يمكن القول إن التقمص العاطفي هو القدرة التي يمتلكها معظم البشر لتفهم شعور وأحاسيس الآخرين.
ويتباين كم التعاطف من شخص لآخر، حيث يشعر البعض بأن تقمص مشاعر الآخرين أو الإحساس بها لديهم أكثر كثافة مقارنة بغيرهم. ويُعرف هؤلاء الناس بأنهم "ذوو الإدراك فوق-الحسي".
وتقول جوديث أورلوف، الطبيبة النفسية ومؤلفة كتاب "The Empath's Survival Guide" إن "التقمص العاطفي هو إسفنج شعوري يمتص الإجهاد وأيضا المشاعر الإيجابية من الآخرين".
ويتمتع الأشخاص أصحاب أعلى مستوى من التقمص العاطفي بالصفات التالية:
1- ليس لديهم "فلاتر" كالآخرين
لا يعني التقمص العاطفي وجود الكثير من الرحمة. وفي العديد من الحالات، لا يوجد لدى الأشخاص ذوي مستويات التعاطف العالية، "فلاتر" كالتي يتميز بها الآخرون. كما أنهم حساسون جدا للضوضاء والروائح والإفراط في الحديث. وهذا يعني تعرضهم للإجهاد بعد قضاء فترات قصيرة من الزمن في المواقف الاجتماعية.
وتقول أورولوف: "يوجد لدى هؤلاء الأشخاص مزايا عديدة منها الحدس والعمق والرعاية الحقيقية للآخرين، والشفقة العميقة. كما يسحبون آلام أحبائهم في أجسادهم".
2- الحاجة إلى الانفراد
غالبا ما يحتاج أولئك للانفراد بنفسهم لبعض الوقت. وفي بعض الأحيان، يميلون إلى النوم وحدهم، الأمر الذي قد يكون صعبا مع الشريك. ويمكن للأشياء المتوقعة عند إقامة علاقة عاطفية، أن تستنزف أولئك ذوي الإدراك فوق-الحسي، حتى لو كانت نوايا شركائهم جيدة.
ويذكر أن هذه إحدى الحالات الخاطئة، التي يتم فيها تشخيص شخص ما على أنه يعاني من الاكتئاب أو القلق.
3- إيجاد صعوبة في وضع الحدود
تعد الحدود صراعا حقيقيا للتعاطف، وذلك للرغبة في إرضاء الآخرين على الدوام، وعدم تخييب آمال أي شخص.
ولسوء الحظ، هذا يعني إمكانية استغلال الأشخاص عالي الحس من قبل المتلاعبين. هذا ويجذب النرجسيون والمتعاطفون بعضهم البعض، فيرى النرجسيون شخصا يمكنهم استغلاله، في حين يرى المتعاطفون شخصا يمكن مساعدته لتخطي المتاعب.