شاهد أجمل 10 صور لوادي قاديشيا
ثمة ما يدعوك للخشوع والتامل عندما تمشي في وادي قاديشيا ، فيتمتع هذا المكان بالسكون ، الصمت و الرهبة ، ويتميز بالصخور والجبال الشاهقة ، فيمزج بين الجمال والغموض ، و زاره الشاعر الفرنسي لامارتين وقال عنه : «لم يترك أي مشهد في نفسي انطباعا مماثلا، هذا المكان يجمع جمال الخطوط وعظمة القمم ودقة التفاصيل وتنوع الألوان».
فيعتبر وادي قاديشيا من أعمق وديان لبنان ، ويوجد على بعد 121 كم شمال العاصمة اللبنانية بيروت ، وتبدو المعابد التي تم نحتها في الصخور كأنها معلقة بين السماء والأرض ، ويقول الخوري حبيب خادم رعية الوادي «الوادي ينقسم إلى مقلبين، الأول هو وادي قاديشا، ويمتد حتى دير مار أنطونيوس قزحيا، نزولا حتى الفراديس. والثاني، هو وادي قنوبين، ويمتد من مدافن البطاركة الموارنة، صعودا حتى الكرسي البطريركي الجديد في الديمان». ،ويضيف قائلا : «تكثر في وادي قنوبين الكهوف والمغاور، وكذلك المزارات ومحابس الرهبان والكنائس والأديرة».
وتعود تسمية وادي قاديشيا بهذا الإسم إلى “القداسة ” ، فهو رمز من رموز الطائفة المارونية المسيحية ، كما قال الرحالة الأندلسي بن جبير أن هذا المكان كان وجهة اعتكاف للمسلمين أيضا ، ومن أهم معالمه :
– المركز الكاثوليكي الوحيد في الشرق قبل القرن الثامن عشر.
– دير مار أنطونيوس قزحيا وهو مقر أول صحافة مكتوبة في لبنان في القرن الـ16.
– دير مار أليشا الشاهد على ولادة الرهبنة المارونية اللبنانية في عام 1695م
– مقر البطريركية المارونية منذ عام 1400م حتى 1790م.
يبلغ ارتفاع وادي قاديشيا حوالي 1500 متر عن البحر ، كما يصل عمقه إلى 500 متر ، ويتميز بالطرق الصخرية الصلبة الملونة بجميع الألوان ، بداية من اللون الأزرق للنهر و الأخضر الذي يكسو الجبال ، وحتى الأبيض الناتج عن السحب ، مما يجعل هذا المكان فائق الجمال كالأساطير ، ويمتلك هذا المكان ميراثا ثقافيا ودينيا يرجع إلى قديم العصور .
ويجري نهر قاديشيا في ألأعماق حيث ينبع من مغارة توجد عند أقدام أرز الرب ، التي تقوم القرنة السوداء بالإشراف عليها ، أعلى قمم جبال لبنان ، ويبدأ النهر عند مسقط رأس الشاعر جبران خليل جبران وهي بلدة بشري ، ويصب عند الوديان التي تتجمع فيها المياه وتسير إتجاه البحر عبورا بطرابلس ، وتغير إسم النهر من قاديشيا إلى “أبي علي ” .
ونال وادي مقديشيا اهتماما عالميا ، فتم ادراجه في لائحة التراث الإنساني عام 1998 م بواسطةمنظمة اليونيسكو ، ووضعت صورته على غلاف عددها الذي تم إصداره عام 2014 للمرة الأولى ، وتستمر الأعمال الإستكشافية والبحثية عن المحابس والمغاور في هذه المنطقة ، ويقوم متطوعون من “رابطة قنوبن للرسالة والتراث” بعض الأبحاث ، لاكتشاف الروايات المروثة لأبناء الجوار والوادي ، والتي تتحدث عن هذه المعالم وخصوصيتها .
أجمل صور لوادي قاديشيا :
المصدر المرسال