* عراقـيـل *
غداً ...
وعندما يقرعُ عراقيلُ
صورَ النفيرِ
ليُعلنَ قيامتَنا الاخيرة
عندها سيكونُ الخرابُ
قدْ تقدّمَ شامتاً بنا ومنّا
ليرمينا في جحيمهِ الأسود
والغامضِ والحزين
وسيكونُ شاربو الدم
وآكلو القلوب
وأُمراءُ الفتنِ والخياناتِ
ومهندسو مقابرِ العدم
قدْ هيأوا انفسَهم
وأسلحتَهم الفاتكة
وكذلك سيُهيأون مخالبَهم وأسنانَهم
وألسنتَهم الدموية الباشطة
يُهيأونَ كلَّ هذا
لإشعالِ قيامتِهم الحمراء
في بلادِنا التي تُشبُهُ أرملةً وحيدة
وليذبحونا بلا ندمٍ
ثم يشووننا مثل اكباشٍ خانعةٍ
في محرقةِ الفناء
وبعدَها سيقيمون احتفالهم الدموي السعيد
لإلتهامِ مايُرضي بطونهم منّا
وعندَ إنتهائهم من قيامتهم هذه
سينصرفون الى قيلولتهم المُريبة
التي تُشبهُ قيلولةَ الثعالب
أما نحنُ القتلى
المتناثرين كعصفٍ مسعور
فيمكننا أن نغادرَ
إلى مقابرنا الغامضةِ
ويمكننا كذلكَ أن نعودَ
الى قلوبِ امهاتنا
والى أحلامِنا التي كنّا
نضحكُ فيها عالياً عالياً
قبلَ أَنْ تستحيلَ
الى كابوسٍ فادح
م