عزة النفس والعلاقات الاجتماعية ..!
تختلف مع صديقك في موضوع ما، فلا تقبل لنفسك أن تتنازل لأجله، لأجل الصداقة، لأجل الحفاظ على الود المتبادل بينكما، فتجادل وتُكابر ..
تقول لك زوجتك أريد الذهاب للمكان الفلاني فتقول لا، فتشرح لك سبب رغبتها في الذهاب إلى هناك فيكون السبب مقنعاً ولابد أن تسمح لها فتصرّ على رأيك تعنتاً ولكي لا تقول نعم بعد لا، لكي لا تكسر كلمتك، لكي تحافظ على لائك التي قلتها ولو كانت الثمن تعكير صفو علاقتكما..
تختلف مع جارك على أمر ما، وبدلاً من الاعتذار إليه وإعادة المياه إلى مجاريها تصر على أن لا تعتذر إليه، وتريده أن يأتي إليك هو ويعتذر، لكي لا تكون ضعيفاً، لكي لا تكون ذليلاً، لكي تكون المنتصر والغالب..
في مواقف كثيرة في الحياة تصر على رأيك وموقفك، لا تُبدي الموافقة ولا تقدمها قبل المخالفة والمجادلة، لا تعفو عن كثير، ولا تسامح ولا تتجاوز، وتبقى تذكّر الناس بزلاّتهم وأخطائهم لكي تبقى أن صاحب الرأي الأصح، والصواب الدائم، وهم في قبالك المخطئين..
هذه العزة بالنفس ليس في موضعها ، بينك وبين أهلك وأقربائك وجيرانك ومجتمعك يجب أن تتذلّل وتتواضع، فتكون كما يقول الله سبحانه وتعالى مادحاً نبيه الاكرم ص ومن معه .. "أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ" وليس العكس.
لا تتواضع لشخص لكثرة ماله ومنصبه ولأنه مديرك في العمل بينما تتكبّر وتتعالى على جيرانك وأهلك وأصدقائك والناس حولك.. تذلّل مع أبنائك وزوجتك .. كُن متواضعاً معهم .. سامح وإغفر وتجاوز فهكذا يكون صلاح العلاقات ..
كما تريد من الله سبحانه وتعالى ان يغفر لك ويتجاوز عنك ويعاملك برحمته لا بعدله فكن كذلك مع خلقه و من ترعاه من زوجة واولاد واهل ..
عزة النفس تلك التي تجعلك تجادل وتتعنّت وتكون شديداً مع الآخرين فهي في غير موضعها، وهي خواطر شيطانية ، والخواطر الشياطنية تُفسد ولا تُصلح .
نعم أعطاك الله العزة ولا يرضى لك الذل لكن عليك أن تفرّق بين ذلك وبين معاملة الناس باخلاق والتجاوز عن زلاتهم والتغافل والتعامي عن كثير مما لو تركته صلحت علاقاتك وحياتك..
عزّتك من الله لا من نفسك، فإجعلها لله سبحانه لا لنفسك ولا لأجل نفسك