رغم ضرر الغبار على الجهاز التنفسي والعينين وتسببه في أزمات صحية طارئة مثل "الربو" والحساسية وامتداد أضراره المادية إلى انتظام السير على الطرقات، والتسبب بالعديد من الحوادث إثر تشويش، إلا أن كل تلك المصاعب يمكن حلها باتخاذ الإجراءات الوقائية، خاصة إذا ما كانت موجة الغبار مؤقتة وعابرة.
حتى إن شعرت في تلك الأجواء بذرات خشنة من الرمل عالقة في حنجرتك، فإن الأمر ليس خطيراً إذا ما استوعبت معلومة طريفة أن هناك هوساً لدى بعض النساء برائحة الغبار وأكل الأتربة نتيجة "الوحم" التي تكون مصحوبة بعادات غذائية وسلوكية غير مألوفة بعض الشيء، حتى بات الأمر لدى عيادات الحوامل التي تسجل حالات إدمان مراجعات لرائحة الغبار المبلل والطين والتراب رطباً وجافاً، وفق حديث أخصائية نساء وولادة.
فقد أكدت لـ"العربية.نت" أن بعض مرضاها يشعرون بالسعادة في هذه الأجواء.
أبوقراط وأكل التراب
ولعل الأغرب أن تلك المعلومة التي باحت بها الأخصائية، أكدتها دراسة نشرها موقع "هيلث دي" على لسان باحثة في جامعة كورنل ورئيسة الفريق القائم على هذه الدراسة التي كشفت "أن "أبو قراط" هو أول من كتب عن أكل البشر للتراب منذ ألفي عام، ومنذ ذلك الحين يتناول البشر التراب في كل قارة ودولة مأهولة بالسكان تقريباً".
وعزت دراسات عدة الهوس بأكل الأتربة إلى شعور الجسم بنقص حاد في بعض المعادن أو فقر الدم، وعلى الرغم من عدم وجود دراسة قطعية على هذا الأمر، إلا أن هناك دراسة أجريت في جامعة ديوك بمدينة "دورهام" بولاية كارولينا الشمالية الأميركية، أشارت إلى أن الغبار يحفز الخلايا الدهنية مما قد يسبب السمنة.
وأضاف الدكتور هيذر ستابليتون القائم على الدراسة، أن النتائج تشير إلى أن الغبار يحتوي على مزيج من المواد الكيميائية المتطايرة، ما يتسبب في اضطراب الغدد الصماء، ويؤدي إلى خلل في فرز الهرمونات الطبيعية، مما يؤثر على الوظائف المناعية وفقاً لما نشرته "التليغراف".
غبار للبيع!
وبالعودة للحديث عن الغبار، هل خطرت على بالك في يوم من الأيام فكرة أن يكون الغبار بعدة نكهات، مثل الكرز والليمون غير الرائحة الترابية المألوفة؟
بينما أنت تبحث عن الإجابة، وتتخيل الصورة، لعلك ستصدم بمعلومة أن هناك (غبارا للبيع)، وصل سعره في المزاد إلى 1.8 مليون دولار أميركي، حيث تداولت وكالات الأنباء في يوليو/تموز الماضي خبراً مفاده بيع حقيبة استخدمها رائد الفضاء الأميركي نيل أرمسترونغ لجلب أول عينات من غبار وأتربة القمر إلى الأرض بنحو 1.8 مليون دولار أميركي في مزاد في نيويورك في الذكرى الثامنة والأربعين لأول هبوط على القمر.