الرمان
نبات الرمان المعروف علميا باسم (Punica granatum) هو عبارة عن شجيرة قائمة متفرعة ارتفاعها 1.5 متر أو شجرة صغيرة بارتفاع 3-5 أمتار بجذع منحنٍ وفروع، موطنها الأصلي هو قارة آسيا، وتنتشر حالياً في دول حوض البحر الأبيض المتوسّط، وتصل إلى جنوب ولاية تيرول، وجنوب أفريقيا، والشرق الأدنى، وجنوب آسيا، والصين، وأستراليا، والولايات المتحدة الأمريكية، وجنوب أمريكا، وتستعمل العديد من أجزاء شجرة الرمان وثمارها للأغراض العلاجية (1)، كما أنّه يزرع في المناطق القاحلة بسبب قدرته على التكيّف مع الظروف المناخيّة الصعبة، ويحتلّ الرمان مكانة خاصة عند المسلمين بسبب ذكره في القرآن الكريم، حيث إنّه ذكر أنّ الرمان من الثمار الموجود في الجنة، كما أنّه ذكر مرتين كمثال على حسن خلق الله (3). تتميز فاكهة الرمان بطعمها المميز ولونها الذي يضيف شكلاً مشهياً للأطعمة والعصائر، ويجب الحرص على تناول الرمان أو شرب عصيره الطبيعي 100% وتجنّب شراء المنتجات المحتوية على الأصباغ والسكّر والنكهات لضمان الحصول على فوائده (6)، حيث إنّه يعتبر غذاء آمناً (5)، وسوف نتحدث في هذا المقال عن ثمرة الرمان المأكولة وفوائدها الصحية.
التركيب التغذوي والمواد الفعالة في الرمان
يمثل الجدول التالي تركيب 100 غم من الجزء المأكول من الرمان: العنصر الغذائي القيمة الماء 77.93غم الطاقة 83 سعرة حرارية البروتين 1.67غم الدهون 1.17غم الكربوهيدرات 18.70غم الألياف الغذائية 4.0غم مجموع السكريات 13.67غم الكالسيوم 10ملغم الحديد 0.3ملغم المغنيسيوم 12ملغم الفسفور 36ملغم البوتاسيوم 236ملغم الصوديوم 3ملغم الزنك 0.36ملغم الفيتامين ج 10.2ملغم الثيامين 0.067ملغم الريبوفلافين 0.053ملغم النياسين 0.293ملغم فيتامين ب6 0.075ملغم الفولات 38 ميكروجرام فيتامين ب12 0 ميكروجرام فيتامين أ 0 وحدة عالمية فيتامين ھ (ألفا-توكوفيرول) 0.60ملغم الفيتامين د 0 وحدة عالمية فيتامين ك 16.4ملغم الكافيين 0ملغم الكوليسترول 0ملغم (4) يحتوي الرمان على العديد من المركبات الكيميائيّة النباتيّة المعروفة بالفيتوكيميكال (Phytochemicals) التي تحمل العديد من الخواص العلاجية (3)، حيث إن التركيب الكيميائي لعصير الرمان يشمل كل من الفركتوز، والسكروز، والجلوكوز، وبعض الأحماض العضوية مثل حمض الأسكوربيك (الفيتامين ج) وحمض الستريك، والفيوماريك، والماليك، بالإضافة إلى كميات بسيطة من جميع الأحماض الأمينية، وخاصة البرولين، والمثيونين، والفالين، وهو مصدر غنيّ بالمركبات متعدّدة الفينول، وتحديدا مركبات التانين (Tannins) ومركبات الفلافونويد (Flavonoids)، والتي تمنحه خواصّه العلاجية، في حين تحتوي بذوره البيضاء على زيت غنيّ بحمض البيونيسيك (Punicicacid) وبعض مركبات الإستروجين النباتيّة التي تشابه إلى حد كبير الستيرويدات الموجودة في جسم الإنسان (2).
الفوائد الصحية للرمان
يمنح تناول الرمان العديد من الفوائد الصحية لجسم الإنسان، وتشمل هذه الفوائد ما يلي: النشاط المضاد للأكسدة: يحتوي الرمان على مضادات أكسدة التي وجد لها نشاطٌ مقاوم للأكسدة يتفوّق بثلاث مرّات على ذلك الناتج من مستخلص الشاي الأخضر، وتحارب مضادات الأكسدة أمراض السرطان، وأمراض القلب، والشرايين، والأمراض الالتهابية وغيرها، وقد وجد أنّ عصير الرمان يقلل من تنشيط المواد المسرطنة ويحمي الخلايا، كما وجد أن له تأثيرات وقائية من أمراض القلب والأوعية الدموية تشمل خفض الكولسترول الكليّ والكولسترول السيئ وضغط الدم وغيرها (3). النشاط المضاد للالتهاب: تعتبر استجابات الجسم الالتهابية الحادة عمليات مفيدة في وقاية الأنسجة من التضرر، ولكن استمرار الحالة الالتهابية في الجسم ترفع من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض الأمعاء الالتهابية والسرطان، ووجد للرمان نشاط مضاد للالتهاب عن طريق العديد من الميكانيكيات (3). النشاط المضاد للسرطان: وجد للرمان نشاط مضاد للعديد من أنواع السرطان، مثل سرطان البروستاتا والثدي والقولون والرئة (3)، حيث وجد أنّه يمكن استعمال الرمان في علاج سرطان البروستاتا بسبب دوره في تثبيط نمو خلايا هذا السرطان وتحفيز موتها، كما وجد له تأثيرات على العديد من ميكانيكيات نمو خلايا سرطان الرئة والقولون، ووجدت بعض الدراسات التي أجريت على فئران التجارب خصائص كيماوية لزيت بذور الرمان ضد خلايا السرطان تشمل تأثيره على سرطان الجلد (2)، كما وجدت العديد من الدراسات قدرة للرمان على منع تكون الأوعية الدموية الجديدة والتي تحتاجها الأورام السرطانية، الأمر الذي يعتبر أحد ميكانيكيات مقاومته للسرطان (3). مقاومة أمراض القلب والأوعية الدموية: كما ذكرنا أعلاه، فإنّ التأثيرات المضادة للأكسدة للرمان تساعد في الوقاية من أمراض القلب والشرايين وتخفض من العديد من عوامل خطورتها، مثل ضغط وكولسترول الدم، كما وجد لحمض البيونيسيك (Punicic acid)، المكون الرئيسي لزيت بذور الرمان، تأثيراتٍ مضادة لتصلّب الشرايين (2)، ووجدت بعض الدراسات الأولية أنّ شرب عصير الرمان يحافظ على شرايين الرقبة من تراكم الدهون، كما وجدت الدراسات الأولية أنّ عصير الرمان يحسّن من تدفّق الدم إلى القلب، ولكن لم يوجد له قدرة على منع تضيق الأوعية الدموية في القلب (5). تقترح بعض الدراسات الأولية تناول شرب عصير الرمان لمدّة شهر فهو يحسّن من وظائف الأوعية الدموية في المراهقين المصابين بالمتلازمة الأيضية (5). يمكن أن يكون لزيت بذور الرمان تأثيراتٍ مقاومة للسمنة، وفي دراسة أجريت على فئران التجارب، تمّ إعطاء حمية عالية الدهون للفئران لمدة 12 أسبوع لتحفيز السمنة ومقاومة الإنسولين، وتمت إضافة 1% من زيت بذور الرمان لهذه الحمية في مجموعة من الفئران، ووجدت النتائج أنّ المجموعة التي تناولت زيت الرمان كانت أقلّ في وزن الجسم ووزن الدهون وحصلت على تحسّن في حساسية الإنسولين مقارنة بالمجموعة التي لم تتناول زيت الرمان (2)، كما تقترح بعض الدراسات الأولية أن تناول منتج يحتوي على زيت بذور الرمان ونوع من الطحالب البحرية البنية يخفض من وزن النساء المصابات بالسمنة ومرض الكبد (5). وجد للرمان تأثيرات مقاومة لمرض الفصال العظامي (2). وجدت بعض الدراسات التي أجريت على فئران التجارب قدرة لمستخلص الرمان في مقاومة مرض التهاب المفاصل الروماتويدي (2). وجد للرمان خواص مقاومة للبكتيريا والفطريات (2). وجد لكل من عصير الرمان ومستخلص الرمان وزيته تأثيرات وقائية من تضرّر الجلد من أشعة الشمس فوق البنفسجية (2). وجدت تأثيرات مقاومة لجير الأسنان لغسل الفم بغسول الرمان (2). وجد لعصير الرمان قدرة في تحسين بعض مؤشرات مرض الزهايمر في فئران التجارب (2). وجد لاستعمال مستخلص الرمان قدرة على تخفيف الجروح وتحسين الكولاجين (2). وجدت بعض الدراسات الأولية أنّ شرب عصير الرمان مرتين يوميّاً مدة 15 يوما يخفف من ألم العضلات بعد التمارين الرياضية في المرفق (5). تقترح بعض الدراسات الأولية تناول مستخلص معين من الرمان مرتين يومياً ليحسن من شفاء قوّة العضلات بعد التمارين الرياضية (5). استعمال مرهم هلاميّ يحتوي على مستخلصات الرمان على اللثة قد يخفّف من أعراض الالتهاب الفطري في الفم (5). تقترح بعض الدراسات الأولية استخدام الرمان في محاربة دود الأمعاء، والإسهال، والديزنطاريا، والتهاب الحلق، وأعراض انقطاع الطمث عند سنّ اليأس، ولكن تحتاج هذه التاثيرات إلى المزيد من البحث العلمي (5).
محاذير تناول الرمان
يعتبر تناول الرمان وعصيره آمنا للحوامل والمرضعات ولكن لا يوجد معلومات كافية عن أمان استخدام منتجات الرمان الأخرى مثل مستخلصاته أثناء فترات الحمل والرضاعة، ولذلك يجب تجنّبها (5). يجب أخذ الحيطة والحذر عند تناول عصير الرمان من قبل الأشخاص المصابين بانخفاض ضغط الدم، حيث إنّه يخفض من ضغط الدم، مما يرفع من خطر انخفاض الضغط بشكل كبير لديهم (5). يجب أخذ الحيطة والحذر عند تناول الرمان من قبل الأشخاص المصابين بحساسيات من النباتات (5). نظراً لتأثير عصير الرمان على ضغط الدم، يجب تجنّب تناوله قبل مواعيد العمليات الجراحية بأسبوعين، وذلك لتجنّب تعارضه مع التحكم في ضغط الدم أثناء العمليات (5). يجب أن تتم استشارة الطبيب قبل تناول الرمان أو عصيره أو مستخلصاته في حال تناول الأدوية التي تتفاعل معه، ويجب أن يتمّ ذكرجميع الأدوية المتناولة للطبيب للتأكد من أمان تناولها مع الرمان أو منتجاته (5). التفاعلات الدوائية يتفاعل الرمان مع الأدوية التي يعمل الكبد على تغييرها عن طريق (Cytochrome P450 2D6 (CYP2D6) substrates)، مثل عقار (Amitriptyline) وعقار (Codeine) وعقار (Desipramine) وعقار (Flecainide) وعقار (Fluoxetine) وعقار (Ondansetron) وعقار (Tramadol) وغيرها، كما أنّه يتفاعل مع أدوية الضغط بسبب تأثيره الخافض للضغط، مما يمكن أن يسبب انخفاضاً كبيراً في ضغط الدم، ويتفاعل أيضا مع عقار (Rosuvastatin) مُخفّضاً قدرة الكبد على التخلّص منه، ممّا يرفع من خطر أعراضه الجانبية. (5) يجب أن يتم إعلام الطبيب بجميع الأدوية التي يتناولها الشخص قبل تناول الرمان ومنتجاته.