الفن التجريدي
الفن التجريدي هو فنٌ ظهر في القرن العشرين عام 1910م، يعتمد على رسم أشكالٍ ونماذج مُجردة، تنأى عن مشابهة المُشخصات، والمرئيات في شكلها الطبيعيّ والواقعيّ، فالفن التجريديّ يختزل الأفكار، ويشكّلها بالألوان دون توضيح الخطوط، ويمتاز بقدرة الفنان على رسم الأشكال التي يتخيّلها سواء من الواقع أم من الخيال في شكلٍ جديدٍ لا يتشابه مع الشكل الأصليّ في الرسم النهائيّ. وكلمة "تجريد" تعني التخلّص من كلّ آثار الواقع والارتباط به، فمثلاً الجسم الكرويّ تجريدٌ لعددٍ كبيرٍ جداً من الأشكال التي تحمل هذا الطابع كالكرة، والتفاحة، وغيرها الكثير، أي أنّ الشكل الواحد يحمل معانيَ كثيرةٍ. اهتمت المدرسة التجريديّة بالطبيعة، وعبّرت عنها بزاويةٍ هندسيةٍ، حيث تتحوّل المناظر الطبيعيّة إلى مجرد مثلثاتٍ ومربعاتٍ ودوائر، فهي تظهر كقصاصات الورق المتراكمة فوق بعضها، أو مثل أشكال السحب، فتكون مجرد قطعٍ إيقاعيةٍ مترابطةٍ، ليس لها دلائل بصرية مباشرة، ومن أشهر الفنانين التجريديين الفنان المصري مُحسن عطية.
أنواع الفن التجريدي
التجريدية التكعيبيّة بدأت التكعيبية في باريس عام 1908م، ووصلت إلى ذروتها في عام 1914م وما زالت حتّى يومنا هذا تؤثر على الفنانين من مختلف أرجاء العالم، حيث يتمّ فيها تجريد الأشكال في التكعيبية، وذلك بتحليلها إلى زواياها وخطوطها الأولى، أو أن يحاول الفنان إبراز زوايا مختلفة في الشكل ورسمها معاً في وقتٍ واحدٍ، وقد جاءت التكعيبية بعد مرحلة الانطباعيين، فقد تأثرت بهم، وأخذت فكرة التركيز على إبراز اللون والضوء في اللوحة، ومن أبرز روادها الفنان: جورج براك، والفنان بابلو بيكاسو.
التجريدية المطلقة
بدأت التجريدية المطلقة في عام 1910م، حيث يُؤمن أصحابها بأنّ رسالة الفنّ لا تتلخّص في إعادة تشكيل الأشياء الموجودة في الطبيعة، وإنّما التعبير عنها بالحقائق المطلقة، فهم يعتمدون في رسمهم على الخطوط العمودية والخطوط الأفقية، وعلى الألوان الأساسيّة، ومن أبرز رواد هذا التيار الفنان: بيت مونديريان.
التعبير التجريدي
يعتمد الفنان في هذا الأسلوب على إبراز وتصوير مشهدٍ معينٍ، وذلك من خلال ضربات الفرشاة، أو اللون المستخدم، وينقسم التعبير التجريديّ إلى قسمين: الرسم الحركيّ، حيث يركّز الفنان في هذا النوع على إبراز ملمس اللوحة من خلال طريقة ضربة الفرشاة على اللوحة، ومن أبرز الأمثلة على الفنانين الذين اتبعوا هذا الأسلوب الفنان: جاكسون بولوك. رسم المساحات اللونية، يعبّر الفنان في مثل هذا النوع عن حالته النفسية، وذلك من خلال الشكل، والمساحات الكبيرة في الألوان، ومن أبرز الفنانين الذين اتبعوا هذا التيار الفنان: مارك روثكو.