وازهد فـان الزهد كـنز الحيـاة
وتاج عـزٍ ضمّ خـير الصفات
وإنـما الدنيـا متـاع رخيـص
يلهث خلفـه الجهـول الحريـص
وفي الحـديث أن حـب الدنيـا
رأس الخطايـا ، وهو يُـعيي الحيـّا
وبـئس مـن كانت له مطـامع
تقـوده للنـار وهـو طـائـع
لاسيـما مـن يطـلب الرئـاسة
وأكـثر الذنـوب عنـد السـاسة
فصُدَّ مـن قبـل فـوات الأجـلِ
سيطرة الهـوى وطـول الأمـلِ
ولا تـكن عبـداً كسولاً ضجرا
تـقضي الحيـاة قـاصراً مقصرا
وإنـما بـالعـزم والإرادة
تظفـر بـالنجـاح والسعـادة
ومـن لـديه قـوة التـحـملِ
يعـيش بين النـاس في تـجمّـلِ
وإنـما المـؤمن ذو شجـاعـة
جـنبـاً إلى جنـب مع الـوداعـة
لـيس بـه خرق ولا سفـاهـة
إن الـسفيـه حـظـه الكـراهـة
وآيـة المـؤمنِ والعـاقـلِ
فِـراقـه للّهـوِ بالبـاطـلِ
ولـيس للّـغـو نصيـب عنـدَهُ
يُعرض عنه إن أحـسّ وردَهُ
وأحسِن الصنـع بحفـظ اللسـان
فـإنـه للنـار أو للجـنـان
وكلـما كـان اللـسان طيـبا
كـان لـه عند الـورى مُحبِّـبا
وآفـة اللـسان قـول الكَـذِبِ
بالجـد كـان الأمر أو باللـعبِ
وقـلة الكـلام حصـن حصيـن
يهـنأ فيـه الـمرء دنـيا وديـن
وقلّل الـمـزاح إن الـمـزاح
تـكون فيه غـرضاً مستبـاح
واجتنب الفحش ونطق البـذاء
فـإنه مـنطـق أهل الشـقاء
ومن يـكن مفتـخراً بالحـسـبِ
لـم يُغنه فَـخاره بـالنسبِ
وإنـما تـنفعه أخـلاقـهُ
تلـك التي يـريدها خـلاقهُ
وإن منـها طيـبة الفـؤادِ
ورقّـة القـلب على العبـادِ
وقسوة القـلب من العيـوبِ
وإنـها من كـثرة الـذنـوبِ
وإنـما يـحظى بـدار النعـيمِ
مـن جـاء لله بقـلب سليـم
ذو رحمـةٍ وبالـبرايا رؤوف
والـمؤمن الحق رحوم عطـوف
وأحسن الثياب ثوب الحيـاء
وحشمة الإنسـان أحلـى رداء
وعـزة النفس رُبـى الأحرارِ
(والموت أولى من ركوب العارِ)
وإن مـن شيمة ذي الديـانة
الحـفـظ والأداء للأمـانـة
وأنصف الناس ولو مـن نفسك
وكن بـحبل العدل دوماً مـمسك
وحبذا الكون على طـهارة
فـيه رضـا الله مع النـضـارة
وإن في نظـافة الأبـدانِ
عـلامة للـوعي والإيـمانِ
والعُجب بالنفس طريق الهلاك
فـلا تـثق بـما حَوته يـداك
ومثـله الريـاء في الأعـمالِ
فـإنـه يبـطـلـها بالتـالي
واجتنب الظلم فإن الظـلوم
يـذيقه الجبـار نـار السـموم
ومن يعاون ظالماً في ظـلمهِ
أو يرضَ عنـه , حـكمهُ كـحكمهِ
قـد حـرّم الله على الإنسـانِ
أن يـبتدي بالبـغي والعـدوانِ
وفي الحديـث أنه ( لا ضـرر
ولا ضـرارَ ) بـين كـل البـشر
ولا تـكن عينك عين الحسود
فالنـار مثـواه وبئس الـورود
وليـذكر الرحمن مَن تطيّرا
وليـمش في طـريقه مُـيَسَّرا
وسيء الخـلق يـضر نفـسَهُ
وليس يـجـنـي الـمرء الا غـرسَهُ
وإن شر النـاس من يُـتّـقى
لشـره الفـاحش إذ يُـلـتـقى
ومن يلاقي الناس عمداً بالأذى
فحسبـه من ربـه أن يُـنـبـذا
ومـن أهـان مؤمناً أو مسلـما
كـان لـه الله خصيـماً مُلجِـما
و(الحقد لا يسكن قلب المؤمنِ )
ويـالُـه مـن مُـؤلم ومـحزنِ