نزيف ما بعد الولادة وجراحة الأوعية الدموية
النزيف بعد الولادة هو أحد المضاعفات التي قد تلي الولادة الطبيعية أو القيصرية، وعادة ما يكون نزيف ما بعد الولادة من الحالات الطارئة والتي قد ينتج عنها لا سمح الله تعريض حياة الأم للخطر أو فقدان الرحم نتيجة استئصاله كمحاولة اخيرة للسيطرة على الوضع ولإنقاذ حياة الأم.
النزف بعد الولادة يعتبر من أهم أسباب موت الأمهات حيث يكون يشكل نسبة 25-30% في وفيات الأمهات. عالميا يعرف النزف بعد الولادة بأنه فقدان أكثر من 500 مل من الدم بعد الولادة الطبيعية أو أكثر من 1000مل بعد الولادة القيصرية.
• أسباب نزيف ما بعد الولادة
من خلال متابعة الحمل وتفاصيله يمكن التنبؤ بنسبة معينة للحالات التي قد تتطور للنزيف مابعد الولادة ومنها:
1. كبر حجم الجنين.
2. المخاض الطويل وارتخاء الرحم.
3. تأخر ولادة المشيمة.
4. تسمم الحمل.
5. الولادة المتكررة والتقدم بعمر الأم.
6. الياف الرحم.
• علاج نزيف ما بعد الولادة
1. الوقاية والتوقع المبكر واخذ الاحتياطات اللازمة قبل حدوثه يعتبر هو خط العلاج الأول.
2. عند الولادة فان الطبيب المختص كالمعتاد هو طبيب النساء والولادة ولديهم من الامكانيات والخبرة للتعامل مع حالات النزيف من خلال عدة اجراءات كإعطاء الأدوية القابضة للرحم وغيره.
3. ولكن ما يحصل في بعض الحالات هو عدم استجابة الرحم لهذه الاجراءات وهنا يكون طبيب النساء والولادة بين اختيارين كما قيل "احلاهما مر"، إما الاستمرار بإعطاء الادوية واستمرار النزيف واحتمالية فقدان الام او اتخاذ قرار طارئ باستئصال الرحم تماما لإنقاذ الوضع وكلنا نعرف ما يعنيه هذا القرار بالنسبة للأم وخصوصا للراغبات بالحمل مرة اخرى.
• ما هو دور جراحة الاوعية الدموية في حالة نزيف مابعد الولادة؟
عند فشل جميع طرق العلاج السابقة بالتحكم بالنزيف يلجأ طبيب النساء والولادة لاستدعاء جراح الأوعية الدموية:
1. تعتمد فكرة تدخل جراح الأوعية الدموية على محاولة الوصول إلى الشريان المغذي للرحم وربطه أو اغلاقه، ويتم ذلك إما عن طريق القسطرة الشريانية من خلال فتحه بشريان الفخذ وصولاً إلى شريان الرحم ومن ثم اغلاقه داخلياً، أو عن طريق الوصل جراحياً إلى الشريان المتفرع للرحم وبالتالي ربطه.
2. هذا الاجراء يساعد على التحكم وايقاف نزيف الرحم بشكل مباشر.
3. العديد من المراجع والدراسات تشير إلى أن نسبة النجاح تتراوح بين 40 إلى 60% من الحالات. و تصل نسبة النجاح في بعض المنشورات إلى 90%.
• هل لعملية ربط شريان الرحم مضاعفات مستقبلية؟
لم يتم تسجيل حالات تنخر رحمي أو قصور مشيمي كإختلاطات في الحمول اللاحقة.
• نصيحة لتجنب مضاعفات نزيف مابعد الولادة؟
للأسف يحدث النزيف بشكل سريع وطارئ والتأخر بالتدخل للسيطرة عليه واتخاذ القرار قد يؤدي إلى نتائج وخيمة.
وكما سبق أن ذكرنا أن كثير من الحالات يمكن التنبؤ باحتمالية حدوثه قبل الولادة، لذلك نصيحتي للحامل عند متابعتها طبيب النساء والولادة في الأيام الأخيرة للحمل أن تناقش مع طبيبها احتماليات حدوث النزيف لا سمح الله وفي حال وجدت عوامل قد تتسبب بحدوثه فلابد من التنسيق المسبق مع جراح الأوعية الدموية ليكون بحال تأهب خلال مرحلة الولادة بحيث يكون متاح وقريب في حال استدعائه، لاسيما في ظل النقص الشديد في عدد جراحين الأوعية الدموية بالكثير من المستشفيات وأهمية عامل الوقت في مثل هذه الحالات.
العديد من المراجع والدراسات تشير إلى أن نسبة النجاح تتراوح بين 40 إلى 60% من الحالات.
الوقاية والتوقع المبكر واخذ الاحتياطات اللازمة قبل حدوثه يعتبر هو خط العلاج الأول.
ربط شريان الرحم يساعد على التحكم وايقاف نزيف الرحم بشكل مباشر.
رد مع اقتباس
