يمكن لكل شخص على الأرض أن يعيش حياة "جيدة" عند معرفة كيفية استغلال الموارد المتاحة، ولكن، سيكون من المستحيل تحقيق هذا الهدف إذا استمرت البشرية على النمط الحالي في استهلاك مقدراتها.
ووجد بحث جديد أجرته جامعة ليدز، أنه لا يوجد بلد في العالم يلبي احتياجات مواطنيه حاليا بمستوى مستدام من استخدام الموارد المتاحة. كما كشف البحث أن مستويات المعيشة العالية بالنسبة لجميع سكان العالم، تتطلب ما يصل إلى 6 أضعاف الموارد التي يمكن أن يوفرها الكوكب.
ودرس الباحثون 11 عاملا ضروريا لاستمرار الحياة على سطح الأرض، بما في ذلك الدخل (لا يقل عن 1.90 دولار يوميا)، ومتوسط العمر المتوقع والكهرباء وتناول ما يكفي من الطعام. عدا عن الضرورات الاجتماعية، مثل العمالة والأصدقاء والأسرة، بالإضافة إلى مستوى الديمقراطية.
وحدد الباحثون "التكلفة" المترتبة على كوكبنا لتحقيق هذه الاحتياجات، وقسموها إلى 7 فئات، مثل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون واستهلاك المياه واستخدام الموارد الطبيعية، بما في ذلك النيتروجين.
وأظهرت الخريطة النهائية أنه لا يوجد بلد في العالم يلبي جميع الاحتياجات اللازمة.
وبهذا الصدد، قال الدكتور دانييل أونيل، المعد الرئيس للبحث: "كل ما نقوم به، من تناول العشاء إلى تصفح الإنترنت، يستهلك الموارد الأرضية بطريقة ما، ولكن الروابط بين استخدام الموارد ورفاهية الإنسان ليست واضحة دائما بالنسبة لنا. لقد درسنا العلاقات الدولية بين استدامة استخدام الموارد وتحقيق الأهداف الاجتماعية، ووجدنا أن الاحتياجات الأساسية، مثل التغذية والصرف الصحي والقضاء على الفقر المدقع، يمكن أن تتحقق على الأرجح في جميع البلدان، دون تجاوز الحدود البيئية العالمية. وللأسف لا ينطبق الأمر نفسه على الأهداف الاجتماعية الأخرى".
ومن بين 150 دولة تمت دراستها، توفر النمسا وألمانيا وهولندا لمواطنيها جميع البنود المدرجة في القائمة، وفقا لتقرير صحيفة Los Angeles Times. كما تقدم الدنمارك وأستراليا وبلجيكا وفنلندا وفرنسا واليابان والسويد، 10 من أصل 11 بندا، في حين تقدم الولايات المتحدة وكندا 9 بنود.
وقال الباحثون إن دولة فيتنام تتمتع بأفضل توازن على الإطلاق، في حين تعاني سوازيلند من أسوأ مستوى توازن على الأرض. فيما لا يلبي 53 بلدا من أصل 150 دولة، سوى واحدة من الضروريات اللازمة لحياة جيدة.
ويذكر أن البلدان التي تستخدم الموارد على مستوى مستدام، مثل سيريلانكا، تفشل في تلبية الاحتياجات الأساسية لشعوبها.
ويمكن للمستخدمين الاطلاع على مستوى استهلاك الموارد لكل بلد، من خلال موقع صممه الأكاديميون المشاركون في البحث.