في البيئة المحيطة بنا توجد العديد من الظواهر و هناك ظواهر تسمى بالظواهر الجيومورفولجية و من هم اشكالها ظاهرة الكارست و تعد ظاهرة الكارست ظاهرة جيومورفولجية حيث تحدث في المناطق الجيرية الرطبة و تتكون نتيجة التاكل الكيميائي و الهيدروغرافي للصخور الكربونية و خصوصا التكوينات الجيرية و من اشهر المناطق الجيرية هو اقليم كارست و من خلال تلك الظاهرة تكونت العديد من الكهوف و الأودية المتواجدة تحت الأرض
تكوين الكهوف الكارستية :
. تعتبر تلك الكهوف من اكثر مايميز منطقة الكارست نظرا لأشكالها المتميزة و الفريدة فهي عبارة عن ممرات و انفاق تكونت بفعل الطبيعة كما انها عظيمة الأتساع و السمك حيث انها تكون ممتدة تحت سطح الأرض في الصخور الجيرية و يكون امتداد هذه الكهوف في باطن الصخور الجيرية على شكل فتحات كبيرة ذات امتداد افقي و رأسي و تختلف الكهوف في اعماقها بالنسبة لسطح الأرض فمنها من يكون على عمق بعيد جدا من سطح الأرض يمتدد لمسافات كبيرة جدا و منها من يكون عمقه قريب من سطح الأرض و الأمتدادات الأفقية و الرأسية لتلك الكهوف تتفق بشكل كبير مع انظمة الفواصل الصخرية و تمتد اعماقها لدرجة تصل الي 1500 متر
. تتألف و تتكون تلك الكهوف عادة من حجرة واحدة او عدد صغير من الحجرات و تتكون تلك الحجرات عند اماكن تلاقي الفواصل الرأسية و الأفقية و عندما يبدأ مستوى الماء الجوفي في الأنخفاض تبدأ طوابق الكهوف في تعددها و كثرتها حيث تجري الأنهار الجوفية في قاع تلك الكهوف لتكون العديد من الأشكال الحيومورفولوجية و من امثلتها المنعطفات النهرية الجوفية , الشلالات الجوفية
. و يوجد العديد من الأشكال الجيومورفولوجية في تلك الكهوف مثل الاعمدة الجيرية الصاعدة و الهابطة , الأعمدة الجيرية المتصلة من اعلى الكهف الي اسفله , الأعمدة التي تتخذ شكل الابرة , الأسطح الملساء
. يرجع تكوين الكهوف نتيجة الظواهر الكارستية التي تحدث في المناطق التي نشأت بها
عوامل حدوث الظواهر الكارستية :
. تعد تلك الظواهر من الأكثر انتشارا في اي منطقة جيرية متواجدة في المناطق الرطبة حيث تحدث في تلك المناطق ظواهر طبوغرافية مرتبطة بعمليات التحلل الصخري التي تحدث اما فوق سطح الأرض او في اسفله حيث تتحول المياة السطحية الي قنوات تحت الأرض
. يجب ان تتكون المنطقة من الصخور القابلة للذوبان و التحلل في الماء و يجب ان تكون هذه الصخور من الاحجار الجيرية و ان يكون سميكا و متماسك و تتكاثر فيه الشقوق و ان يكون رقيق الطبقات
. يجب ان يكون نسبة المياة السطحية الجوفية اقل من نسبة الجير و ذلك من اجل اختراق المياة المتسربة للطبقات الجيرية و تقوم هذه العملية بدورها على تكوين الأودية النهرية حيث تكون على مستوى اقل من مستوى الأرض
اشكال الظواهر الكارستية :
اولا البالوعات .. هي اكثر اشكال الظواهر الكارستية انتشارا و تختلف فيما بينها من حيث الشكل و المساحة و العمق حيث تنقسم الي بالوعات الاذابة , البالوعات الأنهدامية فالبالوعات الاذابة تكون واسعة الأنتشار حيث يتراوح عمقها من متر الي عشر امتار و يبلغ اتساعها الي اكثر من مئات الامتار و تميل هذه البالوعات لاتخاذ القمع التي تكون مستديرة الشكل عند السطح و تضيق تدرجا الي الأسفل اما البالوعات الأنهدامية فيرع سبب تكوينها لعملية الصخور الجيرية السطحية و ذلك نتيجة لتاكل الصخور اسفلها و تكون تلك البالوعات ذات فتحات ضيقة و تبدأ في الأتساع تدريجيا لتبدوا بشكل منخفض شديدة الأنحدار من جوانبها حيث تتواجد في قاع تلك البالوعات العديد من الصخور السطحية
ثانيا الحزوز الكارستية .. هي اخاديد ضيقة و طويلة متقاطعة تقوم على انظمة الفواصل في الصخور الجيرية و تنتشر بكثرة في السطوح الجيرية الخالية من النباتات و عند اتساع هذه الأخاديد يتم تحويل السطح الصخري الي كتل من ذوات القمم الحادة
ثالثا اودية الكارست .. تعتبر تلك الأودية من اهم ما يميز الأقاليم الجيرية الرطبة و يرجع تكوينها نتيجة جريان المياه السطحية و تدفقها و توجد في قيعان تلك الأودية الرواسب النهرية
رابعا الجسور الطبيعية .. تكون هذه الجسور من الأحجار الجيرية التي تعمل على مقاومة الاذابة النشطة اسفلها حيث تتكون من خلال الأنهار المفقودة , حفر الاذابة تحت سطح الأرض , انهيار اجزاء من الكهوف الكارستية