اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
الحج رحلة العروج
الحج نعمةٌ عظيمة يمنْ الله بها على مِنْ يشاء من عباده, وهي عبادة روحيّة تُقام في كلِّ عام في مكان مخصوص ووقت مخصوص, يلتقي فيهِ الناس ببكّة المباركة, يلتفون حولَّ الكعبةِ المُشرْفة ويطوفون متمثلين بالملائكة التي تطوفُ حولَّ العرش, بكلِّ خشوعٍ وخضوع الغنّي والفقير, الكبير والصغير, العربّي والعجمي جمعيهم سواء باللباس الأبيض الذي يذكرنا بطفولتنا, ومماتنا, ويوم حشرنا يوم تُنشرُ صحافنا وقد أثبتَ الملكان كل صغيرةٍ وكبيرة فلم يغادرها, إلا ما شاء الله في هذا العروج العظيم سنحلق قليلاً بأرواحنا
حُجاج هذا العام كُنّا أو لم نكُن, لتعُم الفائدة من هذا البرنامج الذي يقدّمهُ اللهُ لعباده لتصفى النفوس وتغتسل بماء التوبة النصوح وتعود محملّةٍ بالكثير من المنافع والمكاسب التي لا تقف عند دائرة الفرد (الحاج) وحدهُ فحسب, بل تمتد هذهِ النعمة لتشمل من حوله
ليحصّل العبّد في نهاية الأمر مرتبة الفوز الأكبر وهو أن تعود الروح جديدةٍ وكما يُقال يعود الحاج كما ولدتهُ أُمّه وهذهِ المرتبة لا تُنال بالتمني والقعود
كما لا تُدرك إلا بعد مشقةٍ وجهد, والأمرُ كذلك لِمِنْ رانَ على قلبه, فأصبح أعمى القلب والبصيرة, وكُلٌّ يعمل على شاكلته هدانا الله وإياكم إلى سواء السبيل وثبتنا على الولاية
هُنا سيكون المتسع لننهل بعض الإرشادات لنهيّأ أنفسنا لِـ بلوغ هذهِ الرتبة العظيمة, وإن لم نكُن في رِكاب الحجاج, فلتكن نيّتك بالوصول, ولتوجه قلبك وجميع جوارحك لتسير مع الحجاج وفي صفوفهم تسعى وتلبّيْ
نسألكم الدعاء