فيلم تسجيلى يستعرض جهود الدولة بحقل ظهر العملاق.. جذب استثمارات تعدت 12 مليار دولار.. ومصر تجنى ثمار سياستها الواعية لتشرق شمس الحاضر لترسم آفاق المستقبل..
الرئيس السيسى وحقل ظهر
استعرضت إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، من خلال فيلم تسجيلى من إعدادها، الإنجاز الكبير الذى حققته مصر فى حقل الغاز الطبيعى العملاق "ظهر"، وكم الاستثمارات التى جلبها الحقل لمصر، بالإضافة إلى اسهام الحقل فى تخفيف أعباء تكلفة استيراد الغاز الطبيعى.
وبدأ الفيلم التسجيلى الذى تخطت مدته 7 دقائق، بتحديد موقع المشروع الذى ابتعد عن سواحل مدينة بورسعيد بمسافة 190 كيلو متر، وعلى عمق يصل إلى 4100 متر تحت سطح البحر، بمنطقة امتياز شروق البحرية، مستعرضًا حجم الإنجاز الذى قدمه قطاع البترول فى تلك الملحمة الوطنية.
وأبرز الفيلم التسجيلى أيضًا الجهود المتميزة التى تكاملت فيها جميع الأدوار ما بين القيادة السياسية التى وجهت بالكشف عن حقول الطاقة وفهمها الكامل لاحتياجات الحاضر والمستقبلى، والتى على غرارها تصارعت الشركات العالمية فى مشاركة مصر تقديرًا لمكانتها الكبيرة فى المنطقة.
واستشهد الفيلم بأحد مهندسى المشروع، الذى قال: "من سنة تقريبًا استلمنا أرض المشروع هنا، كانت عبارة عن أرض فاضية، وكان تحدٍ كبير إننا فى خلال السنة ونص هنقدر نخلص مشروع بالحجم ده وفى وقت قصير كدا، الحمد لله وبفضل الله بدأنا، والنهاردة بنشوف الحلم والتحدى دا حقيقة".
كما استعرض الفيلم اهتمام القيادة السياسية فى الدولة بذلك الإنجاز الكبير، ومتابعتها الدقيقة له إسهامًا فى الإسراع من معدلات التنفيذ للوصول بالمشروع للأرقام السياسية، بداية من توقيع اتفاقية امتياز بين قطاع البترول وشركة ENI الإيطالية فى يناير 2014 .
وفى السياق ذاته قال، أحد مهندسى المشروع: "مشروع كبير وكان لازم نطبق فيه استراتيجية العمل 24 ساعة، لأنه كان بيحكمنا عاملين أساسين هما الوقت والكميات، خاصة إن الكميات كبيرة جدًا والوقت صغير جدا".
وكشف الفيلم الخريطة الزمنية التى اتبعها المشروع الضخم، والتى استغرقت 18 شهرًا منذ توقيع الاتفاقية حتى تحقق الكشف، بينما استغرق 6 أشهر إضافية حتى توقيع عقود التنمية، وبعد 28 شهرًا تحديدًا بداية الإنتاج الذى أسهم فى جلب استثمارات ضخمة وصلت الـ12 مليار دولار، ليسجل بذلك إنجاز فريد من نوعه، مقارنة بالمشاريع الأخرى المماثلة التى تستغرق من 6 : 8 سنوات حتى تصل الى مرحلة الإنتاج".
وأثنى الفيلم التسجيلى، على حرص الدولة فى الوصول الى مرحلة الإنتاج فى وقت قياسى وتشكيلها لجنة عليا برئاسة وزير البترول للمتابعة الدائمة وتذليل العقبات أمام المشروع الضخم الذى تطلب فى تنفيذه تقنيات عالية ومتطورة وأعمال فنية متخصصة.
وقال المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، إن فى تصريحاته للقائمين على الفيلم، إنه لولا تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي فى اتخاذ القرار السريع والمناسب وتوجيهه بإزالة كل المعوقات فى استلام الأرض وإعطاء التراخيص ما كان ليصل الإنجاز لهذا الحد الكبير وبالفعل بدأ العمل فورًا بعد 30 يومًا فى الموقع.
وعرض الفيلم التسجيلى نجاح الحقل فى تأسيس شركة مشتركة بين الجانبين فى فبراير عام 2016، تحت مظلة شركة بترول "براعيم" القائم بالإعمال للمزيد من الإنجاز، وأثنى على تضافر جهود شركات البترول المصرية فى أعمال التصميمات الهندسية والتنفيذ والتركيب والإنشاء وعلى رأسها شركة بترول "إينى وبتروجيت"، والعديد من شركات البترول البحرية وعشرات شركات القطاع الخاص، ليكون المشروع العملاق تطبيق فعلى لسياسة الدولة فى تعظيم المكون المحلى فى المشروعات الكبرى، بمعدات مصرية 100%.
واستعرض الفيلم دخول حقل "ظهر" فى مرحلة الإنتاج التى فتحت أبواب الأمل لاكتشافات أخرى تدعم الاقتصاد القومى وتجذب الشركات العالمية للبحث والاستكشاف فى المياه العميقة المجاورة للحقل فى البحر المتوسط لتسهم فى زيادة احتياط مصر وإنتاجها من الغاز الطبيعى.
كما أسهم الحقل أيضًا فى تخفيف أعباء تكلفة استيراد الغاز الطبيعى عن كاهل الموازنة العامة للدولة، وتوفير النقد الدولى، وتأمين إمدادات الغاز لكافة القطاعات الاقتصادية، والمساهمة فى تحويل مصر الى مركز إقليمى للتجارة وتداول الغاز والبترول، كما يلعب دورًا رئيسيًا بجانب اكتشافات الغاز الأخرى الجارى تنميتها فى تحقيق الاكتفاء الذاتى لمصر بنهاية 2018.
وكشف الفيلم التسجيلى، عن وجهة المشروع فى ضخ إنتاجيته للسوق المحلى أولًا، والتى وصلت الى 350 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعى، ليرتفع هذا الإنتاج الى أكثر من مليار قدم مكعب يوميًا باكتمال المرحلة الأولى من المشروع، ومن ثم يرتفع تدريجيا ليصل فى عام 2019 الـ2.7 مليار قدم مكعب يوميًا.
كما أسهم الحقل فى جذب استثمارى كبير تعكسها مشاركة شركتى، BP الريطانية وRoseneft الروسية وENI الإيطالية.
وأختتم الفيلم التسجيلى، بجملة: "ها هى مصر تجنى ثمار سياستها الواعية وتمضى قدمًا نحو تحقيق طموحات شعبها الكريم بعزم وإيمان وقدرة على الإنجاز، ولتشرق شمس الحاضر لترسم أفاق المستقبل".