..............
مكلومـــةٌ ليلتي و الليـــلُ صديــقي
و كم طــاب لهُ نـــوحي و شــهيقي
كم مرةٍ أفرغتُ في جوفيه همومي
و كان أن زادهـــا كالخمرتعتيقـــي
ركبتُ صهوة الجــدِّ للرزقِ أســعى
و قد شكى الليلُ تغريبي و تشريقي
عطشتُ للراحِ و الصحراء موردي
صـــادٍ فؤاديَّ و طويـــلٌ طريقـــي
فرحتُ أُحُيكُ على الدروبِ قصيدي
حتى غدَّ الترحال و الســفر عشيقي
شـــــكوتُ للأهـــــلِ مُـــرَّ النــــوى
فزادوا بــالجرجِ و الأســـى تــعميقِ
تلومني على البوح و الشِـــعرُ قومي
و الحرفُ في الشجى خُلي و رفيقي
قد ضارهُـــم مني النجــــاحُ و العُلا
و زادهُم في الحسد رفعتي و تحليقي
كتبــتُ على الســطر فيض روحـي
عــــلَّ الحروفَ تُـــــطفئُ حريـــقي
عبثـــاَ حـــلمتُ و حُـــلميَّ النجــــاة
و كيـــف ينجو من المُحيط الغريقِ
يا دُنيتي كُفي عن خافيقي التعذيبِ
و كؤوس الراح في عيشي لا تُريقيي
و يا ربي رفقــــاً بخــــافقي تمزيـــقِ
قد ضارني في الليل سُهدي و توريقي
أرى الدُنيا أوصــدت دوني أبوابهـــا
و غاب عن مواســاتي حتى شـــقيقي
و الدهر بـــالغ في مُعـــاندتي عنــــادَ
و ما نهنهتُ عن طلب المجد تعليقي
يا همتي فـــاقت في الســمو الثُريـــا
و أبرقت في كالحات الليالي كالعقيقِ
بحــتُ في المجــالس صدق الحقيقة
صدَّ الحضورُ عن سماعي و تصديقي
ألومُ بهم تبــــلُّـد القلـــوب و جحودها
و الصدُّ حين أبغــــي لحلمي تحقيــقِ
هونـتُ على النفسِ كُبـــرى الخطوبِ
كأنني بذا البينيـــــن أُفــــرجُ ضيقــي
وحـــدي فللــتُ نوائــــب الـــــدهــــر
و الدهــــرُ يشتهي لــــدمي تــــهريقي
مـا خـــاب ظني بالسُـــــهل مُذ بـــــدا
نجـــــمٌ أنــــار في الهُـــــدى طــــريقي
مـــا همني صعــود عـــــاليات القمـــم
و كيف يعيشُ في الوهاد الحر الطليقِ
أنـــــــا من عرِفَ للشــــــعِرِ رويـــــا
و وهبتُ الحرف معنـــاً و تشــــــويقِ
ـــــــــــــــــــ
م