عجوز منتصف الليل "الجزائر"

لازلت أتذكر هذه الحادثة البشعة و لازلت أخاف منها حتى الآن عندما أتذكر ماذا حدث لي أنا و عائلتي

و كل من قصصت لهم الحكاية قالوا بأنها من وحي خيالي و كنت أتمنى لو كانت حقا خيالية لكن للأسف !

في يوم من الأيام الجميلة قررت عائلتي الخروج في نزهة فجهز الجميع نفسه و نحن فرحين بهذا كثيرا و لكن كان حجمنا كبيرا قليلا فاظطررنا الانقسام في سيارتين و بالفعل انقسمنا و انطلقنا في تلك النزهة العائلية الجميلة

قضينا أوقات ممتعة جدا و ما إن بدا يحل الظلام ذهبنا لأحد المطاعم لنتعشى , لكننا ذهبنا في وقت متأخر و عندما انتهينا كانت الساعة تشير للعاشرة لذلك قررنا أن نذهب للسهر عند عمتي التي تقطن قريبا من هناك و ذهبنا

عندما وصلت الساعة الثانية عشر قررنا العودة لمنزل بعد أن قضينا وقتا ممتعا كان أبي يقود بالسيارة الأولى و أخي بالسيارة الثانية و كنت في السيارة الثانية طبعا

لقد كان كل شيء عاديا إلى أن مررنا بجانب ذلك الحي كان هادئا هدوئا غير طبيعي أبدا لقد شعرت بالسوء حيال ذلك لكن عائلتي قالت أنه منتصف الليل و الكل نيام هذا ما يحدث

كان الكل يجلس عاديا إلا أنا فقد كان ذلك الشعور يزداد كلما اقتربنا أكثر و أكثر

إلى أن توقفت سيارة أخي توقفا مفاجئا كاد قلبي أن يتوقف حينها عندما سألناه عن سببها قال لا أدري فأبي هو من توقف أولا و كدت أن أصصطدم به

حينها خرج أخي من السيارة و تبعته أختي الكبرى ليرو ما حدث أما أنا و أختي الأخرى بقينا في السيارة لكن الفضول تملكني فخرجت معهم أيضا و كل ما حضرته من حديث أخي و أبي هو أن أبي كاد أن يسقط في حفرة لكن عند خروج أبي من السيارة لم يجد شيئا سوى ظهور إمرأة عجوز أمامه كانت بيضاء الشعر و ترتدي ملابسا مخيفة لونها غريب لكن سرعان ما اختفت عند ظهور أخي

عندما عاد الجميع إلى مكانه توقفت سيارة أبي و اعتقدنا أن بها عطلا ما فنزلت أنا و أخي و توجهنا لسيارة أبي مرة أخرى كانا يحاولان إصلاح السيارة بكل جهدهما إلى أن خرج أحد سكان الحي هناك لمساعدتنا و عندما أخبره أبي بما حدث بدأ يرتجف و أصبح يتلعثم في كلامه و كأن أحدا أجبره على عدم قول أي شيء ععندها نظر لنا نظرة غريبة و قال : لا أعرف لما كل من يمر من هنا على منتصف الليل يحدث معه هذا , فالكثير من سكان الحي يشتكون من ضوضا في منتصف الليل و تكون عالية بحيث تمنعهم من النوم و أتذكر مرة كان هناك حفل زفاف فعندما كان الموكب مارا من هنا توقف كل شيء عندما قال سائق السيارة الأول أنه كاد يسقط في حفرة عميقة و عندما خرج من السيارة وجد عجوزا مخيفة تقف أمامه و اختفت عندما اتى الآخرون ثم تعطلت سيارتهم و ليس هذا فقط فالعديد منهم يقولون نفس الأمر و كل ذلك على منتصف الليل

عندما سمعنا كلامه شعرنا بخوف و اندهاش شديد ثم سله أخي لما كان مترددا ان يقول لنا هذا

نظر له بنظرة غريبة جدا صدقوني أنني لم أنسها لليوم ثم ذهب أدراجه

استغربنا لأمره فهو قص لنا ما حدث لكنه لم يساعدنا لكن الأغرب فقد مرت بجانبنا قطة سوداء و لون عينيها أبيض كبياض الثلج دارت حولنا و هي تنر لنا باستغراب لم تعرها عائلتي أي اهتمام أما أنا فلقد كنت أترقب ماذا ستفعله بخوف شديد عندها نظرت إلي بنظرة مخيفة و غاضبة و مرة من جانب رجلي و توقفت قليلا و عندما أنزلت رأسي لأبحث عنها لم أجدها استدرت حولي و لكنها اختفت كليا

و ما هي لحات حتى عادت السيارة للعمل مجددا خرجنا مسرعين من ذلك الحي الغريب و كما توقعت أنه غدا سنعرف نتائج كل ما حدث فذلك الرجل سمعنا بأنه مات بوقت قليل بعد ملاقاته لنا و لكن الشرطة لم تعرف كيف مات و ما حدث له إلا أنهم و جدوا ورقة بين يديه مكتوب عليها بكتاية غير مفهمومة

( منتصف الليل ) مما جعل الشرطة تستغرب أكثر لكنهم لم يريدوا التحقيق في أمر قضية العجوز و منتصف الليل و كتموا الأمر و جعلوا السكان يكتمون الأمر بحجة انه إذا تطور الأمر أكثر فإنهم سيحققون في ذلك فورا

أما وقوف القطة أمام رجلي فعندما عدت للمنزل لم أشعر بأي ألم ألا أن رجلي لم تتوقف من النزيف فقد استمرت بالنزيف و النزيف ليلا كاملا و في الصباح عند توقفها شعرت بألم كبير و كأن أحدهم يقطع رجلي مع أن تلك القطة لم تلمسني أبدا بل وقفت أمامي قليلا ثم اختفت لوحدها بقي الألم لمدة أسبوع لكنه توقف الآن و الحمد لله و لهذا اليوم لم نعرف بعد قصة ذلك الحي الغريب !!
!