمع ههفقط غراب وبعض الطيور
هادئين في سماء مكون حلقة دائرية
النجوم الناعمة التي تلمع في الليل
انا بينهم اصبحت للدهور
لا تقفوا على قبري لا تبكوا
ليس هناك لم أموت...
انا عائش في قلوب
من جعل لي خير منكم
هو الذي حفر لي القبر ولحن لي
كان حفار القبور