بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
نور عزك الأبهجإن عبارة (… اِلـهي وَاَلْحِقْني بِنُورِ عِزِّكَ الاَْبْهَجِ، فَاَكُونَ لَكَ عارِفاً، وَعَنْ سِواكَ مُنْحَرِفا….). الموجودة في المناجاة الشعبانية تدل على معاني سامية في السلوك الإلهي الموجه من طرف مدرسة أهل البيت علهم السلام
.
اللحوق بالنور الأبهج لا يتم إلا به هو سبحانه لهذا العبد السالك يطلب اللحوق بهذا النور لأن كمال السلوك هو الوصول لمعرفة الله وحده ، ففي معرفة الله وحده نحصّْلُ عبادة الله وحده لهذا نجد عبارة وعن سواك منحرفا ، فكل انحراف عن السوى هو عبادة خالصة لله وحده.
فما المقصود بنور عزك الأبهج؟
النور والعزة والبهجة ثلاثة كلمات تدل على الوصول إلى عالم يعبد فيه الله وحده وتدل كذلك على وجه الله والكرامة الإلهية أيضا وهذا الوجه هو مولانا وإمام زماننا وقائدنا السيد الغائب الحاضر في الجوهر الوجودي المهدي عليه السلام، ففي دولة المهدي عليه السلام سوف يلتحق المؤمنون بنور الله الأبهج لأن دولته هي دولة الجمال الإلهي والبهجة الإلهية بعدما كنا في الأسباب الإلهية في دنيا الأوهام ،
نور عزك الأبهج فالمهدي عليه السلام هو يوسف الزهراء عليه السلام يعني جمال فاطمة الزهراء عليها السلام وما أدراك ما فاطمة الزهراء عليها السلام ففي جمالها بهجة لا حدود لحدودها ولا عقل ولا فهم في إدراكها فهي الحضور الإلهي المطلق في محضر الأنس الإلهي المطلق لهذا وصف هذا النور بالعزة لأن عزة الله سوف تظهر للمؤمنين شهودا وحضورا في الطور المهدوي الاستخلافي ففي الانتظار يوجد إيمان غيبي وغاية هذا الإيمان المنتظر هو اللحوق بهذا النور الأبهج في قوله تعالى : (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )).
المؤمنون هنا هم أصحاب المهدي عليه السلام المخصوصون بالعدد 313.
نور عزك الأبهج
ففي هذه الدولة فقط يجتمع كمال الإيمان بالغيب بالعزة الإلهية المقابلة لهذا الإيمان ، وهذا هو اللحوق نفسه.
معرفة الله لا تتم إلا به هو نفسه فرؤية الله وحده هي كمال العرفان الإلهي ولا تتم هذه الرؤية إلا بهذا النور المعز الأبهج.
اللهم الحقنا بنور عزك الأبهج بحق مولاتنا الزهراء وبحق المقتول عطشانا إبن الزهراء مولانا أبا عبد الله الحسين عليه السلام واجعلنا من شيعته حقا وممن يأخد بثاره.