أسئلة في دفتري الصغير ..
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته،
*مدخل
تمضي الحياة وتتخلق بداخلك أسئلة كلما نفضتها عادت إليك قبل أن يرتد إليك طرفك وكأنها قدرك الذي خلقت له و خلق لك ،تكبر معك كلما كبرت ولقنتك الظروف درساً ، ثم أنت تأخذ الدرس و تضعه بجوار إخوته في حقيبة أعددتها منذ درسك الأول ، ثم أنت تخبأها بعيداً ، بعيداً للحد الذي يجعلك تتمنى أن لا تعود إليها مجدداً ، ولكنك ستعود ، ما تفتأ الحياة تعلمك دروساً و ما تفتأ أنت تخزنها ، وأنت لا تريد أن تتعلم ، لأن الدرس درس خاطئ ، الظروف ليست سويه لكي تعلمك شيئاً صائباً، يحدث العكس دائماً، الموظف الذي يطلب منك مالاً ليمرر لك طلبك في تلك المصلحة الحكومية الرديئة ،يقول لك غالباً أن الظروف هي من تفرض عليه ذلك ، إذن الظروف ليست سويه لكي تعلمك درساً ،
الشرطي الذي يأخذ طالباً من الجامعه أو مواطناً معارضاً او سياسياً رافضاً ليعذبه و من ثم ينتزع منه اعترافات لم يفعلها ومن ثم يصوره و يعرضه على العامه لكي يشرع في وجههم فزاعة الإرهاب التي تخيفهم ، يقول لك غالباً أن ظروف الأمن القومي و الوطنية هي من تفرض عليه ذلك ، إذن الظروف ليست سويه لكي تعلمك درساً ، قِس على ذلك كثيراً ،
*سؤال الثورة و الهزيمة
تظل الثورة هي الملهمة لمعظم أبناء جيلي على الرغم من اختلافنا وحنقنا على بعضنا أحياناً ، نشعر بذلك ربما لأن الثورة أصلاً لم تكن ضد أي شئ سوى الظروف ، الظروف التي لم تعجبنا أبداً ليس لأننا لا يعجبنا شئ ، بل لأن تلك الظروف كانت تجسيداً لكل شئ خاطئ، ولكنها فشلت وازدادت معها الظروف سوءاً ،
بالطبع نحن لا نُستثنى من اللوم، بل على العكس تماما، نحن ربما تجسيداً لكل خطايا البشر، لكننا كأي طفل شقي حلم و وثب، تمنى و صرخ و لكنه سُجِن و عُذِب و أوذي و شُوِه و حُرِق حلمه أمام عينيه يوم رأى جنائز أصدقائه تمر في شوارع نصفها يرقص و نصفها يبكي جهراً أو سراً خوفاً من آلة الفرز الوقحة التي تفرز الناس حسب اعتقادهم و لا تجمع بينهم تحت مظلة حقوقهم ،
حدث ذلك و لكننا مازالنا نصدق أنفسنا ، ولأن يحيى بن ذكريا ظل عند الله كريماً حتى بعد أن شُق نصفين و جئ بوجهه العذب في آنية لبغي من بني إسرائيل ، هل غير هذا من الأمر شئ ؟ لا والله .. ظلت البغي بغياً و ظل يحيى سيداً و حصوراً و نبياً من الصالحين، وجيلنا كذلك سينتصر ولو بعد ثلاثين عام أخرى، أقل أو أكثر لا بأس، وإلى أن يأتي حينئذ هناك سؤال آخر،
*سؤال التعليم و العمل
لماذا اغتربنا عن أنفسنا ، هل أنت ذاك الشخص الذي كنت تتمناه يوماً ؟ لا تكذب ، اغتربنا في تعليمنا فدخلنا و خرجنا كما يعبر أحدنا الطريق من ضفة إلى أخرى ، اكتشفنا أننا كبرنا ولم نتعلم شئ ، زحفنا إلى العمل زحفاً ليس لأننا نحب ما نعمل بل لأنه يجب أن نعمل ، ترضى لأنك كغيرك ي صديقي وسؤال الرزق مخيف وصعب و إجابته فرض و لأن انتظار ما تحب أو حتى السعي إليه سيتطلب منك الكثير من الإنتظار ، والإنتظار نار موقدة تحت مرجل تبخرت مائه ،
** **
في دفتري الكثير من الأسئلة عن الحب و السعادة و النجاح و الفشل و الصواب و الخطأ ، ربما سنشرع لها مساحات أخرى لاحقاً ، ولكن الآن ،
حدثنا عن ثورات الربيع ، كيف تراها و ما المآخذ التي تأخذها عليها ؟،
و إن كنت تسمح أن نثقل عليك ، حدثنا عن تعليمك و عملك ، هل تعلمت شئ حقاً من خلال سنوات تعليمك ؟
وعن عملك ، هل تحبه أم أنك تحب ما تعمل لكي تعمل يوماً ما تحب ههه ؟