ذكاء الأخطبوط
من المعلوم أن الأخطبوط يمتلك ذكاء عالي جداً ومختلف عن ذكاء الثدييات إذ أن جهازه العصبي غير مركزي ويعمل بطرق مختلفة عن جهازنا العصبي. هدف التجربة كان معرفة إن كان يستطيع الأخطبوط تمييز الوجوه وحفظها. ظاهرة حفظ الوجوه خاصية موجودة لدى الكائنات الاجتماعية إذ أن عليها تحديد أفراد المجموعة والتعامل معهم بناءً على مقامهم ضمن الهيكل الاجتماعي في المجموعة. لكن الأخطبوط حيوان غير اجتماعي ويقضي حياته بشكل منعزل. مدة حياة الأخطبوط قصيرة جداً مقارنة مع مدى ذكائه وعند عثوره على شريك للتكاثر يمارس الجنس ثم يتوقف عن الأكل حتى يموت. حسناً لنتحدث عن التجربة ونتيجتها.
قامت المجموعة باصطياد ثمان أخطبوطات من المحيط الهندي وتم وضعهم في مجمع سياتل لبحث أحياء الماء. كل أخطبوط تم وضعه في حوض خاص منعزل عن أي كائن آخر ولمدة أسبوعين قام الباحثون بالعملية التالية.
جميع الباحثون يرتدون نفس الملابس (نفس اللون والنوع). يتم تحديد باحث يعامل الأخطبوط بشكل جيد حيث يطعمه وباحث يقوم ازعاج الأخطبوط بواسطة عصى صغيرة يقوم بملامستها معه بشكل لطيف لكن مزعج بعض الشيء. كل يوم يقوم الباحثون برصد تحركات الأخطبوط أثناء عملية التفاعل وكيف يتصرف قبل وبعد التجربة.
في بداية التجربة كان الأخطبوط يهرب ويختبئ من كلا الباحثين بشكل متساوي ولم يتم ملاحظة أي فارق في كمية الأحبار التي يفرزها الأخطبوط والحركات الدفاعية من تمويه (عين مزيفة) عند التعامل معه. بعد عدة أيام من التفاعل مع الأخطبوط من قبل نفس الباحثين لوحظ أن الأخطبوط كان يقترب من الباحث الذي يطعمه ولكنه كان يهرب من الباحث الذي يستخدم العصى لإزعاج الأخطبوط.
تعقيب شخصي على التجربة:
نتيجة التجربة قد يكون مشكوك و أتحفظ عليها بسبب كون الأخطبوط كائن غير اجتماعي كما ذكرت سابقاً مما يعني أن ألية تمييز الوجوه ليس لها فائدة تطورية له. أظن أن الأخطبوط استطاع تمييز الباحثين عن طريق رصد توقيعهم الكميائي. نحن ببساطة لا نعلم جميع قدرات الأخطبوط على التحليل الكيميائي وافتراض أن الأخطبوط يستخدم حاسة البصر لتميز محيطه يعتبر تفكير بشري محدود. أنا أعتقد أن الأخطبوط يستطيع تمييز الأشخاص من خلال خاصية أخرى.
من المعلوم أن لكل كائن حي توقيع كيمائي لا مثيل له لأن هذا التوقيع يجسد خلطة البكتريا والطفيليات التي تعيش ضمن جسم كل كائن حي وهذه الخلطة تختلف بين جميع الأحياء. عند وضع الباحث يده في الماء يستطيع الأخطبوط رصد هذه الخلطة الكيميائي لجسد الباحث وبالتالي تحديده وتحديد الاستراتجية المناسبة للتعامل معه.
في حال كنت أنا مسؤول عن هذه التجربة كنت طلبت من نفس الباحث أن يقوم بالتجربة تارة مرتدياً قناع وتارة أخرى دون قناع هكذا نكون ضبطنا متغير التحكم بشكل أفضل وحددنا أن عملية تحديد الوجه هي ما يقوم به الأخطبوط وليس رصد كيمائي أخر.
المصدر ... علومي