نجد من ضمن الآلآت الشرقية التى لا غنى عنها فى الموسيقى العود، وهى آلة استطاعت أن تحافظ على جمالها عبر العصور.نجد أصل اللفظ عربيا معناه الخشب، وهو من أهم الآلات العربية في التخت العربي الشرقي، كما يستخدم في الفردي أو الجماعي لمصاحبة الغناء، ويعتمد عليه معظم الملحنين العرب عند أغانيهم وتحفيظها أيضا.
تؤكد الدراسات التي وضعت حول تاريخ الموسيقى، وجدت في مصر القديمة منذ القرن الثلاثين قبل الميلاد، كما وجدت تجسيدات أخرى مماثلة في مرحلة متلازمة، في حضارات العراق القديمة، وشمال سوريا، حيث لا تزال آلات وترية شبيهة تستعمل حتى الآن.
يقول د. أحمد السنوسي، أستاذ الموسيقى بجامعة القاهرة: إن العود اكتشف في مصر الفرعونية قبل 3500 سنة، وبالتحديد في ظل حكم الأسرة الثامنة عشر، وقد بدا ذلك في النقوش والنحوتات التي عثر عليها العلماء في آثار ومعابد تلك الدولة التي يظهر فيها العود ذو العنق القصير كآلة أساسية في الفن الموسيقى، وقد عثر العلماء الذين نقبوا في آثار مدينة طيبة على آلة عود ذات عنق قصير، سلمت من عاديات الزمن وعلى الريشة الخشبية التي كانت تستعمل في الضرب عليه.
يعتبر منصور زلزل، من العهد العباسى، أبرع أهل زمانه في العزف على العود، وإليه يعود الفضل في صناعة العود الكامل، أو ما يعرف بعود الشبوط الذي فاق العود الفارسي جمالا وكمالا، وكان الكندي من عازفي العود المعدودين، وهو أول من فكر في إضافة الوتر الخامس إلى العود وسماه بالزير الثانى، غير أن تمسكه بأن كل شيء يخضع للعدد (أربعة) جعله يحجم عن ذلك عمليا، واكتفى بما توصل إليه نظريا عن طريق تسويته الخاصة، يعنى بدورانه الخاص، شأنه في ذلك شأن الفارابي وابن سينا اللذين جاءا بعده.
انتقلت آلة العود إلى أوروبا منذ القرن الثامن الميلادى، ودخلت بين الآلات الموسيقية في الفرق الموسيقية وآلة الصالونات، وقد قامت إنجلترا وألمانيا وفرنسا بصناعة نماذج عديدة منها، ولكن ظهور البيانو الذي استكملت صناعته قضى على آلة العود، لأنه آلة موسيقية مناسبة أكثر من العود في الموسيقى الأوروبية.
يعد الفنان العراقي نصير شمه من عازفي العود المعاصرين الذين تمكنوا من تحقيق مكانه مميزه في هذا المجال، حيث أسس شمه "بيت العود العربي" لتعليم الموسيقى في القاهرة، ومن خلال عشقه منذ الصغر لآلة العود الشرقية جعلها حاضرة جنباً إلى جنب مع أغلبية الآلات العالمية المعروفة، فتميّز بالعزف على آلة العود .