على الرغم من سنوات من البحث، لم يتوصل العلماء الى إجابة واضحة ، وقال مسؤولون ان دراستين حكوميتين نشرتا يوم الجمعة، و تشير الى انه اذا كان هناك اى خطر فانه صغير ، وقد أثارت أسئلة السلامة حول الهواتف المحمولة اهتماما مكثفا ونقاشا لسنوات كما أصبحت الأجهزة جزءا لا يتجزأ من حياة معظم الناس ، وتعتبر هاتان الدراستان عن آثار نوع الإشعاع الذي ينبعث من الهواتف، التي أجريت على مدى 10 سنوات وتكلفت 25 مليون دولار، هي الأكثر شمولا حتى الآن.
تفاصيل الدراسة : في الفئران الذكور، اصيبت ببعض الاورام في القلب ، وقد ربطت الدراسات هذا العرض بالتعرض العالي للإشعاع من الهواتف ، ولكن هذه المشكلة لم تحدث في الفئران الإناث ، وقال جون بوشر، وهو عالم كبير في علم السموم الوطني، إن القوارض في الدراسات تعرضت للإشعاع تسع ساعات يوميا لمدة عامين، و هذا التعرض أكثر من خبرات الناس حتى مع استخدام الهاتف المحمول، لذلك لا يمكن تطبيق النتائج مباشرة على البشر .
نتائج الدراسة : وقال إن النتائج لم تقوده إلى تغيير استخدامالهاتف المحمول الخاص به أو حث أسرته على القيام بذلك ، لكنه أشار أيضا إلى أن أورام القلب في الفئران – تدعى شوانوماس الخبيثة – تشبه الأورام العصبية الصوتية، وهي ورم حميد في الأشخاص الذين يعانون من العصب الذي يربط الأذن بالدماغ، والتي اشارت بعض الدراسات الاخرى اليه على انه احد الاعراض التي تحدث نتيجة استخدام الهاتف المحمول.
وقال ان ما يقرب من 20 دراسة حيوانية حول هذا الموضوع قد تم القيام بها “مع ان الغالبية العظمى تخرج سلبية فيما يتعلق بالسرطان” ، وقال الدكتور بوشر إن وكالات أخرى تدرس استخدام الهواتف المحمولة في الناس وتحاول تحديد ما إذا كان مرتبطا بحدوث أي نوع من أنواع السرطان ، وأصدرت إدارة الغذاء والدواء بيانا قالت فيه إنها تحترم البحث من قبل برنامج علم السموم، وقد استعرضت العديد من الدراسات الأخرى حول سلامة الهواتف المحمولة، و “لم تجد أدلة كافية على أن هناك آثار صحية سلبية في البشر بسبب التعرض للترددات الراديوية “.
وقال البيان، من الدكتور جيفري شورين، مدير مركز ادارة الاغذية والعقاقير للأجهزة والصحة الإشعاعية، “حتى مع الاستخدام اليومي المتكرر من قبل الغالبية العظمى من البالغين، لم نر زيادة في أحداث مثل أورام الدماغ” وتحدد لجنة الاتصالات الاتحادية حدود التعرض لطاقة التردد الراديوي من الهواتف المحمولة، ولكنها تعتمد على F.D.A. والوكالات الصحية الأخرى للمشورة العلمية حول تحديد الاضرار والمخاطر و الحدود .
بالنسبة للأشخاص الذين يشعرون بالقلق من المخاطر، يقدم المسؤولون الصحيون نصائح منطقية وهي :
– قضاء وقت أقل على الهواتف المحمولة
– واستخدام سماعة الرأس أو وضع مكبر الصوت بحيث لا يتم الضغط على الهاتف بجوار الرأس
– وتجنب محاولة إجراء مكالمات إذا كانت الإشارة ضعيفة .
وأشار الدكتور بوشر إلى أن الإشعاع المنبعث يزداد عندما يكون المستخدمون في اماكن حيث الإشارة ضعيفة أو متقطعة، والهاتف المحمول يعمل بجد ليحاول الاتصال و الوصول الى الطرف الاخر .
في ديسمبر، أصدرت ولاية كاليفورنيا المشورة للمستهلكين حول كيفية خفض تعرضهم للهواتف المحمولة ، بما في ذلك مايلي :
– استخدام الرسائل النصية بدلا من الحديث
– والحفاظ على الهاتف بعيدا عن الرأس والجسم أثناء تحميل أو إرسال الملفات الكبيرة
– وحمل الهاتف في حقيبة أو محفظة، وليس الجيب، او حمالة الصدر أو الحزام
– وعدم النوم مع الهاتف على مقربة من رأسك.
وقال بيان من برنامج علم السموم، وهو جزء من المعهد الوطنى لعلوم الصحة البيئية، ان الدراستين اللتين تشملان 3 الاف حيوان هى “التقييمات الاكثر شمولا للتأثيرات الصحية والتعرض للاشعاع الترددى للجرذان والفئران حتى الان” ، وتوسع الدراسات النتائج الجزئية التي نشرت في مايو 2016، والتي وجدت زيادات صغيرة في حدوث الأورام في أدمغة وقلوب الفئران الذكور، ولكن ليس الإناث.
الخلاصة : وجدت الدراسات الجديدة ان الأورام في الدماغ وبعض أجهزة الجسم الأخرى في الحيوانات المعرضة للإشعاع و الترددات الراديوية، ولكن الدكتور بوشر قال إن هذه النتائج كانت مؤكدة أن أورام القلب واحدة من التأثيرات المحتملة لمخاطر الاشعاع الأخرى و تحتاج إلى مزيد من البحث ، ورأى آخرون أنه حتى الاستنتاجات الغامضة كانت موضع قلق ، وقال جويل موسكويتز مدير مركز صحة الأسرة والمجتمع في كلية الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا في بيركلي إنه استنادا إلى النتائج الإجمالية للدراسة، يجب على الحكومة إعادة تقييم وتعزيز الحدود التي تفرضها بخصوص ما هي أنواع الهواتف المحمولة الإشعاعية التي يمكن أن تنبعث منها ، وحتى الان العلماء لا يعرفون لماذا فقط الفئران الذكور تصاب بأورام القلب، ولكن الدكتور بوشر قال احتمال واحد هو ببساطة أن الذكور يمكنها استيعاب المزيد من الإشعاع ، ووجدت الدراسات أيضا بعض الضرر على الحمض النووي في الحيوانات المعرضة للاشعاع .