النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

أنصح بعدم القراءة ... فقط لمن يتحمل الحوار برحابة صدر ..

الزوار من محركات البحث: 9 المشاهدات : 275 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,077 المواضيع: 1,813
    التقييم: 1567
    آخر نشاط: 1/June/2022

    أنصح بعدم القراءة ... فقط لمن يتحمل الحوار برحابة صدر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

    ماذا لو ؟ ....
    دخلنا إلى أحد المطاعم العربية في لندن قبيل الغروب لتناول العشاء … كان ذلك عام 2007 .. جلسنا وجاء النادل لأخذ الطلبات .. إستأذنت من الضيوف لدقائق .. ثم عدت فسألني أحدهم..
    قال : أين ذهبت دكتور لقد تأخرتَ علينا كثيراً أين كنت ؟
    قلت: أعتذر ... كنت أصلي..
    قال مبتسماً : هل مازلت تُصلي؟ يا أخي أنت قديم !
    قلت مبتسماً: قديم؟! لماذا ؟ وهل أن الله موجود فقط في الدول العربية ؟ ألا يوجد الله في لندن؟
    قال: دكتور أريد أن أسألك بعض الأسئلة ولكن أرجوك تحملني قليلاً برحابة صدرك المعهودة.
    قلت: بكل سرور ولكن لدي شرط واحد فقط.
    قال: تفضل.
    قلت: بعد أن تنتهي من أسئلتك عليك أن تعترف بالنصر أو الهزيمة .. موافق؟
    قال: إتفقنا وهذا وعد مني.
    قلت: لنبدأ المناظرة .. تفضل ...
    قال : منذ متى وأنتَ تصلي؟
    قلت : تعلمتها منذ أن كنت في السابعة من عمري وأتقنتها وأنا في التاسعة من عمري ولم أفارقها قط ولن أفارقها إن شاء الله تعالى.
    قال: طيب .. وماذا لو أنك بعد الوفاة إكتشفت بأنه لا توجد جنة ولا توجد نار ولا عقاب ولا ثواب فماذا ستفعل؟
    قلت : سأتحملك وأكمل المناظرة معك حسب فرضيتك ولنفرض لا توجد جنة ولا توجد نار ولا يوجد ثواب ولا عقاب لن أفعل أي شيء لأنني أصلاً كما قال الامام علي بن أبي طالب عليه السلام "إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك ولكن عبدتك لأنك أهلٌ للعبادة".
    قال: وصلاتك التي واضبت عليها لعشرات السنين وستجد أن من صلى ومن لم يصلِ سواء ولا يوجد شيء إسمه سقر؟
    قلت: لن أندم عليها لأنها لم تأخذ مني سوى دقائق في اليوم وسأعتبرها رياضة جسدية.
    قال: وصومك لا سيما أنت في لندن والصوم هنا أكثر من 18 ساعة في اليوم؟
    قلت: سأعتبر صومي رياضة روحية فهو ترويض نفسي وروحي من الطراز الرفيع وكذلك فيه منفعة صحية كبيرة أفادتني في حياتي وإليك تقارير دولية من جهات ليست إسلامية أصلاً أكدت أن الإمتناع عن الطعام لفترة فيه منفعة كبيرة للجسد.
    قال: هل جربت الخمر؟
    قلت: لم أذق طعمه أبداً.
    قال مستغرباً: أبداً؟!
    قلت: أبداً.
    قال: وماذا تقول عن حرمانك لنفسك في هذه الحياة من لذة الخمر ومتعته ومتعة جلوسه بعد أن تكتشف صدق فرضيتي؟.
    قلت: أكون قد منعت وحصنت نفسي من ضرر الخمر الذي هو أكثر من نفعه.. فكم من مريض بسبب الخمور وكم من مدمر لبيته وعياله من آثار الخمور .. وأنظر أيضاً الى التقارير الدولية من جهات غير إسلامية تحذر من آثار الخمور وآثار الإدمان عليها.
    قال: والذهاب للحج والعمرة بعد أن تكتشف بعد الوفاة لا يوجد شيء من هذا وأن الله غير موجود أصلاً.
    قلت: سأسير حسب فرضيتك ووعدتك بأن أتحمل أسئلتك … سأعتبر الذهاب إلى الحج والعمرة سفرة جميلة شعرت فيها بمتعة راقية ساهمت في غسل وتنقية الروح كما تساهم سفرات أنت قمت بها من أجل قضاء وقت جميل لطرد ضغوط العمل وقتل الروتين وساهمت في إنعاش الروح.
    ظل ينظر إلى وجهي لثواني صامتاً …
    ثم قال : شكراً لأنك تحملتني برحابة صدر .. أسئلتي إنتهت .. وأعترف لكَ بالهزيمة.
    قلت: ماذا تعتقد شعوري بعد أن إعترفت أنتَ بالهزيمة؟
    قال: بالتأكيد أنتَ الآن سعيدٌ جداً.
    قلت : لا أبداً .. على العكس تماماً .. أنا حزينٌ جداً.
    قال مستغرباً: حزين؟! لماذا؟!
    قلت: الآن جاء دوري لأن أسألك.
    قال تفضل:
    قلت: ليست لدي أسئلة عدة مثلك ولكن هو سؤال واحدٌ فقط لا غير وبسيط جداً.
    قال: ما هو؟
    قلت: بيّنت لك بأنني لن أخسر شيئاً في حال حصلت فرضيتك أنت .. ولكن سؤالي الوحيد والبسيط .. ماذا لو عكسنا فرضيتك وأنك بعد الوفاة إكتشفت بأن الله تعالى فعلاً موجود وأن جميع المشاهد التي وصفها الله تعالى في القرآن موجودة حقاً .. ماذا أنتَ فاعلٌ حينها؟
    ظل ينظر إلى عيني ولم يحرك شفتيه وأطال النظرإليّ صامتاً.. وقاطعنا النادل الذي أوصل الطعام الى مائدتنا ..
    فقلت له: لن أطلب الإجابة الآن .. حضر الطعام .. لنأكل وعندما تكون إجابتك جاهزة من فضلك أخبرني بها.
    أنهينا الطعام ولم أحصل منه على إجابة ولم أحرجه وقتها بطلب الإجابة .. غادرنا بصورة طبيعية جداً…
    بعد شهر إتصل بي طالباً مني اللقاء في ذات المطعم.
    إلتقينا في المطعم .. تصافحنا .. وإذا أرى نفسي مطوقاً بين ذراعيه واضعاً رأسه على كتفي وبدأ بالبكاء.
    وضعت ذراعي على ظهره وقلت له: ماذا بك؟
    قال: جئت لأشكرك … ودعوتك إلى هنا لأقول لك جوابي .. لقد رجعت إلى الصلاة بعد أن قطعتها لأكثر من عشرين عاماً… كانت أجراس كلماتك ترن في ذهني ولم تتوقف.. لم أذق طعم النوم .. لقد أثرت بركاناً في روحي وفي نفسي وفي جسدي .. وصدقني .. شعرت بأنني إنسان آخر وأن روحاً جديدةً بدأت تسير في هذا الجسد مع راحة ضمير لا مثيل لها …
    قلت له : ربما تلك الأجراس أيقظت بصيرتك بعد أن خذلك بصرك ..
    قال: هو ذاك تماماً ..فعلاً .. أيقظت بصيرتي بعد أن خذلني بصري .. شكراً لك من القلب أخي الحبيب..
    ..

  2. #2
    من اهل الدار
    Ozymandias
    تاريخ التسجيل: January-2018
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,575 المواضيع: 93
    صوتيات: 17 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 9797
    آخر نشاط: 20/August/2021
    من اروع ما قرأت
    اللهم ثبتنا بدينك الحق

  3. #3
    الكون له أسرار
    تاريخ التسجيل: November-2017
    الدولة: حيث انا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 14,430 المواضيع: 646
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 23551
    مزاجي: الحمد لله على كل حال
    المهنة: Energy Engineer
    موبايلي: SAMSUNG
    "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن".. الاسلوب الهادئ والمتزن في الحوار ادى الى هذه النتيجة الايجابية وتراجع المخطئ عن خطأه.
    للاسف هذا الامر شائع جدا. الكثير ممن هاجر الى اوربا والغرب ترك الدين بحجة ان الامور العبادية ما هي الا شعائر قديمة وان "الانسان" يجب ان يكون متحضرا!!!
    وللعلم نظرة الاوربيين لمن يتمسك بدينه افضل من نظرتهم للذي يتخلى عنه..
    شكرا لكم على الاختيار

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال