تُعد جائزة الأوسكار حلمًا يراود صُنّاع السينما وينتظرون في لهفة وقت الإعلان عن ترشيحات الأفلام كل عام، وعلى الرغم من تقديم العرب عدد كبير من الأفلام على مر السنوات الماضية في الأوسكار، فإنّ عدد المرات التي ترشح فيها فيلمٌ عربي للفوز بجائزة الأوسكار ضئيلةً جدًا، وبالطبع تكاد لحظات الفوز بهذه الجائزة تحصى على أصابع اليد الواحدة، ولكن هناك لحظات لا تُنسى للعرب في حفلات الأوسكار تقدمها لكم أراجيك فن حتى تُثبت أنّ الأوسكار ليست بعيدةً عن متناول السينما العربية.
فيلم “باب الحديد” الترشيح الأول عربياً وإفريقياً
حلمًا صار حقيقة عندما اُختير فيلم “باب الحديد” لأول مرة للتنافس على الفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية، وعلى الرغم من عدم فوزه بالجائزة عام 1959، فإنّه صار الفيلم الأول عربيًا و إفريقًيا الذي يدخل حلبة الأوسكار.
الفيلم من إخراج المخرج المُبدع المصري الراحل “يوسف شاهين” وبطولته أيضًا، ويشارك معه في البطولة هند رستم، فريد شوقي، وتدور قصة الفيلم عن علاقة حب معقدة بين ثلاث شخصيات يعملون بمحطة قطار مصر، أبدع يوسف شاهين في إخراج الفيلم بطريقة متميزة والأداء التمثيلي السهل الممتنع، اُختير الفيلم لأن يكون في قائمة أهم 1000 في تاريخ السينما العالمية، وفي المركز الرابع ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
ترشيح عمر الشريف عن دوره الرائع في فيلم”لورانس العرب”
الفيلم الأشهر في تاريخ العرب إذ يُعد أول المشاركات المصرية في السينما العالمية، ويرجع شهرته عندما لعب الممثل المصري العالمي “عمر الشريف” في دور الشريف الحسين بن علي في هذا الفيلم، والذي أهله للترشح لجائزة أحسن ممثل مساعد عام 1962، وعلى الرغم من عدم حصوله على الأوسكار، إلّا أنّه فاز بأربع جوائز جولدن جلوب عن نفس الدور.
تحكي قصة الفيلم السيرة الذاتية للضابط البريطاني “توماس إدوارد لورانس” الذي ساعد الشريف الحسين بن علي، وابنه الملك فيصل في حربهم لتحرير جزيرة العرب من حكم الخلافة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، ودخل قائمة أفضل 100 فيلم في السينما الأمريكية للقرن العشرين عام 1998.
الفيلم العربي الأول الذي يفوز بالأوسكار عام 1970
فوز فيلم (Z) الجزائري الفرنسي بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية، أنتجه المنتج الجزائري “أحمد رشيدي” في نقطة تُحسب للعرب، يحكي الفيلم عن قصة الاغتيال السياسي اليوناني على الرغم من أنّه لم يمثل الثقافة العربية، ولم يحكِ قصة عربية ولم يمثل به أي ممثلين عرب، لكن تقدم للفوز بالأوسكار في مجال الإنتاج عام 1970.
تقديم السعودية فيلمها الأول للأوسكار في 2014
اُختير فيلم “وجدة” كأول فيلم يمثل السعودية في حفل الأوسكار للحصول على ترشيح كأفضل فيلم بلغة أجنبية عام 2014، ويُعد أول فيلم روائي طويل يتم تصويره بالكامل بداخل المملكة العربية السعودية.
أبدعت المخرجة والكاتبة “هيفاء المنصور” في تصوير وضع المرأة السعودية، وعرضت الكثير من المحظورات التي تواجهها لمجرد كونها فتاة، فهو بالنهاية قصة إنسانية تجسدها الطفلة “وجدة” التي تحلم بامتلاك دراجة خضراء.
أول ترشيح للأردن في عام 2016
ترشح الفيلم الأردني “ذيب” لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية ليصبح الفيلم الرابع عربيًا الذي يحصل على الترشيح للأوسكار، إذ تميز الفيلم في إظهار البيئة العربية وحياة البدو خلال الحرب العالمية الأولى أثناء الحكم العثماني.
تدور أحداث الفيلم حول الطفل “ذيب” الذي نعيش معه قصة إنسانية ورحلة تحوله من طفل بريء إلى رجل ناضج بعد فقدان أخيه، ليخوض رحلة في الصحراء يرشد فيها ظابط بريطاني إلى الطريق ينقذه من التيَه، ويواجه حرارة الصحراء حتى يأخذ ثأر أخيه ويعود إلى قبيلته مرفوع الرأس، الفيلم إخراج ومشاركة في الكتابة للمخرج الأردني ناجي أبو نوارة.
“قضية رقم 23” أول فيلم لبناني يُرشح للأوسكار
في سابقة من نوعها اعتبرها المخرج اللبناني “زياد دويري” إنجازًا للبنان كله، ترشح الفيلم اللبناني الممنوع من العرض “قضية رقم 23” لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية عام 2018، ويُعد أول فيلم لبناني يترشح لهذه الجائزة … الفيلم من بطولة عادل كرم، ريتا حايك، كامل الباشا، دياموند بو عبود، كميل سلامه.
تدور أحداث الفيلم حول مشادة كلامية بين لبناني مسيحي مؤيد لحزب القوات، ولاجئًا فلسطينيًا مؤيد للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، تقودهما إلى المحكمة، ثم إلى قضية رأي عام تؤدي إلى أعمال شغب في لبنان.
الأول فوزًا بالأوسكار … الفيلم الوثائقي السوري “الخوذ البيضاء”
وأخيرًا فاز الفيلم الفيلم الوثائقي التسجيلي السوري بجائزة أوسكار عن فئة أحسن فيلم تسجيلي قصير في حفل الأوسكار 89، الفيلم من بطولة المُسعف السوري خالد خطيب، خالد فرح، محمد فرح، ومن إخراج المخرج البريطاني أورلاندو فون آنسيدل وتستمر فترة عرضه 41 دقيقة، ولكن للأسف الشديد لم يستطع القائمون على العمل تسلُم الجائزة بسبب حظر سلطات الهجرة في الولايات المتحدة الأمريكية.
يحكي الفيلم عن قصة منظمة “الخوذ البيضاء” غير السياسية التي ظهرت في مدينة حلب السورية، والتي هدفها مساعدة وإنقاذ المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، والمتضررين من الصراع السوري بكل حيادية وسِلمية